نعم هذه هي الحقيقة في مشهدها السوريالي، ولو فصل بين التتويجين ردح من الزمن واختلف البوديوم ومعها ميداليات الإستحقاق وكأس الأمم... 
غينيا يا سادة توجتنا أبطالا لإفريقيا كرويا سنة 1976 بأثيوبيا بفضل هدف بابا الذي أغلب هذا الجيل بالكاد سمع عنه ولم يشاهده، وعادت قبل أيام لتتوجنا أسيادا لإفريقيا ديبلوماسيا وسياسيا وفريقنا الوطني يخترق المجال الجوي لهذا البلد الشقيق استثناء،   بفضل تعليمات وتدخل الملك محمد السادس في عز وحمأة انقلاب شعارة الفوضى وعنوانه الأبرز «المجهول»!.
توجتنا غينيا بتعادل كروي قبل عقود أسيادا مع الألمعي فراس، وعادت لتتوج الفريق الوطني اليوم حيا وسيزرق بفضل الله تعالى وقد غادر محمية الغرب التي كانت على صفيح ساخن سالما  بانتصار وليس تعادل هذه المرة...
غينيا التي توجنا أمامها بكأس إفريقيا، هي نفسها اليوم التي تتوجنا في صدارة قصاصات الأخبار وعناوين الصحف ملوكا للديبلوماسية وقد غادر منتخبنا قبل منتخبهم كوناكري، كما سجل التاريخ أن أول طائرة تعبر حدود هذا البلد في عهد ما بعد ألفا عمر كوندي صديقنا التاريخي السابق، هي طائرة «لارام» وليتأكد للعالم ومن حولنا تحديدا أنه مهما تغيرت الأغطية والأنظمة،  فالمغرب أصدقاء لا يتزحزحون قيد أنملة ويدينون له بنفس المحبة والتقدير...
وستتوجنا غينيا هذه المرة أسيادا لهذه المجموعة، وقد غير الإنقلاب رسم خارطة طريق منتخب السيلي الذي كان يحلم بأن يطيح بنا بملعبه «الحفرة» كما يسميه... 
غينيا لن تلعب داخل قواعدها في باقي التصفيات، غينيا ستستقبل الأسود والصقور بعيدا عن كوناكري ولن يكون امتياز ملعب لانسانا كونطي الذي ظل يبتسم لنابي كيطا ورفقاؤه حاضرا في باقي مباريات التصفيات وهذا معطى ربحه المغرب والمحظوظ وحيد دون أن يخططا له، بأن يفتقد واحد من أشد منافسينا داخل هذه المجموعة امتياز الملعب ... 
أي مصادفة وأي تدبير رباني هذا الذي يأبى كل مرة، إلا أن يبرهن لمن في قلوبهم شك أو وجل أو ارتياب، على أن المغرب انطلق بأوراقه إقليميا، دوليا وسيصعب مجاراة نفس السرعة من الحالمين بالمنافسة ما لم يستغيثوا ب» الموز» وقشوره لوضعها في طريقه، ومن أين لهم هذا «الموز» أصلا؟؟؟
كان بالإمكان أن نتحدث اليوم عن مسار الأسود داخل هذه المجموعة، متصدرين أو في الوصافة لو لم تحمل الوقائع انقلابا قلب كافة المعطيات وقادنا لتعقب روايات لاعبينا وهزاتهم النفسية وارتجاج تفكير بعضهم لهول ما رأوا بأم العين... 
رب ضارة نافعة، فالتأجيل في تقديري المتواضع واحتكاما لما تداعى من مباراة السودان من هشاشة وما ترسب بداخلنا من شك، تنضاف إليها واقعة زياش واستمرا عناد الناخب مع المزراوي، وقد بلغني وأنا أخط هذا العمود، أن وحيد تلقى تعليمات بكسر تعنته ودعوة هذا اللاعب المتميز والخلوق للمعسكرات القادمة بمشيئة الله تعالى، لما يتيحه من حلول ويقدمه من إضافات، قلت لكل هذاالتأجيل كله لمصلحتنا...
حاليا سنتدبر نزالي غينيا أخرى، ليست كوناكرية بل استوائية ذهابا وإيابا و يهمنا أن نجمع بين الرباط وباطا أو مالابو 6 نقاط وبهكذا سنهورل بالصدارة وقد تصبح مباراة السيلي المعلقة تحصيل حاصل لن يحول بيننا وبين ريادة المجموعة واللحاق بباراج الملحق الذي سيقودنا صوب الدوحة. 
يلزم وحيد وقد لعلع الرصاص أمامه ودوى في صماخ أذنيه وعاد به لسنوات الجمر اليوغسلافية، أن يعود لرشده ويكف عن غيه وهذيانه ويكسب مرونة هي من خصال الربابنة الفرسان المتجاوزون عن زلات لاعبيهم... 
يلزم وحيد أن يستغل التتويج الغيني له ولأسوده بالخروج من فرن وجحيم الإنقلاب وقد اعترف بلسانه أنه لولا الملك محمد السادس  ما شعر بالإرتياح والطمأنينة...
عليه أن يبدأ من حيث هذا التدخل الملكي السامي، ليعلم يقينا أن هذا منتخبا يحظى بعناية وتتبع ملك البلاد ومنتخب ملك البلاد وباقي العباد أن يكون في قطر، ولكي تكتمل فصول التتويجين بين الذي حدث في اثيوبيا والمؤمل بالكامرون نطلب الله له الهداية؟