لا هو يقول خيرا لا هو يصمت، هذا هو المدهي بنعطية أو المهدي كما اشتهر به بيننا كما ترجم  الأمر مؤخرا وهو يتحدث لصحيفة إيطالية، استأذنته في تقديم تقييمه لمستوى ابننا وشقيقه أشرف حكيمي، فما كان منه إلا أن دلنا على تصنيف ما كان السياق ولا المناسبة تسمحان به حين قال «أعتقد أنه ليس الأفضل في مركزه، لأني أرى أن أرنولد لاعب ليفربول أفضل منه  حاليا». 
بنعطية عاد ليصلح الجرة وقد تكسر منها طرف ليقول أن حكيمي يظل رغم كل ذلك من بين 5 أظهرة المميزون في القارة الأوروبية حاليا، ويحتاج مساحة زمنية كي يتطور وهي متاحة أمامه بالكالشيو. 
قد يقول قائل وما العيب في الذي أتاه بنعطية قولا و تقييما؟ لتكون إجابتي أنها لو كانت الأولى لـ«دوزناها برشفة ماء» لكنها ليست كذلك فقد تكررت وتحيلنا لخرجة شهيرة أعقبت نسخة الكان الكارثي بمصر، وعضة سناجب البنين التي أخرجتنا من مولد العرس الإفريقي بلا حمص. 
يومها ظهر بنعطية في برومو دعائي عبر قناة قطرية، ووعد بأنه سيفجر مفاجأة وفي المساء انكشف غطاء تلك المفاجأة والتي لم تكن سوى أنه أعلن اعتزاله وبرره بأن «الفريق الوطني يملك لاعبين جيدين لكنه لا يملك لاعبين كبارا مثل الجزائر، لقد تابعنا منتخب الجزائر مثلا فهو ضم لاعبا كبيرا إسمه رياض محرز كان حاسما في تتويج منتخب بلاده باللقب الأفريقي» عفوا هذا ليس قولي بل قول المهدي. 
ثم يعود المهدي ليرش الملح على الجرح «لا طائل من تسجيل 37 هدفا في مسابقة أو بطولة ما لم تكن كافية لتقود منتخبك للتتويج الإفريقي ومحرز لاعب كبير لما احتاجه رفقاؤه حمله على أكتافهم». 
ومن استعصى عليه  فكهذه الشفرات وربطها بتقييمه لحكيمي، فإن ما قاله بنعطية يومها حمل إساءة وتبخيسا لبقية زملائه وزياش واحد منهم، ولنا أن نتذكر أنه يومها كان جرح حكيم زياش غائرا بعدما جرى تحميله ما يطيق وما لا يطيق بسبب تضييعه لركلة الجزاء أمام بنين وبعدها قصة ملاسنته مع  وزير الرياضة السابق، وإشهار اعتزاله قبل تدخل ذووا النوايا الحسنة للملمة الأمر واحتواء الموقف. 
ولأن محرز وزياش كلاهما يحمل الرقم 7 داخل منتخب بلاده، فإن تلك الإستعارة من بنعطية واستلهام النموذج الجزائري وتحديدا محرز في ذلك الوقت بدا فيه قصف ولو غير مباشر لجبهة زياش المتورمة أصلا والتي كانت تحتاج  بلسما بدل رش الملح على جراحها.
بل سيضيف بنعطية بعد هذا الخرطوش المطاطي، أنه مل منا ومن ملاحقتنا له ولخصوصياته ويومياته وسئم من متابعة شؤونه وحان الوقت ليستريح من سحناتنا وقرفنا وكل الشر الذي نحمله في دواخلنا ...ليضفي الشرعية على اعتزال كان أحسن قرار تلقفه البعض، وأنا واحد منهم مع كل التقدير  لمشوار العميد وإسهاماته التي لا تنكر، لكن حين توضع هذه الإسهامات مع عدد الإعتزالات التي احتوى وطوق رورنا ثلثها ورئيس الجامعة الثلث المتبقي، وما أكثر تنقلات الثعلب للقاء العميد المتنحي والغاضب صوب طورينو لمراضاته وأحيانا تكليف حجي بذلك لما كان زبونا دائما لدكة  احتياط البايرن مع غوارديولا.. 
خراطيش بنعطية توصلت وهذه المرة من حكيمي حاول بهذا العيار المطاطي أن يحبط حكيم الكرة المغربية وومضتها الجديدة أشرف وهو يحجم ويقزم قيمته ويضعه خلف أرنولد..
بنعطية كان قد دافع عن وكيله لما ورد إسمه بين وسائل الإعلام، بعد الإطاحة بالزاكي التي قال بوشحاتي رئيس لحنة منتخبات ذلك الزمن أن العميد كان من الموقعين على عريضة تنحيته وإقالته، إذ تحدث البعض عن ضلوع هذا الوكيل في استقدام الثعلب الفرنسي لتعويضه.. 
لو نقبل بحديث بنعطية عن غياب لاعبين كبارا، فهي كذلك لأننا فعلا افتقدنا مدافعا كبيرا من طينة كوليبالي وعيسى ماندي يوم «شقلبه» المساكني ويوم صعقة كهرباء المصري وكلا اللقطتين في كان احتضنته الغابون مرتين محتلفتين.. 
حمية الأخ ونصرته موهوبا أو غيرذلك، كانت تفرضعلى بنعطية أن يكف عنده مقارنته لحكيم وحكيمي مع زياش وأرنولد، ولو كان الوضع كما يتراءى له فمن باب «عظم خوك وصاحبك البوخاري»، ما كان عليه أن يبخس من قيمتهما، اليوم زياش سيتجاوز محرز في انجلترا وأشرف سيذكر الإنتر بزانيتي ومن يقيم النجمين هي 100 مليار «ترانسفير ماركت» وليس ميزان العميد المختل..