بداية وكي أختصر المسافات وتبديدا لسوء الفهم ودرءا لكل التباس ممكن، أنا أول المصطفين مع سرب التنديد والشجب واستهجان ما يقوم به عبد السلام وادو، ليس بالأمس فقط بل منذ فترة ومن بين الرافضين لمواقفه الغريبة والشاذة لا سما تلك التي تمس القيم المشتركة والمقدسات وباقي توابعها. وحين يقطر وادو الشمع على لقجع أوهكذا اعتقد أوحتى توهم، بظهوره مع المنهزم زطشي الذي فشل في تعبئة استمارة الترشيح، فإن وادو يسقط في حالة تنافي صارخ وكسر «الأورجو» ليظهر وهو المدافع في مصيدة تسلل وشرود سخيفين رفقة زطشي وليفتح على نفسه كوة دبابير كان في غنى عنها. لذلك وبالإجماع المطلق، وما اجتمعت الأمة على ضلالة وادو مخطئ من خصلات الشعر حتى أخمص القدمين، لأنه إن كان يعتقد أن لقجع يقف خلف قصة مغادرته لمولودية وجدة أو اصطفاف لقجع في صف هوار، وهذه هي قناعات عبد السلام كما هي راسخة في ذهنه فهو آثم الظن، لأني وشهادة لله يوم سيق وادو لمخفر الدرك الملكي لما اشتبك مع «شيفور الكار» وتلك سبة على جبينه وتهور لا يليق بأخلاق اللاعبين الفرسان، ودون أن أذكر الأسماء كان لقجع بالقاهرة يحضر تنفيذية الكاف ولما أبلغ بما حدث، بذل مساعيه الحميدة ولو أن من هاتفني يومها وهو مقرب منه أكد لي أن لقجع كرجل دولة يحترم المؤسسات ما تدخل يوما في أمور يكون القضاء أو الأمن أو الدرك طرفا فيها، وكل ذلك احتراما لاستقلالية هذه الأجهزة وثقة في مصداقيتها، لكن رغم ذلك بذلت مساع أنقذت وادو من «التجرجير» وسمحت له بالتواجد في دكة بدلاء السندباد أمام الرجاء. من تواصلوا معي من زملاء وادو المحسوبون على الزمن الجميل للأسود أكاد لا أحصيهم، حاولوا عبر «المنتخب» شجب وإدانة عبد السلام واستغراب رعونة ما هو عليه اليوم من مروق وخروج عن النص، وحدث أن اتفقنا جميعنا من باب الصفح والعفو عند المقدرة أن نأخذ بيد وادو، وننتشله من براثن ما هو عليه اليوم من «هبل».لأنه سهل علينا جميعا أن نذبحه من الوريد طالما أن الغلط يركبه من رآسه حتى ساسه، لكن ما كانت هذه أخلاقنا التي تربينا عليها كمغاربة. لذلك بذل أكثر من واحد مساعيه الفاضلة، ليتواصل مع وادو ويحثه على نبذ «قسوحية الرأس وتكناويت» التي ورطته في مشاكسات٫ تكاد لا تحصى سواء يوم حمل قميص الفريق الوطني مع كماتشو وغيره٫أو مع خرجة في قطر أو في اليونان أو مع مولودية وجدة وحاليا حول البوصلة صوب لقجع. يشفع لوادو الذي يقف اليوم في صف زطشي، أنه ذات يوم قبل 17 سنة في صفاقس أطربنا برقصته يوم هزمنا الجزائر بأهداف خالدة للشماخ وحجي والزايري، ولعلكم تذكرون تلك الرقصة الصحراوية لعبد السلام كمغربي قح... يشفع لوادو موقفه النبيل يوم فتح صندوق كورونا لاستقبال تبرعات الرياضيين، فكان هو صاحب باكورة المساهمين وبـ 100 مليون عدا ونقدا حولها بالعملة الصعبة وكان ذلك دالا على مغربيته... يشفع لوادو أنه يحوز رضا وتعاطف ساكنة ورزازات والنواحي وكرمه الحاتمي مع ناشئة والأطفال المنسيون في هذه المناطق ومساعدتهم بكافة الأشكال العينية «من حواسيب وهواتف نقالة» لمساعدتهم على التعلم عن بعد يوم فعلت الجائحة فعلتها وعطلت الحركة وفرضت على الجميع البقاء في بيوتهم... لكل هذه الجوانب الإنسانية الدالة على مغربية وادو، اتفقت مع القيصر نيبت وحتى مع مسؤولين آخرين لن أذكر أسماءهم على انتشال وادو من هذا الخندق البئيس الذي حشر فيه نفسه... أكد لي نيبت أنه مصدوم لأنه صديق حميم لوادو، وبذات القدر الذي يستنكر فعلته فهو يشفق عليه لأنه عزل نفسه هذه العزلة التي قد يندم عليه بقية العمر ما لم يتدارك بالإعتذار وقبل الإعتذار الإعتراف بالخطأ وذلك فضيلة. قبل وادو تعرض لقجع لإساءات متكررة من رؤساء أندية من إعلام داخلي وخارجي ومن مدربين، وكلما استبد به بهتان أو جاء الناس فاسق بنبأ عنه، كان يصفح ويسمح ولن أذكر الأسماء مرة أخرى... لكل هذا، إشفاقا على وادو المعزول ومرة أخرى مع شديد التنديد بفعلته، سيحسب في ميزان الحسنات لمن يقدر على سحبه من عش الدبابير الذي دخله، ليعيده لرشده ويعتذر وكل ذلك تفعيلا لمبدأ «الوطن غفور رحيم» والتائب من ذنبه كمن لا ذنب له، وأيضا لا يبقى فريسة لذئاب الخارج وحتى كلابهم لخدمة أجنداتهم المفلسة والتي أعلنت بؤسها؟؟؟ نصيحتي لوادو «اللي تلف يشد الأرض... أرض البلاد والجدود خونا عبد السلام والرجوع لله والله يهديك».