إلى سنوات غير بعيدة عنا، كانت فرق البطولة في زمن الفقر و«السميگ» أي الحد الأدنى من الرواتب ومنح التوقيع وما كان يعرف يومها ب«البريمات»، قلت كانت هذه الفرق تتباهي بما تقدمه لنا وتفرخه من أسماء خاصة لمهاجمين وهدافين وكانت دعوتها محمودة، وقد كان يومها إثنان لا ثاني لهما هما من يسحباننا لانتظار نهاية الأسبوع على أحر من الحمر، لرصد جديد كل هؤلاء المبدعين أثيريا مع وصف الراحل كديرة رحمة الله عليه وبعده الألمعي الرائع محمد العزاوي متعه الله بالصحة والعافية ولفيف الزملاء الذين كنا نستظهر توزيعهم الجغرافي في ملاعب البطولة مثل استظهارنا لقراءة «بوكماخ» التي واكبت تلك الفترة المجيدة والجميلة، ثم نترقب مساء الأحد إطلالة الجميلين سعيد زدوق ومحمد لحمر عبر فاصل العالم الرياضي، ليجلي لنا كل ما تعقبناه في الوصف الإذاعي لصورة مرئية ... 
من لغريسي، هيدامو وخيري الجيش الملكي، لناضر وشعيب وفرتوت الوداد، ثم الغياثي والسليماني وبونو الماص، تعريجا على أنافلوس المسيرة وشوح طنجة، وبلاغة بمعية بورواين وأوزوكات الأولمبيك، ثم ولد مو والحمراوي الرجاء، فجوهر والمودني وبنعمر الفتح، قيدي الكوكب وبوسحابة نهضة بركان وبنخدة الناظور وليعذرني من غابت عني أسماؤهم وهم كثر وقد اقتصرت على من كانوا زوارا للمرمى ولم أتحدث عن الحراس ولا عن صانعي اللعب وهم بنفس الوفرة أيضا... 
دلوني حاليا على زخم حضور بنفس الأسماء التي ذكرت داخل فرق اليوم؟ دلوني على أسماء بنفس القامة والقيمة إن وجدتموها؟ اليوم الفرق تتبارى لتستعرض لنا «فخامة الكار»، ويقينا أنا مع إظهار النعمة، لكن بموازاة ذلك، أين هي الكفاءات وأين هو استعراض اللعب والفرجة؟، أين الأظهرة والحراس؟ وأين رؤوس الحربة و أصحاب 10؟ 
«كار» شباب المحمدية أصبح اليوم حديث القاصي والداني زادهم الله من فصله ونعيمه، بعدها يرد عليه إتحاد طنجة باستعراض حافلة آخر  صيحة، دون الحديث عن حافلات الوداد والرجاء والجيش ثم الفتح والحسنية ونهضة بركان والمغرب الفاسي التي لها مركبات وحافلات مخملية تحمل من الفخامة ما يطابق معايير ما يستقله لاعبو الفرق الأوروبية، وكل حافلة تعادل قيمتها نصف مليار سنتيم كما صرح بذلك رئيس شباب المحمدية.
مع كل حافلة، الفرق صارت لها ملاعب بعشب طبيعي ومراكز تدريب وقاعات رياضية بمواصفات عالية الجودة تساعد على  إستعادة الطراوة بأقصى سرعة ممكنة وتذلل أمامهم استدراك ما ضاع من جهد من صبيب عرق على الفور... 
وضعت هذه المقارنة بين الجيل الحالي الذي توفرت له من سبل الراحة الشيء الكثير ولاعبيو الجيل الذي ولى والذين أتذكر روايات بعضهم ولن أغوص مع جيل السبعينبات لأن ذلك الجيل حالة خاصة، وقد قدموا لنا روايات همت عطل طائرات أقلتهم لأحراش أفريقيا وتركتهم مرارا أسرى التوجس والقلق في غياهب ما كان يوصف فعلا بالأدغال...
لاعبون أمثال لغريسي وخيري ثم دحان لغاية الزاكي وتيمومي وغيرهم ممن انطلقوا من ملاعب الأحياء المتربة من «با علال والفرشي» لملاعب الهلال والنجم لملاعب القصرالكبير وطنجة، ليبلغوا المجد ومنهم من لامس العالمية في زمن كانوا يتمرنون فيه في ظروف صعبة، ويتنقلون أحيانا وهم محشورون بعدد يفوق الطاقة داخل سيارات أجرة والنقل السري ليقدموا للجمهور أطباقا خالدة من الفرجة ..
أنا مع التكنولوجيا والحداثة، مع تحسين البنية التحتية وحتى الفوقية ومع توفير مستلزمات الراحة للاعبين، لكن ألا يحق لنا  ونحن نواكب هذه الطفرة غير المسبوقة من منح التوقيع، من مضاربات السوق والشروط التي أصبح يمارس فيها كل واحد، أن نعيد تذكيرهم وتذكير الجامعة  ومعها الوزارة الوصية بضرورة إخضاعهم للضريبة على الدخل ...
يلزم التذكير بهذا الملف لأنه حق من حقوق الدولة وحق الفقير في مال اللاعب الغني...فلا يعقل أن يمارس كل هؤلاء ويرفلون في هكذا ظروف و تعجزالفرق عن تقديم حارس أو ظهير أو مهاجم فذ للفريق الوطني وهذا حق المنتخب على الفرق؟
اليوم نحن أمام تجسيد فعلي للازمة «حزمومني ورزموني ولا تعولوا عليا» أو «الكار ها هو والكرة فينا هي»؟؟؟