نفس القاضي حاضر، نفس الإدانة متواصلة ونفس صكوك الإتهام التي عاقبت المدان السابق حاضرة هذه المرة ولم تتغير بل استفحلت واستوحشت وتعاظمت؟ لكن بدل إقرار نفس الحكم حضر العكس بدعم الطرف المعني وتثبيته وتحصينه والتأكيد على أنه رجل المرحلة الوحيد والأوحد؟ 
كي نوضح أكثر، قبل 6 سنوات من الآن نزلت مطرقة الإقالة على رأس الزاكي بادو الذي كان ناخبا وطنيا للأسود، كان الرجل بصدد التحضير للكان التاريخي ببلادنا قبل أن تحكم ايبولا وحياتو، بقرار آخر كما كان قد قاد الأسود للتواجد في دور المجموعات لتصفيات مونديال روسيا وقد أطاح بمنتخب غينياالإستوائية. 
موازاة مع هذه المطرقة، صدر عن الجامعة في شخص رئيسها يوم جمعها العام ونور الدين بوشحاتي رئيس لجنة المنتخبات٫ توضيحات لتبرير القرار المفاجئ بإنهاء التعاقد عام واحد بعد تفعيله مع الزاكي.
أخبرونا أن الأداء غير مطمئن، والفريق الوطني لا يقنع وأن عناصر تمثل صقور الأسود حذرت والطائرة عائدة من باطا من سوء المصير ما لم تتدخل الجامعة بسرعة، بالتعاقد مع مدرب يزاوج بين النتائج ومتعة العين وقد كان لاركيط موازاة مع هذه التفاعلات، في داكار يهندس لقدوم الثعلب رونار وهو ما  تم في نهاية المطاف.
وسواء اختلفنا أو اتفقنا مع قرار لم نغير من آثاره وقد تمت بالفعل وحضر رونار وتأهلنا لمونديال روسيا، لكن مقابلها خرجنا صاغرين في الكان المنصرم أمام سنجاب بنين الذي لم ينتصر في 13 مباراة بالكان ليقصي منتخبنا المونديالي بشكل مهين على ملعب السلام بالقاهرة، فإن الزاكي يوما كان يحتكم على ياجور وكروشي وحمد الله والشاكير والعدوة مع ضمه لرومان سايس والمحمدي وبداية اشتغاله على ملف زياش، أي أنه بالكاد بناء هيكل جديد مع النواة القديمة التي كانت  تضم بوصوفة، بنعطية وبلهندة ... 
اليوم فريقنا الوطني يصيب العيون بالرمد الحبيبي، بل بالثلوت البصري وهذا واقع ومن يزايد على نقيضه فهو إما ينافق أو يداهن، فريقنا الوطني الحالي يضم أفضل المواهب بأوروبا... يضن خامس هدافي الليغا وينتظر من يميق، أكرد وعبد الحميد والمزراوي وحكيمي ليسجلوا له أهدافا...
فريقنا الوطني يضم حكيمي أغلى مدافع حاليا في السوق ب80 مليار سنتم، ويصر وحيد على إعدام بطارياته وتوظيفه في غير رواقه وغير مركزه وهو ما يفقد الإستفادة المرجوة من هذا الألعمي الرائع. 
فريقنا الوطني يضم بطل أوروبا زياش، ويضم مدافعا متميزا إسمه سايس وسقاء رائعا إسمه لمرابط وعديد الوجوه الأخرى التي قال مدربون حضروا للمغرب ليواجهوا الأسود أنهم يتمنوا تواجدها معهم...
مع كل هذه التوابل الطازجة، مع فواكه البحر والزمرد والمرجان وكل اللآلئ التي تتواجد في هذا العرين، يصر وحيد على تعذيبنا ببدعه الضالة المنكرة، إن باختياراته الغريبة لبعض الأسماء أو سوء التوظيف للحاضر منهم أو بابتكار نهج تكتيكي عفا عنه الزمن، فلم نقتنع بعد بهوية هذا الفريق، هل هو فريق استجواء أم فريق ضغط عالي أم فريق تضييق المساحات أم فريق مرتدات أم فريق  طبع واتبع؟؟؟
فما الذي تغير في الأحكام والقوانين التي تمنطق الأشياء، فقادت بالأمس لإدانة الزاكي بقرار الإقالة لأنه لا يقنع ويثير هواجس الخوف والقلق بذلك المردود، فجرى استباق البلاد قبل حدوثه بتنحيته؟ عكس كل هذا الصبر  بل هو صبر مطبوع ومرافق بالدعم والتماس أعذار التخفيف للبوسني الذي أكدت الوقائع أنه لم ولن يكون رجل المرحلة ولا هو قائد الأركسترا الذي يليق بجوقة زياش وحكيمي وبونو...؟؟؟ 
من يسائل اليوم وحيد على هذه العجينة التي يعجن؟ من يحاكم وحيد على بدع الخيارات والتركيبات الهجينة؟ من يتحدث مع وحيد  ليخبره أنه يهرول في الإتجاه الممنوع قولا بتصريحات مريضة وفعلا بأداء يمرضنا نحن؟ 
لو يتقدم آحد ليجيب عن هذه الأسئلة سنرتاح ونريح الغير، لأن ما ينتجه وحيداليوم هو تنتجه زراعة الريح، لذلك فليترقب في الحصاد عواصف وغبارا؟؟؟