دون أن نستبق الأحداث ودون الإغراق في التفاؤل، لكن سندي الدائم في مثل هذه القراءات والتخمينات هي المعطيات الآنية والرقمية والتي تخبرني أن وداد الشيخ فوزي في «الكلاكيط الثالث» له مع الفريق تملك هذه الشخصية وتملك بروفايل البطل وتملك حظوظ صعود بوديوم العصبة للنسخة الحالية. وقياسا بما هو مسجل لغاية محطة الجولة الثالثة لدور المجموعات، وباستحضار الفرق التقليدية التي تعودت على التواجد الدائم في المحطات الختامية لكأس الأميرة السمراء، فإن الوداد اليوم بمعية صنداونز يمثلان الناديان الأكثر اكتمالا والأكثر اختمارا والأكثر مطابقة لمعايير الفريق المرشح للتواجد في النهائي إن شاء الله. الأهلي يجر لعنة مونديال الأندية وأداء مجموعة موسيماني في النازل محليا وقاريا، كان آخره الخسارة في تنزانيا والتعادل بالقاهرة أمام فيطا كلوب و بمعاناة. الزمالك وصيف الأهلي في النسخة السابقة بدوره مهلهل، ومنذ تنحي المستشار منصور والفريق يجتز تبعات الزلزال الذي أحدثته التغييرات الداخلية رغم اجتهاد باتشيكو محليا، إلا أنه بالعصبة قد لا يجد مكانا له في الدور الموالي بسبب وضعيته المعقدة في مجموعته. وبطبيعة الحال ثالث الحيتان الكبيرة بالعصبة مازيمبي يمر من أسوأ فترة له و قد غادره موليكا وباقي النجوم وما عاد يخيف ولو داخل ملعبه كما كان الأمر في السابق، ولعل انهياره بسهولة أمام صنداونز يوم السبت يعكس هذا التدهور المسجل في مسار فريق التماسيح الكونغولي... لذلك وقياسا بالطفرة المسجلة على أداء الوداد في دور المجموعات بعلامته الكاملة تنقيطيا، وبهجومه الثاني من حيث النجاعة بعد صنداونز وبعذرية مرماه العصية على من واجهه، إضافة لتغلبه على كافة المعيقات والعراقيل التي اعترضت طريقه فيما يخص قصة الملعب المعلق أمام كايزر وبعدها رحلته المجنونة صوب بوركينافاسو، والعودة بزاد النقاط كاملا من هتين الخرجتين، ويضاف لهذاالإضافة النوعية الكبيرة لوافدي الفريق هذا الموسم... كل هذه المؤشرات الطيبة، إنما تحيل على أنه يمكن لأنصار الوداد أن يحلموا بما استعصى خلال آخر نسختين... من حقهم أن يحلموا باسترداد النجمة الثالثة التي خسفتها الكاف في رادس، وأن يحلموا بونديال أندية آخر وأن يحلموا باسترداد ما ضاع منهم في ردهات الطاس وبتواطؤ مكشوف لأجهزة أجمد أحمد القاصرة. صحيح وداد البنزرتي اليوم تشوبها العديد من السوءات وهي مقدور عليها، وداد ما يزال ربانها يحن لحرسه القديم دون أن تتملكه الجرأة الكافية ليطلق العنان للوافدين الجدد ليسيحوا ويقدموا للفريق الترياق المبحوث عنه وهنا أتحدث عن سفيان المودن تحديدا، لا سيما وأن ما ترفل فيه الوداد اليوم من نعيم ومن رفاهية ومن تألق هو بفضل الوافدين الجدد: أوناجم، الكعبي، اللافي، مسوفا، أبو الفتح ... سيكون محبطا لو لم تذهب الوداد في النسخة الحالية لأبعد مدى، سيكون مثيرا لكل أشكال الحزن لو لم يؤمن «الكومندو» الحالي على أنه الأفضل بين كل فرق المجموعات الأربع بما فيهم صنداونز نفسه، والذي لا يعلو كعبه على الوداد باستحضار سوابق مواجهات الناديين وما أكثرها خلال آخر النسخ. اليوم هناك الترجي وصنداونز والحصان الأسود سيمبا، وبطبيعة الحال قد تتفجر مفاجآة عملاقة ومدوية متمثلة في إمكانية الإقصاء المزدوج والوارد لقطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك واحتمال توقفهما عند دور المجموعات، فالأهلي بين كماشة سيمبا ومطارق فيطا كلوب والزمالك مشنوق بين خبرة الترجي ورغبة مولودية الجزائر في العودة للمعترك الإفريقي وكلاهما يتقدم على الزمالك بفارق مريح من النقاط. لكل هذه الحيثياث وربطها بواقع ممثل الكرة المغربية الوحيد في معترك الأبطال، يحق لكل مريدي القلعة الحمراء والمتعاطفون معه أن يحلموا، أن يتفاءلوا وبطبيعة الحال في حدودالمعقول بقدرة هذه التركيبة على أن تصيغ قلادة النجمة الثالثة وتعزز بها رصيد الفريق البنكي في المسابقة التي ارتبط وارتبطت به في آخر المواسم. على البنزرتي دين ثقيل وهو أن يعوض ما ضاع في رادس ويكفر على خطيئة مغادرته الغريبة التي أعقبت هذاالنهائي «العار» وهو اليوم يملك من الآليات والمفاتيح والإمكانيات ما يخوله بلوغ هذاالإنجاز بكل تأكيد، ولو فعلها شيخ المدربين في بلاد قرطاج فمؤكد سيكتب إسمه بمداد من ذهب في الريبيرطوار الإفريقي.