خرقنا الحجر الصحي واخترقنا محميات البيوت، طرقنا هاتف المرضى وعدنا كل المصابين، دققنا في الفيروس وأحصينا مع طيب الذكر اليوبي عدد المخالطين من قبيلة الكرة ... كل هذا حدث خلال 9 أشهر الماضية وهي تمام الحمل الذي يسبق كل وضع أوولادة طبيعية، وكي نحافظ على العهد الذي بيننا والرباط الذي معكم وعمره 34 عاما، وهو الرباط الذي لم تنل منه لا حرب الخليج ولا انهيار نظام المعسكر الشرقي، وكما لم تأثر لا بربيع ثورات ولا هو قوضته فضائح ثابت في حينها والذي اقتاتت منها وعليه في السابق يوميات وصحف وأسبغته في وقتا الحالي مواقع ومنصات وأبواق بطلاء «البوز» والنخاسة الإعلامية في «رويتينيات يومية فاجرة» ... نعم، اليوم تكون قد انقضت 9 أشهر عزلنا فيها الفيروس المجهري والتاجي عزلا، فما وطأت فيه أقدامنا مبنى «الزاوية» وأقصد مقر صحيفة «المنتخب» وما التأم فيه جمعنا مع الرفاق كما تعودنا وتعايشنا طيلة فترة ما قبل الجائحة، لكن من منكم لمس منا تقصيرا؟من منكم لديه ملاحظة عن عدد لم يدرج ؟ أو مباراة و حدث لم نغطيه لا كما يعريه الآخرون؟ على العكس من ذلك ما أنجزته «المنتخب» طيلة الحجر الصحي لغاية انفراج أسارير البطولة وحتى يومنا هذا ٬ يصنف إعجازا إن لم يشهد به الغ ير ستشهد به « أم العروس وخالتها»، لأننا أدرى بالشعاب وأدرى بما كابدناه وبما عرضناه وواكبناه ونشرناه بالصيغتين «pdf» أو ورقيا ... وحين أتحدث عن خرق الحجر فذلك بمعناه المجازي، لأننا ما تركنا بيت لاعب أو مسؤول أو مدرب إلا وولجناه مستأذنين غير متسللين، مرحب بنا غير فضوليين منذ الأيام الأولى التي داهمنا فيها الفيروس وتسلطن علينا... قاسمنا اللاعبين يومياتهم في تدرايب لم يألفوها ولا واحد منهم تخيل أنه سيأتي فيه يوم ليتمرن في سكنه الإقتصادي ليسمع جيرانه تأوهاته، وهو يصنع من قارورات المياه الفارغة أحمالا ذكرتهم وذكرتنا بالشغب الطفولي، حين كنا نقلد حاملي الأثقال بهذا الإختراع ونحن نكدس القارورات بالرمال ولو اختل ميزان المكيال. واكبنا الحكام في مرانهم وفي حمأة معاناتهم المالية وقد انقطع مورد رزقهم، قبل أن تتدخل الجامعة ب«راميد» استعجالي لتعطف عليهم ولو بأضعف إيمان الحد الأدنى من «السميك». حملناكم لبيوت مسؤولين وقد انغلقوا على أنفسهم، وبعضهم تحجج ب«الكمامات» ليمتنع عن الكلام المباح ويقول أنه غير مآذون له بفتح فمه زمن كورونا إلا للأكل أو عند طبيب الأسنان... رافقنا مصابين تسلل لجسدهم الفيروس وتعرفنا معهم على بروطوكول العلاج وشكليات العزل وما تحملوه من هواجس وكابدوه من أرق عانوه من وساوس، فتحول أغلبنا من محررين لمنافس البروفسور الفرنسي راوول، نقدم فتاوينا بالكلوروكين ونحذر من سواه؟ وحين قرر لقجع بمعية الفردوس إخراج الكرة من حجرها الصحي، قلنا آمين وعشنا كما لم تعش صحيفة أخرى في هذا البلد الآمن بإذن الله تعالى، ضغطا غير مسبوق، واكبنا نفس الإصدار فكنا ننتظر لغاية منتصف الليل كي تنتهي المباريات لنحمل لكم تفاصيلها، وجديد ترتيب كان يتغير بين يوم وآخر بسبب تلك البرمجة المرهقة التي تأثرت بكثرة التأجيلات. وحين أقول أنه لم يعش غيرنا ضغطا مثل الذي تعايشنا معه، فلأننا كنا ننجز تحاليل قبلية للمباريات، نستقي تصريحات أطرافها لتتأجل في آخر دقيقة ترضية ورضوخا لبروطوكول كان يتماهى بين منزلتي فيطو «القايد والقايدة» ورغبة جهاز الكرة في إتمام البطولة و«لو طارت معزة». ولكم أن تتصوروا كيف كنا نعود لاحقا لإعادة إنجاز نفس التحاليل وغيرها من شكليات لا نمن بها على أحد و إنما من «باب ذكر»... نعم هي من باب ذكر لعل الذكرى تنفع، لأنه حتى هذه الدقيقة واللحظة، ها نحن نواصل بنفس الإيثار وبنفس السخاء وبنفس نكران الذات مكافأة المجتهدين والمستحقين في «عام كورونا» لأجر الإجتهاد. سمعنا ونحن صغارا عن «عامي البون والجوع» وعام الطاعون، إلى أن أحيانا الله وجايلنا عام كورونا وقد كان حافلا بالدروس لمن يعتبر، عاما أيقنا فيه داخل «المنتخب» أننا فعلا سنديان الصحافة الرياضية بالمغرب، لم تحركنا رياح وإن كتب لنا أن ننهار فليكن ذلك ونحن واقفون... حفظنا الله وإياكم من شر هذا الوباء وعلى المحبة نلتقى بمشيئة الله وقد لقحتنا «كورونا» بلقاح الصمود والإيمان على أنه فعلا «ما خاب مجتهد» ولا ضاع أجره إن كانت نيته صادقة بأن يحترق ليضيء للآخرين سراديب اليأس ويحولها لواحات مخضرة بالأمل ... كل عام وأنتم بألف خير