بعد أن تخلص من حمولة الضغط الذي جثم على أنفاسه لأكثر من شهر وهو يتحمل مسؤولية تنوء الجبال بحملها، باستضافة كونغرس الكاف بالرباط وبزخم الحضور القوي ومعها هوامش الخطأ الممنوعة تنظيميا وبروطوكوليا، بعد هذا التحرر وهو يظفر بمقعد تنفيذية الفيفا وخاصة نجاحه في تمرير تعديل الفصل الرابع، الذي أنهى أحلام وأوهام «البوليخاريو» ومن يواليهم سيتحفنا لقجع بتصريحات تستحق أكثر من وقفة عندها. تصريحات أشبه بالشمع المقطر على من يعنيهم الأمر، شمع يلمع فيضيئ لصاحبه ثم يلسع المستهدفين بقطراته فيحصرهم في الزاوية الضيقة متأوهين موجوعون وللسخرية معرضين. راقني لقجع كثيرا وهو يقطر شمعه على زطشي بأن بدا مشفقا على حاله من جهة، مقدرا صنيع الإنسحاب من جهة ثانية بقوله: »حسن فعل السي زطشي من الشقيقة الجزائر بانسحابه لما فيه خير له، لأن الأمور كنت محسومة وموقفه يحسب له لأن ما كان سيحدث بعدها تحصيل حاصل لا غير». ويقصد لقجع أن زطشي المنسحب إنما جنب نفسه حرج «الصفر الإنتخابي» المهين الذي كان سيتحصل عليه، لأن «مول المليح باع وراح» وعودة زطشي المتأخرة بعد قرار الطاس، ما كانت لتجنبه نفس مصير الحاج راوراوة في أثيوبيا، وقد كتبت سابقا أن راوراوة خسر من لقجع بالكاو الفعلي وزطشي سيخسر بـ«الكاو تكنيك» وهو ما كان. شمعة لقجع ستقطر لاحقا على وادو وقد أوجز واختصر رئيس الجامعة الخطاب بما قل ودل بقوله «الآن لا يسعني إلا أن أقول هاردلك لمن دعم زطشي من الداخل وخاصة بيننا هنا من داخل الدار»...وكأن لسان حاله يقول بالدارجة «علاش العيب علاش» خاصة إذا كان هذا العيب مجانيا، فلا زطشي بالقامة ولا هو استحق هذه الهرولة الغريبة لدعمه... الشمع سينتقل بعيدا وهذه المرة صوب غاروا حيث كان عيسى حياتو يتابع عن بعد ما يجري في الرباط الذي احتضنته مرارا تحديدا لما كان الرجل الأول في الجهاز، ومن نفس المكان الذي التقاه لقجع هو وراوراوة وناطقهم الرسمي الكامرني أيضا، ودعاهم ورفقة بنكيران و أوزين لتفهم موقف المغربي السيادي بتأجيل الكان بسبب ايبولا٫ ليرد عليه حياتو بسحب التنظيم و استبعاد ل 4 سنوات «أندية ومنتخبات» عن أي استحقاق قاري أو عالمي مع غرامة بــ23 مليار تذهب لـ«بيت الخزين» بالقاهرة وتعزز مداخيل العقد الفرعوني الموقع بتفويت حقوق نقل التظاهرات حتى 2028... لقجع قطر شمعه وقال «للأسف اليوم ونحن نتابع هذا المظهر الحداثي لانتخابات الكاف، ينبغي استحضار 28 سنة من حكم السي حياتو، 28 سنة من ناد حياتو ونبذ التغيير والإنفتاح على الأفكار، والفاتورة الحالية من الممارسة هي امتداد لكل ذلك الشكل من التدبير، أنا مستغرب كيف أن موظفي الكاف عددهم 90 فردا من بينهم 70 بعيدون عن الحكامة والكفاءة والبروفيل الصحيح هذا موروث سنضع له قطيعة». التعريج سيطال لاحقا السيد بوشماوي الذي خنقه لقجع من الداخل، بعد صفقة عقدت مع وديع الجريء نال على إثرها الأخير نصيبه من كعكة التزكية «عضوية تنفيدية الكاف» مقابل إشهار الفيطو داخليا ضد تزكية بوشماوي لينافس لقجع وأبوريدة على مقعدي تنفيذية الفيفا. فخرج بوشماوي الول التونسي كما يسمى من «المولد بلا حمص» أو «لا ديدي لا حب الملوك» في كاو آخر تجرعه هذا المسؤول. لقجع قال لامزا ومقطرا شمعه اللاسع على التوانسة وبوشماوي «في الولاية الحالية لن يكون هناك مجال للحديث عن قطع الفار التي تبقى في المطار مثلما حدث سابقا، هذه القصة السخيفة صارت من الماضي وانتهت ولن تتكرر»، يقصد ما حدث في رادس في فضيحة القرن الموقعة بختم بوشماوي وباقي الأتباع مع الوداد. الشمع الخامس قطره لقجع على بهلول الجزائري الذي كان يروج منذ تعيين موتسيبي على أن مفاجآت عملاقة تلوح في الأفق وكان يقصد موقف جنوب إفريقيا، الذي قد يدعم شرذمة الإنفصاليين فما كان من المغرب قيادة ودولة إلا أن تصدى لهذا الحلم بتعديل الفصل الرابع الذي يلزم الإتحادات الإفريقية بأن تتغطى بغطاء شرعية الأمم المتحدة لتدحرج الكرة قاريا، قال لقجع هنا «هذا نصر كبير تحقق على أرض المغرب بفضل القيادة الحكيمة للملك محمد السادس نصره الله، هذا الفيطو هو عنوان للشرعية الكروية ومن لا شرعية له بمنظمة الأمم المتحدة لن يحلم بالممارسة كرويا داخل القارة» كنت أتمنى صادقا وهذا الكونغرس يسدل ستارته بالرباط لو تم ذلك على أنغام رائعة حجيب «الدق تم»؟؟؟