هل كان وحيد في حاجة ليفعل مثل أي حاوي أو ساحر حين يهم بإخراج أرنبه من جيبه أو من طاقيته ليحظى بتصفيق الحضور وهم داخل ركح السيرك، بعدما تأبط معه مصرا ومترصدا «سكرين» تافه يشهد على إعلان حمد الله قبل عام تقريبا تحت وطأتي الظلم والغضب كما توهمهما ابن آسفي، اعتزاله دوليا كي يبرر لنا استبعاده؟
 شخصيا أتأسف لهكذا شكل وهكذا مقاربة من مدرب مونديالي خبير وعتيق، لأنه وفي تقديري المتواضع ما كان يحتاج تبريرات لاختياراته وماكان يحتاج دليلا يقيمه ليقنعنا أن استبعاد حمد الله قرار حكيم.
 لا يوجد من تعقب فصول مغادرة حمد الله لفضاء المعمورة أكثر من العبد لله، بل و هو في طريق المغادرة يومها تحدثنا مطولا زهاء نصف ساعة وقد اقتنعت تحت وقع التعاطف ووهن الضعف لسماع روايته بطرحه فأعلنت تعاطفي معه...
 بل بعدها تواصلت مطولا مع عبد الرزاق وقد سعينا داخل «المنتخب» بما جبلنا عليه من قيم المواطنة، لردم كل هوة فيها مصلحة لفريقنا الوطني، وللأسف لم ننجح في المسعى لأسباب معقدة لن أخوض فيها الآن...
 بعدها سيضمحل تعاطفي مع حمد الله بل بالتدريج سيزول، لأني وكما أنتم تربينا على أن الفريق الوطني وقميصه أعلى منا جميعا وفوق كل واحد، والسبب هي خرجات إبن آسفي المستفزة لمشاعرنا تزامنا مع مباريات الكان التي عصرتنا وتسببت لنا في ارتفاع منسوب السكري والأعصاب، وكان هو يظهر سعيدا على شاطئ آسفي يشرب عصيره وكأنه يقول «اعطيه العصير» لرونار أو غيره  وتارة يرتشف الشاي بايتسامة مصطنعة وأخرى يلعب رفقة كلبه على رمال نفس الشاطئ في محاولة لترويضه...
كل هذا في كفة، وأن يخرج لاعب ب«برومو دعاية» أشبه بالدعاية لأفلام الرعب أبرق به لنا من أمريكا ليقول لنا «ترقبوا ما أسكشف عنه من مفاجأة» و لم تكن  تلك المفاجأة سوى إخبارنا  باعتزاله دوليا، هنا توقف الدعم والتعاطف كما هو منتهي لعدد لا يستهان به ممن تبنوا طرح الإنتصار لمواقف القرش تحت غطاء المظلومية.
 أعود لـ«سكرين وحيد»، فأنا أدعم موقفه لأننا مع من حضر، ولو كان حمد الله هو هداف كل العالم وليس آسيا فحسب، لأن العبرة بأشياء وشروط أخرى غير الأهداف وإلا لما حضر جيرو العقيم بدل بنزيما وصيف ميسيو بطل أوروبا بالمونديال الروسي؟؟؟.
 للمنتخب الوطني حرمات، ووحيد حضر مع سبق إصرار بوثيقة لا يعتد بها، لأن وحيد أغفل وكان عليهم أن يخبرونه بذلك أننا ورثنا عن الحسن الثاني رسالة «الوطن غفور رحيم»، لذلك حتى لو اعتزل حمد الله ما كان لها أن تكون سند تجاهله، وإلا ما يليق لنا وبنا أن نقبل اليوم تواجد حدادي بيننا والذي لم يعتزل فحسب، بل صرح مرارا قبل إعلان التوبة المقبولة «لست نادما ولن أندم على اختيار اسبانيا»...فهل نؤاخذ الحدادي بجريمة تصريح إنفعالي حماسي؟
سكرين وحيد مردود عليه، لأن رونار تنقل 3 مرات صوب طورينو ليأتي بأشهر عميد معتزل في تاريخ الفريق الوطني، ويحرضه على العدول عن قراره ...بل أن بنعطية تحداه ذات يوم لما دعاه ورفض دعوته، فأحرج رونار وحمل الجامعة مسؤولية كشف القائمة قبل أن يتيقن ما إن كان عميده المدلل سيقبل الدعوة أم يرفضها؟
سكرين وحيد مردود عليه كون زياش قبل حمد الله قال وباللسان الصريح «لن ألعب للفريق الوطني ما دام رونار مدربا له» فتدخل ذووا النوايا الحسنة وردموا الهوة، وما أخذوا بعقوق حكيم لأن الغاضب لا يعتد بكلامه.
 كنت أتمنى لو حضر وحيد ب«سكرين» آخر يضم نصيري والحدادي والعرابي وحكيمي ولبيض ويقول لنا «دعوا عنكم حمد الله أنا جئتكم ب 5 مهاجمين يلعبون في عصبة الأبطال، ليس الأسيوية بل الأوروبية فادعموا هؤلاء واتركوا عنكم ما سواه»...وكنا سنقول له «الله يسخر»
 كنت أتمنى لو حضر وحيد وقال بلسانه الصريح الصادم كما عودنا عليه «أسيدي آنا حر» حمد الله هداف عابر للقارات لكنه ليس عابرا لفؤادي ولا يدخل ضمن خططي «فكان منه هذا وكان علينا احترامه وانتظار الحساب لغاية الفورة كما نقول...
 كنت أتمنى لو جاءنا وحيد متأبطا صورة للوافد الجديد الذي عوض إبن آسفي، ليقول لنا» ها قد جئتكم بغرس الله بدل حمد الله، ولا فرق بين الإثنين إلا بالنبتة الطيبة وباحترام قميص الفريق الوطني، لذلك رجاء اسقوا معنا هذا الغرس كي ينمو ويكبر وينتج ثمار الأهداف والوطنية».