هي ذاكرة الأسماك أو العصافير فلا يوجد اختلاف، المهم بمنطق أحدهما الوداد أصبح بقدرة قادر فاشلا ومفلسا وكسيح، الوداد الذي سينهي العام الحالي متصدرا لفرق إفريقيا كما لم يفعل فريق مغربي من قبل، منذ إعمال هذا التصنيف تاركا خلفه مازيمبي والأهلي والترجي..
الوداد المعفي رفقة هؤلاء الأربعة من الدور التمهيدي للنسخة المقبلة مكافأة له على نجاحه وحميميته الوثيقة طيلة 5 نسخ سابقة، حطم فيها أرقام صدارة دور المجموعات، أصبح اليوم ويا سبحان الله مطية لإشهار السيوف وإخراجها من أغمادها لتخبط فيه خبطا...
فإن كان اعتراف الأغلبية وأنا واحد منهم، أن وداد العام الحالي هي أسوأ نسخ ودادات الأمة التي سبقتها، فهذا ينصف الوداد ولا يدينها لأنه وهو في أسوأ النسخ كما قيمناها، حل وصيفا في البطولة فلا هو احتج يوما ولا اعترض على قرار وساهم في إنجاح البطولة ليحل خلف غريمه بفارق نقطة واحدة..
 هذه النسخة السيئة أيضا، غادرت مربع الكبار الإفريقي وأمام من؟ أمام كبير قوم كرة إفريقيا الأهلي؟
لكن قبلها وكي أريح وأرتاح، فما يهمني هنا هو الوداد ونصرة الوداد وقد وضعت في خندق وزواية ضيقة لرفس ما أنجزت وركل ما قدمت، دون إقامة عذر واحد من أعذار التخفيف وما أكثرها لهذا الفريق الكبير.
 قلت لا يهمني لا ناصيري ولا غيره، لا يهمني من يقود هذا الفريق ولا موقعه اليوم أو حتى موقفه في بؤرة اللهب الملتفة حوله، لأنه مؤهل بل قادر على مجابهتها وتحمل مسؤوليته كاملة ليخمذ جذوتها إن أراد أو إن توافق مع فدائيي الوداد...
لا يهمني من يرأس الوداد، لأن ذنبه قائم ومسؤولية «أنا وحدي نضوي بنجلون قائمة»، وما كان ذلك في تقديري ديكتاتورية منه وقد حاورناه مرارا ووضعنا عنوانا بارزا «لست ديكتاتورا، أنا متطرف في عشق الوداد»، ولربما حان الوقت لأن يغير مقاربة هذا العشق المتصوف والمبالغ فيه لينفتح على محيطه بمبدأ «المقاربة التشاركية والمناصفة»، ما يهمني أنه ولا واحد تابع بوشماوي على محطة موزاييك وهو ينهش الوداد، ويقول أنه بصفته عضوا في المكتب التنفيذي في نهائي العار في رادس ويومها ما حضر لقجع تلك الموقعة، وقد فسرها بتصريحه الشهير «تلقيت دعوة من بوشماوي ولم أحضر كي لا أصطدم به»، ليستغل بوشماوي هذا الشغور والفراغ ليفعل ما فعل، وهو يعترف أنه كان له دور في فرض تسليم الترجي الكأس وبعدها أنتم تعلمون أن هذه الكأس والميداليات استحال استردادها..
وتخيلت لو لم تكن إكراهات أسرية ألزمت لقجع بعدم حضور ذلك النهائي، لربما تصدى لذلك القرار الذي استحضرت، لأنه هو سبب البؤس والخراب الذي هو عليه الوداد اليوم.
الوداد خسر في رادس «السقوط والجلد»، خسر بالظلم لقبا ولما عاد للمغرب خسرت البنزرتي الذي تعرض للترهيب هناك، بالنبش في أوراقه وملفات الضرائب كما راج، فهرب كما هرب زين الهاربين ولم يحضر حتى مراسيم التتويج بالدرع، ليترك خلفه فراغا تم تعويضه ب«البريكولاج أو البريكولور» زوران... ولم يغادر الفريق بنجلون في وقت كانت باقي الفرق تستعد للموسم الجديد، لأن لقجع والناصيري ربحا في فرنسا حكم إعادة النهائي قبل نقضه..
أنا لا أدافع عن الوداد لأن له من يتكفل بذلك، أنا فقط أستعرض وجها من أوجه ظروف التخفيف التي لم يذكرها أحد، وقد قالها بوشماوي والذي لو يصل لرئاسة الكاف، فلن نخسر بعدها الوداد فقط، بل ستعود حليمة وباقي الفرق الوطنية لعادتها القديمة وهي أن تزور وتخفف المسابقات الإفريقية.
أنا مع الغربا، وهي أن نصف التركيبة الحالية لا تصلح للوداد وقميص الوداد أكبر منها وفضفاض عليه، وأنا مع عودة الناصيري لرشده وقد قالها بملء شذقيه في خطابه الموجه للجماهير، وأنا مع إعادة هيكلة الوداد ليصبح له برلمان مشرف ومنخرطون يضربون على الطاولة وناطق رسمي وموقع رسمي ومكتب رسمي وكل شيء رسمي، وأن ينفتح الناصيري على مطالب الجمهور وأن يركب صهوة الكرامة ليدافع عن فريقه وما أكثر السياقات التي كان فيها سلبيا في تعاطيه مع ضرب مبرح تلقته الوداد، أنا مع كل هذا لأن الوداد كبير قوم الكرة الوطنية بألقابه المحلية، ومن لا يحترم كبيره فلا شأن لنا به... لكن أيضا مع ظرف التخفيف الذي ذكرت، وهو أن الوداد نحر يوم نحر الثور الأبيض أي يوم اغتال فريق بوشماوي الفار في رادس، وكل هذا عملا بمقولة ارحموا عزيز قوم...