توسمنا خيرا في منتخب الشبان الذي أقصي أمام منتخب الجزائر، كي يقدم لنا بشارات الخير على أن ما يروجون فعلا عن التكوين وإعادة التكوين، سيعطي ثماره بالفعل وعلى أن لا يكرر هؤلاء الأشبال الذين رافقهم جمال فتحي ومعه عبدالله الإدريسي قصصا سبقها لهم في نفس أرض الكنانة أسود هيرفي رونار... توسما فيهم خيرا أن يكملوا المغامرة ولو في دورة عربية ودية لغاية النهاية بالتتويج وألا يخسروا مع الجارة الشرقية التي لا يصرف على منتخباتها في سيدي موسي مثلما يصرف على منتخباتنا الوطنية في مجمع محمد السادس... توسمنا خيرا ألا يناموا مثلما عاش رجال رونار سنة 2019 في عسل العلامة الكاملة، لدرجة أن فئة واسعة صورت الإنتصار في 3 مباريات أمام بنين بنيران صديقة وهدف عكسي، وأمام كوت ديفوار وجنوب إفريقيا، على أنه انجاز خرافي فتغنى آخرون بكسر عقدة البافانا والأفيال، والنتيجة كانت صادمة بل فضيحة بالإقصاء بضربات الترجيح في الدور الثاني أمام منتخب بنين المغمور الذي لم يسبق له وأن هزمنا بل لم يسبق له وأن فاز أصلا في الكان. للأسف، رجال جمال فتحي كرروا كربونيا هذه القصة، بعلامة كاملة في دور المجموعات وانتصارات صحيح كانت ساحقة، لكن أمام من ؟ أمام جيبوتي وطاجكستان المتواضعان والإمارات التي تشكو ضعفا وهشاشة منتخبات هذه الفئة وليخسر الشبان أمام منتخب الجزائر مثلما أقصي أسود رونار أمام بنين. وجه الإختلاف أن زياش أضاع هدف التأهل أمام بنين في د 93 من ضربة جزاء والجزائر سجلت هدف التعادل الذي أعادها للمباراة وتجر الشبان لضربات الترجيح في د 93 وبقية قصة الإقصاء معروفة. وبين رجال رونار ورجال جمال، شرب أشبال عبوب من نفس الكأس قبل 3 أشهر في موريتانيا في نسخة الكان، بعدما تأهلوا متصدرين بشبه علامة كاملة ب 7نقاطأمام تنزانبيا وغامبيا المتواضعتان وغانا، وليواجه الشبان رجال ماهر الكنزاري المنتخب التونسي، وبطبيعة الحال بقية الفصول لا داعي لاستحضارها «إقصاء مرير صاغر» وأيضا بضربات الترجيح . نحن هنا أمام ظاهرة ومشاهد تتكرر كل مرة، ومحصلة تتكرر بنفس البؤس والإحباط الذي يصدر للجمهور والذي يعني، أننا نبالغ في التهليل لمعطيات خادعة يرسمها دور المجموعات، وجميعكم تعلمون كم مونديال ربحته إيطاليا وقد عبرت وتأهلت ثالثة في دور المجموعات وب 3 تعادلات والمشهد الأشهر إسبانيا 1982 وكيسف توج البرتغال بطلا لأوروبيا 2016 ثالثا لمجموعته ب 3 تعادلات، وكيف اقصيت فرنسا التي ورثنا عنها للأسف أشياء سلبية عديدة في اليورو الحالي وقد تأهلت متصدرة بركلات الترجيح أيضا أمام سويسرا الثالثة في مجموعتها... نحن هنا أمام ظاهرة تعكس هشاشة فكرية بنيوية وعدم التحضير الجيد لمعطيات المباريات الحاسمة، وعدم الإشتغال الجيد على ضربات الجزاء وعدم الإشتغال الجيد على التعاطي مع هته السيناريوهات التي تتطلب شخصية فولاذية للمدربين تنعكس على لاعبيهم مثلما تجيده الجزائر وتحديدا التوانسة. ونحن هنا أمام فشل ورش التكوين، لأن لقجع وبلسانه بعد استقبال الشبان وقد غادروا الكان بموريتانيا قال أن أي حضور في محفل قاري مستقبلا لا يقترن بالتتويج فهو مرادف للفشل. لقجع قال أنه لن يعذر أيا من المنتخبات بمختلف فئاتها ما لم تحمل أي مسابقة تتبارى عليها وهو ينطلق في ذلك مما يرصده من إمكانيات، تنطلق من اللوجيستيك الذي تشهد على جودته زيارات كوادر الكرة العالمية لبلادنا، مرورا بالمعدات ثم المنح لغاية مصروف الجيب اليومي والذي يعادل منحة انتصار أو تأهل لتظاهرة لبعض المنتخبات التي تتفوق علينا «منتخب مالي نموذجا». لذلك متى تخلصنا من هذه العادة السيئة، بالنفخ والتهليل مع أرقام عابرة ومنه قصة العلامة الكاملة أو التهليل لانتصارات خادعة في مباريات ودية على المقاس، مع التحلي بالنقد الذاتي الموضوعي النزيه فلن نراوح مكاننا. فلو كانت المباريات الودية والعلامة الكاملة يقاس عليها لكنا أبطالا للعالم ولكانت إيطاليا في مصاف لوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو...