خرج مدربو الأندية الأوروبية عن صمتهم وطاردوا وقائع كورونا بأقوال صادمة عن إصابة دوليي المنتخبات العالمية بكوفيد 19 جراء تبعات مشاركتهم الأخيرة مع منتخبات بلدانهم في الإستحقاقات القارية، فلا مدربو هولندا ولا حتى البرتغال واليونان وغيرهم صمت عن الحقيقة واستدلوا بالقول «يجب أن تتوقف المنتخبات»، في إشارة مباحة لعدم المناداة عن دولييها في الإستحقاقات المذكورة.
وكان مدرب بنفيكا جورج جيسوس قد أقر بهذا المبدإ وانتقد الطريقة التي تتعامل بها السلطات مع الوباء، وقال إنه نظرًا لخطر العدوى أثناء الرحلة، كان يجب تعليق المسابقات للمنتخبات الوطنية، في إشارة إلى أن أحد لاعبيه وهو المهاجم داروين الذي عاد مصابا من أوروغواي, كما علق مدرب أولمبياكوس على إصابات العرابي وأحمد حسن، وتكلم بنفس النبرة الحزينة لأنه أضاع عنصرين من أقطاب النادي اليوناني، سيما في مرحلة عصيبة على الفريق الذي يلعب على واجهات عدة. 
وقد يكون لدى المدربين عامة الحق في الشكوى لكون الإختلافات واضحة بين الدول العالمية على مستوى مراعاة الوباء بالإحتراز الكبير والتنظيم الجيد لعمليات تدقيق الفحوصات والتحاليل الطبية، وبين دول لا تتعامل مع الفحوص اليومية, وقد يكون لديهم الحق أيضا، لأن كل من يأتي من منتخب بلاده حاملا للفيروس، فهو أصيب هناك لسلوكات تنظيمية، وهو ما لا يمكن السيطرة عليه لدى الأندية لمحاربة الإصابة وانتظار تعافي اللاعبين، ولذلك يرى المدربون أن عودة الدوليين بحمولة العدوى تشكل ضربة موجعة للأندية التي تتكبد خسائر مالية يومية ونفقات كبيرة ومضافة على ميزانية الأندية في جانبها الصحي.
ويقول بعض المدربين أنهم لم يتمكنوا من فعل أي شيء  لكون الأخطار قادمة تحديدا من المنتخبات وبخاصة من أمريكا الجنوبية التي تتماثل مع أوروبا في الجانب التنظيمي للفحص اليومي المدبر على أعلى مستوى من الإحتراس من المخالطة والتجمعات، وهو ما لا يسري بأمريكا ويتعايشون مع الآخرين كأمر عادي، ويقول آخرون عليك أن تعرف كيف تتعايش مع كوفيد في جميع المهن، واللاعبون مثلا في فقاعة ويتم فحصهم كل ثلاثة أيام، وحتى بعد ذلك تظهر الحالات. 
ويقول آخرون أن فرق كرة القدم ،هي نموذج مثالي لجميع المحترفين  في العالم، يتمتعون بامتيازات لأنهم يجرون اختبارات كل ثلاثة أيام، قد يكون هناك مؤشر لاصابة لاعب ما خارج المحيط، بينما بقية اللاعبين أجروا الاختبارات بنتائج سلبية، وحتى في حالة عدم وجود لقاح، لابد أن يتعامل اللاعبون بذكاء مع الوباء بقوة الإحتياط والعزل والوقاية، ولا يتطلب الأمر علمًا لمحاربة الفيروس، وهكذا علينا أن نتعامل مع الوباء لأنه أحيانا لا توجد قوة مالية لاختبار الجميع. 
وبالعودة إلى إصابات خمسة دوليين مغاربة سواء قبل مباراة افريقيا الوسطى بالكامرون (العرابي مثالا) أو بعد ذلك بالاندية الأوروبية (بونو وسايس وأكرد وبرقوق) رغم اختلاف المقاصد والرحلات، لأنه لغاية الأسف لم يعرف كيف أصيب العرابي تحديدا هل بالكامرون؟ أم بالمغرب  قبل التوجه الى الكامرون؟ على الرغم من أن الفريق الطبي المغربي على درجة عالية من الحرفية والمهنية في التعامل مع التشخيصات والاختبارات والنتائج بالقدرة العلمية اللازمة بالشكل التنظيمي السائد بأوروبا، ولا يمكن أن يصاب العرابي إلا في حالة عزلة أو راحة أو جولة في أماكن خاصة لمس فيها أحد الاشياء أو تصافح مع مناصرين أو أي شخص داخل منتجع عرين الأسود، والظاهر أن العرابي أصيب بالكامرون وبالشروط التي قلنا عنها أنها وضعت اللاعب في المحظور على الرغم من أنه قام بالفحوصات المسبقة، ولكن حدث ما حدث، أما والحال أن يصاب غانم سايس وياسين بونو ونايف أكرد وأيمن برقوق باختلافات زمن الإصابات بعد التحول الى أنديتهم الأوروبية، فقد يكون الواقع مرا لدواعي غير مكشوفة النوايا لأن المفروض أن يرحل اللاعبون الى فرقهم على وقع اختبارات مسبقة حتى لا يشكل ذلك مصيبة ردود فعلية للأندية التي تصرخ جملة وتفصيلا من عواقب الاصابات وتؤدي ثمنها غاليا، زما تفاعل أن بونو أصيب أولا قبل مباراة السبت، وقد يكون حمل الفيروس من الكاميرون بحكم سرعة الفحص الذي أجري له بإشبيلية، وربما قد يكون حمل الفيروس من الطائرة أو أي شيء آخر بعد انهاء المهمة مع الأسود، وثانيا كيف لسايس أن يصاب قبل مباراة الإثنين الأخير لأنه خرج بعافية من المغرب وبنتائج سلبية؟ وكيف لنايف أكرد أن يلعب مباراة فريقه رين أمام بوردو السبت الماضي وبعدها سقط في فخ الإصابة على الرغم من أنه أجرى فحوصات مسبقة برين، أي بعد عودته من المغرب؟ وكيف لأيمن برقوق الذي كان معافى بدرجة عالية ولعب مباراة بالكامل وسجل فيها السبت الماضي وبعدها بيوم واحد أصيب بعد أن شعر بألام الاثنين الماضي؟ هذه أسئلة الساعة لكورونا التي لا تمهل الانسان بالعافية المطلقة لأن الفريق الوطني يعيش دوما على موقع أوروبي في الملاحقة الطبية، واسألوا كورونا كيف أصابت اللاعبين؟ بل إسألوا اللاعبين عن أجندة يومياتهم مع الأسود قبل التحول إلى أوروبا.