بداية وكي أختصر الطريق على رواد وهواة أحكام القيمة المستعجلة لمجرد قراءة العنوان دون سبر أغوار المضمون، فالعبد لله كان وما يزال  ينظر لوحيد خليلودزيتش على أنه ليس رجلا للمرحلة الحالية ولن يكون ولو تأهل لمونديال قطر، وواحد من الذين أمعنوا في انتقاده والمطالبة بحل عاجل معه كي لا يغرق المركب..
 لكن في هذه القصة تجذبني أشياء عديدة منها ما تعقبته عبر أكثر من مصدر، ومنها ما هو محمول على الظن والذي ولو يكن آثما إلا أنه يمنطق الأمور وسيقودنا لإدانة زياش سلوكيا وكل واحد حر في أن يختلف مع وجهة النظر هذه.
ولأن الساكت عن الحق  هو شيطان أخرس، فإن حساسية الموضوع من جهة وللسياق ثانيا «حرمة بين وعرين الفريق الوطني» يلزم  الجهز بهذا الحق ومرة عاشرة كل واحد حر في أن يميل لهذاالطرف أو الآخر، لكننا داخل «المنتخب» آثرنا لعقود طويلة وقد اختار مؤسسو هذا الصرح الإعلامي إسم «المنتخب» تيمنا بفريقنا الوطني الثمانيني وأيضا لأننا نضع مصلحة هذا الكيان فوق الأفراد مهما علت قيمتهم ودون التجني عليهم.
وليس من المنطق ولا الحكمة في شيء أن بكون زياش فوق الجميع ويعامل بشكل استثنائي على طول الخط، لا لشيء سوى لأنه اختار المغرب علي حساب هولندا، وإن كان فعل ذلك فقد نال وافر الجزاء بمشاركته في مونديال روسيا حيث غابت طواحين هولندا.
 تعالوا نفتت الصخر في هذه القصة الخلافية، لكن قبلها مهلا لو عدنا قليلا بالذاكرة للخلف، فما كتبه زياش وخطته يمينه إن كانت فعلا هي من خطت هذه الخربشات الإنستغرامية «في المرة المقبلة حين تريد أن تتكلم قل الحقيقة»... كتبه لا لحرف لما غيبه رونار عن نسخة الغابون 2017 وعاد ليكتبه بنفس الأحرف ساخرا من وزير الرياضة السابق رشيد الطالبي العلمي، لما تحدث الأخير في قبة البرلمان ليبلغ الجماهير المغربية بعد إهانة سناجب بنين في «الكان» الذي احتضنته مصر باعتزال لاعب أجاكس الهولندي يومها وخاصة لما قال الوزير «زياش رفض الرد على أكثر من 30 مكالمة لفوزي لقجع الذي حاول تهدئته كي لا يتفاعل مع موجة الإنتقادات القوية الآتية من الفيسبوك بسبب إضاعته ضربة الجزاء»...
 داخل «المنتخب» سننشر هذه التغريدات والمنشورات ونترك مجال تقييمها للقارئ الكريم، لأننا لا نشق على الصدور ولا نحاكم النوايا بل نعالج الظواهر ... كل هؤلاء كاذبون بحسب منطق  زياش وكل هؤلاء لا يقولون الحقيقة بحسب ذات المنطق، والذي يتصرف بصدق ويقول الحقيقة هو زياش وحيدا؟؟؟
 فوزي لقجع قبل دورة الغابون دافع عن قرار رونار باستبعاد اللاعب قبل أن يهندس للمصالحة معه وكانت لديه تصريحات في هذا الصدد تدعم الثعلب الفرنسي ولا يمكن اليوم تصور أن وحيد قرر وفصل وخاط لوحده هذاالقرار ولم يعد لرئيسه ورئيس لجنة المنتخبات ليضعه في صورة قراره المزلزل بل ويحوز إقناعه؟
 رونار ذات يوم في أمادير قال «إما أنا أو زياش بهذا المنتخب» ... نبيل درار ويونس بلهندة اصطدما بالأنصار بسبب زياش وقالا لهم» إذا كنتم تريدونه وحده ولا تريدون بقية اللاعبين فاذهبوا لإحضاره»
بنعطية قال بعد قرار اعتزاله من قطر وعلى المباشر  لقناة عالمية «بي ان سبور» للأسف منتخب الجزائر توج بالكان لأنه كان يملك لاعبا مؤثرا وكبيرا وهو رياض محرز عكسنا نحن» وقد كان يلمز لزياش الذي لم يكن التيار يمر بينهما كما يجب وينبغي؟؟؟
لا نقيم محاكمة هنا لزياش، لا نتوجه له بالإدانة المطلقة، لكننا نبحث عن التقاطعات؟ ألم يرفض زياش على عهد رونار في مستهل مباراة تصفوية للمونديال أمام الغابون وكوت ديفوار هنا بالمغرب الحضور لمراكش وتحدى المدرب الفرنسي ببعث فاكش يثبت أنه مصاب ولم يحضر لعرض حالته على طبيب الأسودو يقول لنا رونار من ندوته الصحفية بعدها أنه لم يصادف لاعب بهذا السلوك قط في مشواره؟
 يشاء السميع العالم أن يعود زياش ليتخلف عن أولي مبارتين في تصفيات المونديال أيضا ومع وحيد الذي قصفه بشكل أعنف هذه المرة وقال مخاطبا الجميع «في مساري لم أقدم تنازلات للاعب٫ أفصل أن أخسر مباراة على أن أخسر مبادئي بسبب لاعبا غير منضبط».. 
 للأسف وحيد لم يكذب، فقد اصطدم باليابان مع  شينغي ماغاوا وهو مع ناكاطا أهم قطع الكمبيوتر اليابان واصطدم بعنف مع رياض محرز بالجزائر واصطدم بحدة أكبر مع ديديي دروغبا، كل هؤلاء نجوم مدللون في منتخباتهم مثل زياش ولم يعودوا إلا بعد ذهاب وحيد...
 بصدق لا ننزه وحيد ولا نشيطن حكيم، لكن مصلحة الفريق الوطني «وشوية ديال الإحترام» لحرمته تفرض موقفنا هذا؟