زفة باردة بلا عريسها المتوقع، وقد تحضرنا بلبوس العرس وبذلات الدعوة منذ أخبرونا أن النهائي هنا بيننا في دارنا وليس حوالينا، فحضرنا ربطات عنق حمراء وطرابيش حمراء ومواويل حمراء أيضا؟؟؟
 لم يكن تواجد الأهلي هو من أيقظ الجرح ولا هو من أعاد شريط الأحداث المؤلم للذاكرة وقد حاولنا نسيانه، بل حضور كايزر القصير وكايزر المتواضع، وقد واكبنا شريط النهائي بمرارة شديدة كانت تزداد لوعة الحزن معها كلما قدمت لنا معطيات النهائي من يكون هذا الكايزر الذي أطاح بالوداد...؟؟؟
للأسف مر الوداد بمحاداة العرس والزفة وترك الربطات والحلويات والمواويل والشدو بالأحمر للأحمر الكبير، الأهلي فريق القرن والذي لم يلذغ من ذات جحر الوداد لا هو ترك رقبته لسمير نوركوفيتش كي يذبحها بعدما فطن إلى أنه فريق غدار يضربك برمحه ويعود ليضع الحافلة أمام معتركه...؟؟؟
 ولأن آخر الدواء والعلاج هو الكي، فقد عرف العطار والمعالج موسيماني كيف يكوي أبناء جلدته ولم يسمح لهم بأن يتجرأوا أو يتطاولوا على فريق حضر للمرة 12 ليلعب نهائي عصبة الأبطال في آخر 20 عاما توج ب 10 منها وليصنع « لاديسميا» على طريقته وليس بالإسبانية كما كتبها ريال مدريد في لشبونة.
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن موسيماني الأصلع الأسمراني في طريقه ليكرر ما فعله  الأصلع زيدان وهو يستعمر أوروبا لـ 3 نسخ متتالية لعصبة الأبطال الأوروبية وقد نال اللقب مرتين تواليا.
موسيماني هذا طالما غازل الوداد وهو يدرب صنداونز تارة بإشارة الحرف اللاتيني الأول من الوداد، وأخرى عبر انستغرام برسالته الشهيرة التي شكر من خلالها الوداد حتى وهو يقصيه من بلوغ النهائي قبل 3 سنوات على حسن الضيافة والإستقبال وسمى نفسه  والوداد ب«الأسرة والعائلة الصغيرة» لغاية إهدائه قميصه للاعب إبراهيم النقاش في آخر زيارة وعديد المغازلات التي لم يلتقطها الناصيري كما ينبغي.
لكن ما يحز في النفس ويصيب بكثير من القلق كي لا نقول الوجع، هو أن هذا الأهلي الذي تغول وتوحش وتجبر وطغى بكل الإيحاءات المجازية لغويا، بضمه لأبرز اللاعبين وما ينعم به من استقرار، صار وجهة مفضلة لزبد وصفوة لاعبينا وقد تابعنا بدر بانون وهو يلتحف العلم المغربي متوجا بألوانه الحمراء تاركا اللون الأخضر الرجاوي تحت وقع إغراء الأخضر الآخر «الدولار».
اليوم نسمع بل تناهى لعلمنا قبل أن يرد الرجاء ببلاغه الذي يتوعد من يروج لأخبار تهم نجميه «رحيمي ومالانغو»، علما أن من يروج لهذه الأخبار هو الإعلام المصري الذي يتحدث عن هذه الصفقات المحتملة، قلت نسمع عن تفاوض قديم لتسريح رحيمي للأهلي، والكرتي أو الكعبي للزمالك، كما باع الوداد ايفونا للأهلي وكما تخلى الوداد عن بنشرقي للهلال السعودي وبعدها عرج اللاعب بعد تجربة بفرنسا علي القطب الثاني الزمالك. والوداد باع للزمالك محمد أوناجم قبل أن يسترده كمعارا كما استعار الرجاء حميد أحداد،  فقاد أحداد الرجاء للقب البطولة بهدف الفوز في ديربي الذهاب وقد كان فارقا في التتويج وهدف في كأس محمد السادس وقاد أوناجم بـ 3 تمريرات حاسمة بالديربي الوداد ليتوج بدرع الموسم الحالي.
 بهذا الشكل نكون كمن يقدم للعدو رماحا ليغرسها في ظهورنا، كمن يقدم لخصمه وعدوه الألذ كرويا بطبيعة الحال ما يدجج به صفوفه وترسانته ليهزمه في معارك محتملة بل واردة بينهما.
بل بهذا الشكل نكون كمن يطبق فعليا المثل الدارج «زيدا لشحمة فظهر الأهلي» العالف مزيان من الأصل ولا يحتاج لهذا العلف الإضافي...
 ألا يليق ويجدر وقد تابع كبار كرتنا «الفرق ومسؤوليها» الأهلي المهيكل، الأهلي المؤسسة بأرامدة وفده وهندامهم وانضباطهم وتمرسهم واختصاصهم ومرجعياتهم وفكرهم قبل أن نتحدث عن آلوف من منخرطيه وليس كمشة حياحة. ليستفيدوا من الدرس؟
ألم يتابعوا بيبو محمود الخطيب كيف يمثل للاعبي الجيل الحالي المرجع والرمز  لتنهض بدواخلهم الههم ويستفيقوا، لأن كرة القدم قبل أن تكون شكارة، هي دراسة وهوية وشطارة!