شخصيا وكل الرومانسيين مثلي ممن تعلقوا بالشمابيونزليغ  ووضعوها في منزلة المونديال، وعاشوا منعها بالجوارح ليالي الشتاء الباردة وحفظت ذاكرتهم ما يصيب بالرعشة لمجرد تذكره من كعب رابح ماجر، لرأسية بازيل بولي ل«بيشنيت» سافيسيفتش للولبية زيدان و«سيزو» غاريت بيل ومطرقة راموس في «لاديسيما أو العاشرة».. قلت هؤلاء الحالمون غير المأخذون بسعار المال وجنون الربح وهوس الدولار، أصابهم حزن شديد وهم يستفيقون قبل أيام قليلة على وقع فيروس بيريز المتحور وقنبلته المدمرة وسطوه المسلح على الكرة التي عشقنا.
نعم هو فيروس أشد فتكا من كوفيد 19، كوفيد الخفاش الصيني عطل الكرة الأرضية عن الدوران وكوفيد 21 بيريز عطل الجلد المدور عن الدوران ونفث سموما، وليعود بعدها ليبيع لنا لقاح «السوبر ليغ» بالسعر والشكل الذي يريد، أليس في القصتين والفيروسين تشابها غريبا؟ مختبرات الصين والهند وبريطانيا أنتجت كورونا وبعدها أنتجت لقاحا مضادا لها وبيريز طور لنا فيروسا فتاكا إسمه السوبر ليغ ويطالبنا بالإقبال على لقاحه بمنتهى الغطرسة والنرجسية والذاتية المفرطة.
يريد كمن سطا سطوا مسلحا على وحدة بنبكية ليرهن من فيها ويعود ليطالب فدية ليطلق سراح الجميع، وياله من شخص متغرطس، أناني لا يقيم للفقراء أولا وأصحاب الشغف مثلي قيامة؟
شخص بلا مشاعر شخص بلا قيم وشخص لغته المال، ولأنه رجل إسمنت مسلح وعقار فكل شيء عنده يباع بالمتر بدل الهكتار والآر؟ 
تابعت هذا المسلسل الذي ولحسن الحظ طغى على حموضة سيتكومات رمضان، وأمكنني وأنا أرصد كل نبس وبوح للسيد بيريز الفرعون الجديد، وهو يسفه عصبة الأبطال المسابقة التي عرفت بريال مدريد فريق العشق لدي ويقلل من قيمتها وكأنها لم تكن من الأصل، وقفت على الكيفية التي يحصي فيها كل شيء بالمال، وقفت على كل تنهيدة كان يطلقها بين الأسئلة التي عرضت عليها ليرد بلغة الدولار، دون أن يقيم لمشاعرالمتعلقة أهذابهم وحناياهم بالكرة كبير وزن، فهو يبحث عن موارد يعزز من خلالها الدخل ولو كان كل هذا عبر ابتكار ماسخ «إسمه السوبر ليغ» الذي يحصر الكرة في 12 ناديا وصفهم سيفيرين قبل انسحابهم من الإنقلاب بالفرق القذرة وعبدة المال، ويغلق الطريق أمام باقي أندية أوروبا المتوسطة، أما الصغيرة فقال أنها لا تستحق التواجد في الخارطة مستقبلا.
تحدث بيريز عن البطاقة الخصراء وتقليص دقاذق اللعب وعن الملل وعن "الڤار" وعن انتداب حكام مثل أي مرزق يسطو على أرض ويقوم بتجييش انفصاليين ليقنعهم بلغة المال الدفاع عن وحدة أرض ليسا ملكا لهم وكان مصيبا بالقرف كل الذي كان ينطق بها هذا المسؤول الملقب بالقرش الأبيض أو الحوت، بيريز يريد أن ينسف لايبزريغ وأطلنطا روما وإيفرطون، ليون ومونشنغلادباخ، زاغريب وكييف لغاية فرق تفاجئنا عن كل نسخة من الشامبيونزليغ لمواهب مثلما التي فجرها إنبعاث هالاند إيرليغ الفيكنيغ المتوحش النرويجي. 
ولأن الغاية تبرر الوسيلة، فالفيفا لا تمنع الحكومات من التدخل في شؤون الرياضة، وسمحت هذه المرة لماكرون وجونسون والمستشارة ميركل بالتدخل لصد جبروت وتوحش وطغيان القرش الإسباني كي لا يتمدد ويصيب بسعاره أهل الكرة، فيقود فرقا محلية للتمرد ببطولاتها ومنتخبات عالمية لتنشئ مونديالا خاصا بها ويالها من فضيحة لا تصدق؟
وأنا أتابع الضغط الشعبي والرسمي الكبير الذي أعقب هذا الإنقلاب الكروي، والذي نتج عنه نسف السوبر وانسحاب الأنجيلز  أجمعين من مشروع بيريز، بفعل ضغوطات قوية تجاوبت معها جماهير الأندية المعنية بالمشروع.
وأنا أتابع التصدي لهذا التغول الذي باشره بيريز وإحباط إنقلابه، أمكنني أن أشعر بنوع من السعادة لأن عصبة الأبطال ستستمر هذا أولا وثانيا لأنه تأكد أنها ما يزال هناك من يحفظ للمشاعر والرومانسية الجميلة مكانتها.
وأنا أرصد هذا الفيروس الخطير لبيريز، أيقنت معها أن البشرية لم تتعظ من كورونا وأنه فينا وبيننا من هم أخطر من الفيروس بكل تأكيد، فالبدعة التي حملها رئيس ريال مدريد كانت ستضعنا أمام انتحار فعلي لكرة القدم لولا الألمان، وفي أوروبا يقولون عند شراء منتج «إذا لم تجد عليه صنع في ألمانيا فاعلم أنه مزور وليس ماركة مسجلة».