هو إنجاز من المستوى الثاني فعلا، ويدعونا جميعا إلى تأكيد أن من وصل إلى نهائي بطولة افريقيا للمحليين أو إلى المربع الذهبي، تعتبر بطولاته قوية بغض النظر عن خروج الكونغو الديمقراطية المبنية على أندية مختصة في الكؤوس الإفريقية من قيمة مازيمبي، وغياب فيالق الكرة المصرية والتونسية والجنوب إفريقية، وما فعله المغرب للمرة الثانية على التوالي هو من وحي أقوى بطولات افريقيا، وأقوى اختصاص على كل المستويات التي نسجتها الجامعة في تطوير وتنمية الفعل الرياضي داخل الاندية حتى ولو ساد الإنتقاد على أن الأندية لا تشتغل بالشكل الإحترافي كما هو معمول بأوروبا، ولا تنتج هوية ذاتية كما كان عليه ذات التقويم الإنتاجي في زمن الأندية التي تكدست نجوما عبر التاريخ، ولكنها لغاية الأسف أضحت منتجة باختلاف نوايا الميركاطو والتبادل التجاري للاعبين مروا عبر أندية كثيرة بالمغرب .  
صحيح إنه إنجاز تاريخي من المستوى الثاني المبني من هوية لاعبين تمرسوا قاريا من الكؤوس الإفريقية مع مزيج قليل من خبرات البطولة، ولكن، ما هو بديهي أن التاريخ الماضي بني على هذا الشكل من المنتخبات الوطنية في زمن ما دون محترفين لحضور نهائيات كأس إفريقيا من المستوى الأول، وفي عهود وصل المغرب إلى البوديوم الأول في تاريخه عام 1976، وبعدها احتل المركز الثالث سنه 1980 ببرونزية مشهود لها، وانساقت الهوية المغربية بدخول محترفين في قالب التوأمة مع المحليين ووصلوا إلى نصف نهائي 1986 و1988، كل ذلك طبعا من منطوق هوية مغربية أصيلة ممزوجة بلقاح احترافي تدريجي إلى غاية إنجاز 2004 بقصة متوازنة بين المحلي الذي احترف بأوروبا ليس بالخليج وبين مغاربة الخارج, ولن أطيل في هذه النقطة لكون الأندية الوطنية نامت على التواضع وقلة الإنتاج وبدا المنتخب المغربي ملقحا بسفراء أوروبا، والقصة تعرفونها.  
وأمام هذا القضايا التاريخية، وإن كانت الجامعة قد راعت كل سبل النجاح لتطوير المنتوج الوطني، سأكون سعيدا مثل كل المغاربة حول هذا الإنجاز الإفريقي الهام حتى ولو كان بدرجة ثانية لانه يشجع قيم الروح الوطنية، ويبادر إلى رفع قيمة لاعبي البطولة في الأسهم الأوروبية وأسهم الإرتقاء إلى المنتخب الأول، ولكن ما هو بديهي حتى لا أخلق ما يسمى «بالبوليميك» أن هذا المنتخب الذي عبر عنه البعض من الذباب الإلكتروني أنه الأقدر على إزاحة المحترفين المغاربة باوروبا، ويمكنه أن يلعب نهائيات كأس إفريقيا المقبلة من دون محترفين، وهي قضية تسيئ لعالمية المغاربة، وتحرك غليانا لدى النجوم التي تلعب مع أعظم الاندية العالمية وبفارق كوني بين بطولتنا وبطولات أوروبا. ومن يقول بهذه الحقائق فهو مخطئ ألف مرة، لأن  الموقف سيكون كارثيا لو لعبنا كأس إفريقيا القادمة  بهذا المنتخب مع أساطيل إحترافية تعلو بكثير ممن شارك في هذه الكأس المحلية من الدرجة الثانية، ومن يخلق هذه الزوبعة، أكيد أنه يحلم نفسه فوق بساط الريح.  
هذا الجيل الذي أنجز مهمة اللقب الثاني على التوالي، به توابل سنية مفروض أن تنهي مسارها بالمغرب أو نسبيا بالخليج لأنه مصدر رزق اجتماعي لما بعد الإعتزال، ولكن التوابل السنية الأخرى، يليق بها الإحتراف أوروبيا ويبحث وكلاؤها على أوروبا للتوافق مع المحترفين المغاربة في نفس الميزان، ومن يتعلم بأوروبا يدرك أنه من نفس طينة الكبار، ولا يمكن أن يقتصر حلم هذا الجيل على الخليج لأنه مصدر انتماء فردي لحياته المستقبلية، ولكن ليس مع المنتخب الوطني، لكون أكثر المدربين الأجانب يعرفون فوارق الإحتراف في الخليج والإحتراف في أوروبا, ولذلك أقول لرحيمي وأمثاله ممن تألق في ربيعه السني الصغير أن يحثوا رؤساهم للإحتراف أوروبيا مثلما فعل أكثر نجوم البطولة في أزمنة مختلفة من عز النجومية المحلية من مستوى كأس إفريقيا الأولى (نيبت، الزاكي، بودربالة، الخلج، شيبو وروسي وأبرامي واللائحة طويلة), وقتها سيكون الثمن غاليا لأن المنتخب الأول سيكون مفتوحا بالقوة على التألق الأوروبي على الرغم من أن وحيد خليلودزيتش يجند من الأن عبارات الإنفتاح على رحيمي ومن معه في أفق الإحتراف أوروبيا . 
أعتقد أن الرسالة وصلت..