إلى أيوب الكعبي، تقول لك الفنانة القديرة عزيزة جلال "بتخاصمني حبة .. وبتصالحني حبة .. كيده كيده من غير مناسبة" وهي نفس الأغنية التي نطبقها عليك في الكرة «تخاصمنا بشؤم حظك،. وتصالحنا بإمتاعك .. هكذا أنت بدون موعد ..» ما شاء الله عليك يا رجل، أمتعتنا بالفعل، للطريقة والنظرة والسياق الذي خلقته لترجمة المقصية العالمية التي لا تعطى إلا للعظماء في الملاعب، وما العظمة إلا لله سبحانه وتعالى، وأنا اتابع وأعيد كل مرة سياق الهدف الخرافي من وراء الدماغ بمثل ما جسده رونالدو في مباراة عصبة الأبطال مع الريال الملكي، ولا أستغرب مطلقا من أن هذه الميزة لا تعطى إلا للكعبي لأنه سجل منها عدة مرات مع الأسود المحلية في الكأس ما قبل الماضية، ولكن ما يهمني أن هذا الهدف التاريخي سيسجل في بوديومات تلفزات العالم، وسيرفعك في العالي، وقد يدخلك دائرة الأندية الأوروبية أن سلكت وسطرت موسما خرافيا مع الوداد. هكذا يقرأ المحللون بأوروبا قيمة ومعنى ما يدون في أرشيف الأسبوع المثالي لأرقى الأهداف، وهكذا يدون الوكلاء ومدراء الإنتدابات بأوروبا أسماء ونجوم إفريقيا ومواقع أقوى الهدافين حتى بالمعمور كله . إن كنت تعرف ما معنى أنك سجلت هدفا تاريخيا، فليس معناه أن الأندية العالمية ستتوقف عند هذا الهدف، بل ستبحث عن أرشيفك، وما فعلته بالصين قبل العودة المغرب من دون نجاح المهمة، بل وستواصل رحلة البحث عنك إلى نهاية الموسم لتحصي ما قدمته كليا على مستوى النجاعة والفعل والتنافسية والأرقام التي وضعتها في المرمى أو أهديتها بالتمريرات الحاسمة إن على مستوى كأس إفريقيا المحلية الأخيرة أو مع الوداد أو حتى مع منتخب الكبار وإن تمهدت كل الطرق لتدق بابه بالقوة ليس لأنك هداف فقط، ولكن لتدخل نفس خانة المحترفين المغاربة بأوروبا مع النصيري والعرابي وحتى بولديني وتسودالي. هكذا عليك أن تفكر لأن تطرق باب الأسود بوحيك لا بوحي الناخب، لأن ما تفرضه في واقع الإحتراف الجدي سيلزم وحيد رغما على أنفه لاستدعائك. وهكذا عليك أن تفكر ولا تخجل مطلقا لأنك فعلا قناص مغبون أوروبيا ولا يمكن أن تبقى محصنا بالوداد والمغرب مثلما اجتره قياصرة الكرة المغربية الذين تخرجوا من الوداد والرجاء وغيرهما واحترفوا ووصلوا إلى العالمية من بابها الواسع. أعرف حثما أن الوداد اليوم بحاجة إليك اليوم وإلى الصيف، ولكن من المفيد أن تتقيد بدماغ العالمية والدولية، ولا يمكن أن تقول «لا بد أن العب مع المنتخب لأصل إلى الإحتراف» مثلما يكون منطقك أن تتغدى بالوفاء للوداد القابا ونجومية لتصل إلى المراد، ولا يمكن أن تقف الوداد في طريقك لو طلبك نادي أوروبي عريق حتى ولو لم تلعب مع الأسود لتلميع الصورة، ومنها وإليها وعن طريقها يمكن أن يسلك اي نجم سطع بريقه في البطولة معبره إلى أوروبا. وقلتها سابقا في عمود خصصته لنجوم المنتخب المحلي وأنت منهم وقلت في العنوان البارز «احترفوا من فضلكم » في إشارة إلى الإحتراف «ديال بصح» أي أوروبا وليس الإحتراف من أجل المال وإنقاذ الأسرة بالخليج كمشروع اجتماعي، وإن كان الحق لكل من يريد ذلك، فلا يفكر في المنتخب لانه منتخب شعب وأمة، وبحاجة إلى محترفين من صناعة عليا. وأنت منهم يا كعبي. وأعرف حثما أن الكرة خاصمتك بكأس أفريقيا لان القدر أراد أن تكون بحظ مشؤوم، ولكن مع ذلك سجلت من دون جزاء، وأعرف وسمعت سيوف النقد تنهال عليك كالسياط من أشباه محللين، واليوم ترد عليهم بطريقة تكميم افواههم النتنة « هذه هي اهدافي « مع أني أريدها أن تكون مع الأسود في قالب عالمي لم يسجله من لعب للمنتخب الوطني في مواقع عدة ويحلل على طريقته الخاصة كما أنه لم يلعب الكرة، لا يهمني أن تسجل ضد هوريا كوناكري أو غيرها، ولكن أريد أن تصل مع النصيري والعرابي ومن معهما من الاختيارات الهجومية لانك فعلا ستسجل مع صناع اللعب الكثر بالاسود ، وأعدك أن ستكون ألمعيا بدون تردد لكون الثقة عادت من قناعة الحسين عموتا صاحب الإنسانية المنسابة في عشق لاعبيه، وما فعله اختياريا معك رغم شؤم الحظ وعناد المرمى، قدمك سيكولوجيا وطاقيا لتصل يومها الى الان في عز الإنتفاضة .. أليس كذااااااالك خاي الكعبي . نهاي، الزاد أمامك بالوداد، لديك الكارثي، ومؤيد اللافي واوناجم ومسوفا, والطريق إلى المرمى لا ترسمها إلا الصناعة. وكن منصفا يا قاضي المرمى بشرط أن لا يحصل «التمكريه في اللعب».