بصفته آمرا بالصرف ومتوغلا في عمق الوعاء المالي لجهاز الـ«كاف»، وأيضا عارفا بخبايا الأمور والصعوبات التي صارت ترافق تقديم بلدانا إفريقيا ترشيحاتها لاحتضان نسخة الكان المنقحة، وقد ارتفع عدد المشاركين فيها لـ 24 منتخبا، فإن فوزي لقجع متحمس لتعديل مقاربة تنظيم مسابقة «كان» ليصبح احتضان التظاهرة كل 4 سنوات وليس كل عامين كما جرى العرف منذ ولدت ووجدت هذه المسابقة.
 يرى لقجع أنه قريبا سيصبح مستحيلا على البلدان الإفريقية إلا  قلة قليلة، أن تتقدم للتنظيم كل عامين وتستجيب لشرط دفتر التحملات كي تستصيف هذا الكم الهائل من المنتخبات، وبالتالي ينبغي  منح هامش زمني مريح (4 سنوات) كي تتحضر هذه البلدان بما يكفي لإنجاح الحدث ومعه الوفاء بشروط »الكناش».
وبما أن لقجع هو النائب الثاني لرئيس الكاف وكونه مرشح فوق العادة ليلج تنفيذية الفيفا والتموقع القوي داخل هذا السرداب الإفريقي مستقبلا٫ و أيضا لأن كونغرس الكاف سينظم في بلادنا، فإن رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم قد ينقل هذه المقاربة الإقتراحية لتنفيذية «كاف» كي تصادق عليها وتتبناها.
إلى هنا نحن بصدد نقل هذا الموقف لا غير، لكن وبما أن الشيء بالشيء يذكر فإن هذا المقترح فيه نقاش ونقاشات كبيرة، تهم تداعياته على المنتخب الوطني من جهة، وعلى حلم شعب كرة القدم من جهة ثانية وعلى طموحات جيل شاب (حكيمي ولمرابط والنصيري) من جهة ثالثة وهو ما يفرض هذه الوقفة.
 ففي تقديري المتواضع جدا، هذا المقترح لا يخدم المنتخب الوطني  في شيء، لأن منتخبات مصر فازت ب 7 نسخ وعانا والكامرون ظفرا ب 4 والجزائر بلقبين والكونغو وغيرها تذوقت شهد الكان أكثر من مرة، وحدنا نعيش على أطلال ونوسطالجيا هدف بابا وتمريرة فراس وتعليق الغربي وذكريات مر عليها 4 عقود.
 وحدنا من لم يسعفهم الحظ من أبناء أجيال السبعينيات لمتابعة منتخبهم الوطني وهم يحكم قبضته على إفريقيا كرويا، ومن شأن ترحيل هذه النسخة لتقام كل 4 سنوات أن يزيد من هوة البون والشقاق مع حلم التتويج الثاني والثالث ...
اليوم نحن نملك جيلا يصنف الأفضل قاريا٫ حكيمي، امرابط، برقوق، بوخلال، بوجلاب والنصيري مع  تأطير زياش وبونو ٫ إن لم نتوج مع هذا الجيل بلقبين «كان» على أقل تقدير فلتكن الصلاة والسلام علي أحلام حمل  هذه الكأس للمرة الثانية وسنواصل استحضار بابا وقصة «أنا مزاوك أخويا» كلما حل موعد الكان؟
 مع هذا الجيل ينبغي أن يقام الكان كل سنتين، كي لا  تهرم هذه الأسماء ومعها تهرم لحظة مزاوجة اللقب الإثيوبي اليتيم بشقيق له، ولو جرى تنظيم الكان كل 4 سنوات فلا يوجد خاسر كبير غير هذا الجيل  بكل تأكيد.
إن كان هناك من حاجة لتعديل أو تنقيح، فلتكن داخل تنفيذية الـ«كاف» بالعودة للنظام القديم «16 منتخبا» أي على مستوى الكم المشاركة وفي ذلك تحسين لجودة المسابقة وتجويد للمؤدى التقني باستعباد المنتخبات المغمورة التي تزيد من أعباء المنظمين ولا تقدم أدنى إضافة لشكل ورونق التظاهرة.
 ليس من الحكمة في شيء تطويع المسابقة لتحاكي كأس أوروبا للأمم٫ لأننا منذ 1976 و نحن نترقب دورات الـ«كان» علها تنفض عنا غبن التتويج اليتيم بالأبيض والأسود، وقد بذل غيرنا واجتهدوا أضافوا لتتويجاتهم اليتيمة لقب ولقبين و ثلاثة؟
لذلك أعتقد أنه حتى ولو جرى عرض هذا المقترح داخل تنفيذية الـ«كاف» فلن يتم تمريره لأن حيتان الكرة الإفريقية وسواعدها الغليظة من حجم مصر وغانا والكامرون وحتى منتخب الجزائر بجيله الخرافي حاليا وتونس لن تقبل بتهجير الكان ليقام علي رأس كل 4 أعوام.
 لذلك أعود وأكرر مع جيل حكيمي وحكيم أنا وغيري يتمنى لو يقام الـ«كان» كل عام كي نجد توأما للكأس اليتيمة المتحصل عليها ببلاد الحبشة؟؟؟