قبل أسبوع التف والتأم في مركز محمد السادس لكرة القدم بسلا عدد من لاعبي الفريق الوطني القدامى، بحجة الخضوع لدورة تدريبية لم تحدد مقاساتها ولا شملها ولا طبيعة الدبلوم والمؤهل المنبثق عنها... 
وقبل أسبوع أيضا كان في قارة قريبة عنا وأخرى لاتينية أبعد نوعا ما، أسماء مدربين جايلوا لاعبينا الدوليين الذين كانوا يلتئمون بالمعمورة، كان ليونيل سكالوني رفيق درب نور الدين نيبت في زمن ديبورتيفو لاكورنيا الذهبي، يقود منتخب الطانغو الأرجنتيني ليلامس مجدا في كوبا أمريكا، بالتتويج في معقل الملعب الخرافي ماراكانا أمام البرازيل ولينجح فيما لم ينجح فيه بيلسا ولا سامباولو في أن يقودا ميسي لأول لقب له رفقة الأرجنتين.. 
وأوروبيا كان الرائع الأنيق روبيرطو مانشيني رفقة طاقمه المميز بتواجد الفذ فيالي والكاريزماتي ديل روسي، يقودون منتخب السكوادرا أزورا للقب أمم أوروبا، وأيضا في معقل ملعب خرافي آخر هو ويمبلي... 
وكما سكالوني من جيل نيبت وحجي وبصير، فإن مانشيني سبقهم قليلا ما وهو من جيل الزاكي والتيمومي وبودربالة. 
الفرق أن مانشيني قاد إنتر ميلانو لمجد محلي والسيتزن لمجد أنجليزي والطاليان لمجد أوروبي بأرقام خيالية وبودربالة ظل يتنقل بين القدم الذهبي ومساعد مدرب الفريق الوطني، لغاية عبوره من أكاديمة نهضة بركان لغاية تعريجه مديرا رياضيا على الدفاع الجديدي ولنا أن نقارن بين هول وبون سقف الطموحات! 
مع مانشيني تابعنا أنجلترا يقودها ساوتغيت، وأوكرانيا يهندس دكتها شيفشنيكو وإسبانيا يدير شأنها التقني لويس إنريكي، وفرنسا ديشان وغيرهم كثير من نجوم جايلوا نيبت وحجي وبصير ولخلج والمختاري وغيرهم ممن كانوا مجتمعين بمجمع محمد السادس... 
وكي لا نحلق بعيدا، هنا في قارتنا ها هو فلوران إيبينغي يغادر الكونغو ليشرف هنا على نهضة بركان، والشابي الذي قدم لنا دروسا في تعاريف وقاموس النجومية كما يراها ويقدرها في تونس، ها هو يقود الرجاء البيضاوي أحد نجوم الأندية بالمغرب دون أن يكون الشابي في يوم نجما لمنتخب قرطاج... 
وفي الجزائر جمال بلماضي قاد محاربي الصحراء ليكونوا أبطالا لإفريقيا ومن يومها لم يخسروا ويقتربون من 30 مباراة دون هزيمة بل مرشحون فوق العادة لحضور مونديال قطر وصيانة مكسبهم القاري. 
السينغال منحت زمام أمورها وعارضتها للاعب اليوسيسي وهي وصيفة الجزائر ورقم صعب في الترشيحات القارية وحتى المونديالية وسيسي ما كان نجما بحجم نور الدين نيبت؟
لذلك أتساءل عن كم الدورات التي خضع لها هؤلاء الدوليون ومنهم نيبت؟ وما الذي يؤخر نيبت وقد بلغ هذا الغمر من أن يخرج للميدان والمستطيل الأخضر ليبرز لنا علو كعبه مدربا ومؤطرا؟ 
ما الذي يرغم حجي على البقاء  في ظل مروضي الأسود من الزاكي لرونار لغاية وحيد، دون أن يبرز لنا بدوره كفاءته الميدانية مدربا فعليا ورجل قرار أول مثل بلماضي وليس مجرد مساعد مجهول الأدوار؟ 
ما الذي حال ويحول بين كل هؤلاء اللاعبين لينطلقوا في أرض الله الواسعة ليطوروا أنفسهم بدورات تدريبية حقيقية وقوية، ويشرفوا على فرق خارجية أو حتى محلية ليخرج لنا من بينهم نسخة مثل مانشيني أو سكالوني أو حتى بلماضي؟ 
مدربان من يملكان هذه الحظوظ وثالثهما هو طارق السكتيوي، الأول هو الحسين عموتا بالبروفايل المنتظم المتدرج من نجاحه لاعبا لمدرب محلي ومتوج قاريا وأسيويا وحتى مع المنتخب المحلي والثاني هو وليد الركراكي وبدوره يملك نفسالمقومات والمواصفات. 
تشكر الجامعة على التفاتتها تجاه هؤلاء و نفض الغبار عنهم بهكذا تجمعاتت لكنها ستشكر أكثر لو تركتهم يبذلون روح المبادرة سعيا خلف تكوين حقيقي عالي الجودة دوليا بعيدا عن الريع المجاني، لأن الكرة الحديثة أكدت اليوم باستحضار نماذج الطليان والجزائر والأرجنتين أنه لن يطربك غير مطرب الحي وغير ظفرك لن يحك جلدك وعواشركوم مبروكة..