قلتها مرارا ولا مانع لدي في تكرارها، نحن اليوم بصدد اكتشاف جيل جديد من المدربين ليس في المغرب فحسب، بل على مستوى الكرة الكونية ككل.. ولن أكون متجنيا أو قاسيا على من وصفوا بالرواد، فعلى ما يبدو وكما في التعليم والفن وفي قطاعات كثيرة وعديدة، التشبيب صار هو الموضة و«البالي لن نفرط فيه» بكل تأكيد..
اليوم أوراق فيرغيسون، فينغر وكابيلو، مرورا بإريكسون، زيمان وليبي وتعريجا على جاكي وسانتيني بمعية لوميير  ولن أتحدث عن روادنا العرب، والذين يمثل شيخهم البنزرتي الاستثناء وهو الذي ما إن يفشل في محطة وتلفظه رياحها حتى يكون نجله متعهد أعماله قد وجد له ضالة تأويه وفريقا يطعمه...
اليوم هو زمن «الفرخ» نايغلسمان مدرب لايبزيغ  والذي باشر تفاصيل الدكة وعمره 25 عاما، هو وقت لامبارد وجيرار وبوكتينو وغوارديولا وزيدان وسيميوني لغاية الملتحقين بهم في إيطاليا، الشقيقان إينزاغي، غاتوزو والألمعي بيرلو..
عندنا وقد تناولت هذا الموضوع على شكل ملف متشعب، تساءلت فيه ومن خلاله إن كان رواد التدريب أو المخضرمون قد أحرقوا فعلا سفنهم وقد تنوعت وسيلة الحرق إلا أن المصير كان واحدا..
تساءلت عن تواري العامري العميد وفاخر اللاحق به والطوسي المحسوب بين المنزلتين وجمال التابع للسرب والزاكي الستيني والميلاني وعديد الوجوه الرامزة لذات الفترة من التخرج والميلاد وربطت بين التواري وآخر المحصول وقد كان شحيحا هزيلا بالفعل..
ومقابل الرواد، كان لزاما رصد انبعاث وجوه من قبيل لمرابط المتوج في الشمال والجعواني الذي شرب مع البراكنة عصير الليمون في كأس من فضة، وتبعه طارق السكتيوي الذي حلق بالنهضة لتفتح جيوب افريقيا.. وقبل هؤلاء لمع الركراكي مع الفتح بشهدين ثم السلامي المتجلي بصولجان الشان الأول مع المحليين وقد سبقه لتجريب حظه فاخر وفشل، قاسم هؤلاء المشترك هو كونهم من نفس السن وأدخلوا فرقهم التاريخ ...
فاتحاد طنجة توجت لأول مرة مع إدريس لمرابط، والفتح نال درع البطولة لأول مرة مع وليد، والنهضة البركانية نالت مجدها مرتين لأول مرة مع إطارين وطنيين شابين لغاية استهلال السلامي باكورة ألقاب المحليين ...
الإثنين المنصرم وقد حملت رب ضارة نافعة «العود الأبيض» ابن العونات هشام أبو شروان ليقود سرب النسور من الدكة خلفا للمريض السلامي شافاه الله وعافاه، كنت من المراهنين على بوشا..
تكلمت مع هشام وقد عدنا بالذاكرة للخوالي من الأيام وقد تشرفت بمحاورته داخل المغرب وخارجه، وما لمسته فيه لاعبا كان يوحي بطاقة انفجارية وبشغف لا حدود لهما وتنبأت له أن يكون مدربا ناجحا وهو شاهد على هذا.
كيف لا يكون من تشرف بخوض 3 نسخ لعصبة الأبطال في 3 قارات مختلفة بين أوروبا رفقة ليل فرنسا، وآسيا مع اتحاد جدة ومرتين في افريقيا مع الرجاء والترجي، مدربا فذا؟
كيف لا يكون من حملته أرقامه التهديفية عنان السماء، فحفظت له ود التوانسة وعظيم كرم السواعدة وتقدير الفرنسيين وهو طيب الذكر، كلما عادوا لأرشيفه مدربا ناجحا؟
أمام الإسماعيلي صحيح كان السلامي ضاغطا باستمرار على زر الريموت كونترول، لكن بوشا هو من كان يقرب اللاعبين من حلمهم، هشام هو من تعامل مع الكوتشنغ وأبو شروان هو من آثر اللاعبون كلما سجلوا هدفا على السعي نحوه ليحملوه على الأكتاف، وفي ذلك رسالة لمن يهمهم الأمر؟
رحل سفري وبقي أبو شروان تابثا في مكانه ولو مع استقدام محمد البكاري ليكون عضد السلامي الأول، ولو أني مستغرب لهذه التراتبية وذلك شأن يعني أهل مكة.. لم يطالب أبو شروان لا بزيادة راتب ولا بمضاعفة منح ولا هم يحزنون، هو في موسمه الخامس تواليا داخل الطاقم التقني للرجاء بمختلف فئاته، طموحه أكبر من كل هذا بكثير، طموحه أن يأتي يوم يكون فيه «النامبر وان» في كرسي الإحتياط.
لكن كي يصل بوشا لهذا، لا بد له من مؤهل ودبلوم، إلا أن دهشتي كانت كبيرة وأنا أعلم أنه مسجل منذ فترة رفقة المعنيين بدورته التدريبية وهو يملك فقط  دبلوم باء.
لذلك هي رسالة لماندوزا وباقي القيمين على شأن هذه الدبلومات «رجاء راجعوا معايير التصنيف، عودوا للرصيد الدولي والإحترافي لكل لاعب، فهناك من هو  يملك «الكاف ـ برو» ورصيده الدولي صفر مباراة؟ أين هشام أبو شروان من هؤلاء؟
فارس عوض وهو يتغنى بهشام كل مرة ويقول في مدحه «بوشا من يحوشه» عليه أن يعلم أنه يوجد فعلا «من يحوشه».