•• في أغرب النوايا التي لجأ إليها أولمبياكوس اليوناني أوائل هذا الأسبوع، أنه رفع الستار عن هاتريك يوسف العرابي وفاجأه بتعاقد جديد لم يخطر على بال أحد، وأعاد له ترسيم حدود موسم آخر وبمزايا مالية محترمة. وفي منطق الكرة أساسا، لا يأتي تجديد التعاقد إلا من سيرورة المردود وقراءة ما يدونه مستقبل الخط التصاعدي لاي لاعب كان، ولا يأتي إلا في حالات أخرى لدخول أندية أخرى طريق التفاوض ولو كان ذلك في وسط الموسم، ولكن الفريق اليوناني آثر الا أن يقطع الطريق على أي كان ليربح إمضاء مريحا لعام اضافي لما بعد 2021 ومع هداف سيرتقي إلى 35 عاما في 2022. وربما يخطط أولمبياكوس لجعل هذا الواقع تقليدا لما فعله ويفعله ميلان أسي عندما جدد عقد قناصه زلاطان ابراهيموفيتش من نصف موسم السنة الجارية إلى موسم إضافي ينتهي صيف 2021، وهو اليوم هداف الملان ب10 أهداف من ست مباريات لعبها في الكالشيو الحالي وفي ربيعه 39 عاما. صحيح أن المقارنات السنية متفاوتة بين اللاعبين، ولكن المغزى الحقيقي لهذا التوجه، هو الإيمان بقدرة اللاعبين على العطاء والسخاء دون النظر في عامل السن، والعرابي بتعاقده الجديد يؤرخ لمرحلة جديدة لاقوى المحترفين المغاربة الذين مروا عبر التاريخ من دون سند التعاقد في هذا السن وبخاصة عندما يتعلق الأمر بالتعاقد مع المرمى. 
والعرابي الذي قبل بهذا الوضع وبسرعة فائقة مع وكيل أعماله ومع نادية وبرفع قيمته المالية، يدرك أن أولمبياكوس يعتبر أرقى الأندية الأوروبية التي تعامل معها بهذا الشكل من السخاء الفوري دون التريث فيما لو أتى أفضل منها، لكون المطلوب دائما في سوق العرض هو المهاجمون أيا كان سنهم ما داموا يؤشرون على بطائق الإعتماد مع المرمى. وأعرف أن هذا السن الذي تطابق مع العرابي قبل أربع سنوات، كان بالخليج وربح منه الكثير على الرغم من أنه أضاع الدولية بالمنتخب الوطني إيمانا من أن الخليج ليس بقوة أوروبا في منظور أي مدرب عالمي، بل وحتى من يزيد على الثلاثين من نجوم العالم يتوجهون إلى الخليج ليس من العطاء فحسب وإنما من السيولة المالية الصارخة لجعل أمر الإعتزال أمرا بينا هناك. لكن في منظور العرابي أنه كان العلامة البارزة من ضمن المحترفين المغاربة القلائل الذين أعادوا صور التألق لما بعد الثلاثين باوروبا، وحضوره اليوم في ربيعه 33 عاما كهداف مثالي لأولمبياكوس خلال الموسم الفارط، وهدافه الحالي، يؤكد أن قيمة التعاقد مع المرمى هي التي ترسخ القبول بالشرط والجزاء، والعرابي نجح بالإنتفاضة والهاتريك، وكانت النتيجة أن رزقه الله بعقد جديد أتى بين عشية وضحاها، ما بعني أنه نام على الهاتريك، وأصبح في الغد مشفوعا بعطاء الله، ومكتوبا بسيولة الإعلام اليوناني الذي أقر بدخول العرابي كتاب واحد من أعظم هدافي أولمبياكوس في التاريخ. 
ويأتي هذا التدوين التاريخي معبرا وجديرا بالإحترام لما يقدمه العرابي باليونان، ولن هناك أيضا مولود صغير يشغل بال الأندلس يدعى يوسف النصيري، وله من الميزات الخاصة أنه مولود مع المرمى ويتناغم مع واقع الترددات الإختيارية للحظة التي يسجل فيها أو يغيب، ولكنه عندما يسجل الأهداف من كل الأوضاع والطرق والخاصيات، يرفعك في العالي ولو أنه حديث العهد بإشبيلية، ولكن في طريقه رزق حلال رسم بالتعاقد المسبق لخمس سنوات وبسيولة يعرف النصيري دورها الكبير على الرغم من أن المغاربة لم يصدقوا أن النصيري يساوي 20 مليون أورو، وهذه هي الحقيقة لأن إشبيلية لا تمزح مع الأرقام والنظرة للأشياء، ولكن تنظر الى مستقبل هداف قد تستثمر منه الملايير كهداف يسير فعليا على هذا النمط  لما يرسمه اليوم ولو على قلة مبارياته من تأشيرات ضامنة للحب والتعاقد مع المرمى سيما بعد الصرخة التي أطلقها في المباريات التسع الأخيرة موقعا 7 أهداف متنوعة بين الليغا وعصبة أبطال أوروبا. ولذلك فمستقبل النصيري سيحسب له مع إشبيلية لسنين إن هو سار على وقع السيولة التهديفية، ولا ندري  وقتها ما إذا كان سيدخل التاريخ مع نادي آخر. وأعتقد جديا أن التعاقد مع المرمى يجبر أي نادي عملاق على سرقة واضعي الأهداف بكل الطرق الفرجوية، وسيتحسن النصيري مع الإحتراف لأنه نشأ مع الاحتراف وسيعطي للمغرب سمعة عالمية.  

•• في النهاية، ولد صلاح الدين بنيشو مع آسفي في ريعان الشباب وريعان أول سوبر هاتريك، ولكن إياك أن تغتر، وفكر في المرمى ونفسك وحياتك ومجدك واهلك واحترافك، فأنت في أول خطو موسمي، وعندما ينتهي الموسم، حلل وناقش وقيم وضعك الكروي العام وانته من حيث بدأت، أما وأن تسجل وتنام على الأنا والإنحدار، فأنت خارج الكرة.