أوروبا وسيفيرين رئيس اليوفا يعارضان بشدة ويهددان بشق عصا الطاعة على الـ«فيفا» إن هي أصرت على تمرير مشروع جياني اينفانتينو الغريب جدا، بإقامة كأس العالم للمنتخبات كل عامين... 
أوروبا تنتفض وترى أن هذا المشروع مستحيل بل غير قابل بالمطلق للتطبيق في ظل الرزنامة الحالية، وقد عبثت بها كورونا أشد ما يكون العبث.
بل أن سيفيرين قالها وبصريح العبارة «لن يمرر هذا المخطط ولو على جثة كل أوروبا»، دول الكومينبول لها موقف مماثل وحدها الـ«كاف» من أبدت وتبدي حماسا شديدا «حماس مفهوم» لهذا المشروع «المخطط». 
مفهوم لأن الـ«كاف» لا تأتمر إلا بأوامر إيفانتينو والدليل الهندسة الإنتخابية التي رسمت طريق الرئاسة للملغاشي المنسي أحمد أحمد في قاعة نيلسيون مانديلا بأثيوبيا، وبعدها عادت باسم التوافق الذي حدد جياني أبعاده هنا فيما اصطلح عليه بـ«اتفاقية الرباط» ليقود رجل الذهب باتريس موتسيبي وحيدا فريدا ليصفق عليه رئيسا جديدا بانسحاب منافسيه. 
وهو حماس مفهوم أيضا، لأن اينفانتينو في كلتا الخارطتين وقد رسم لها الطريق، ينظر لجهاز الـ«كاف» وحدة انتخابية قوية سواء لدعم بقائه في ولاية قادمة أو لتمرير مشاريعه، وكل من يعارض فعليه أن ينظر لمصير عيسى حياتو وبعدها  أحمد أحمد وكيف انتهى بهما الحال بشقعصا الطاعة على العراب السويسري. 
مؤخرا أصدرت الـ«كاف» بلاغا أظهرت من خلاله مرونة واعتدالا عكس حماس البداية بتبني إقامة المونديال كل عامين، بدعوة كافة الإتحادات القارية لقراءة شمولية أكثر عمقا وهدوء لجدوى الفكرة؟ 
ولنا أن نذكر أنه قبل بلاغ موتسيبي هذا، كان فوزي لقجع بكل الثقل الذي يحمله داخل الـ«كاف» مؤثرا بالأفكار والتنظيرات قد جهر بتحمسه لهذه الفكرة ومدافعا عنها، بل عكس الآية «المونديال كل عامين والـ«كان» كل 4 سنوات»
في قراءة لهذا المشروع وقياسا بالأجندة الحافلة والحبلى بالمباريات والتظاهرات وما يتعرض له اللاعبون من إرهاق وتضييق على مستوى الترخيص لهم حتى مع تواريخ الفيفا، بتمثيل منتخبات بلدانهم لك أن تتساءل عن الكيفية التي يرى من خلالها المدافعون عن المخطط إقامة هذا الكوني الرفيع كل عامين... 
تتساءل عن الثقب والفراغات التي نفذوا من خلالها ليتدبروا تواريخ للتصفيات والنهائيات وسط أعاصير عصبة الأبطال وباقي الملحقات المرافقة لها، في كل قارة وكذا مع جدول المسابقات الحالية والتي تكتمل بعسر ومشقة شديدتين وسط تجاذبات وانتقادات وشكاوي الفرق بطول وماراطونية المسار؟ 
لك أن تتساءل عن سر صمن الفيفا في قصة السوبرليغ الأوروبي الذي  اقترحه بيريز، وتقديم فتاويها في السوبر ليغ الإفريقي رغم أن كلاهما، وجهان لعملة ذات الربح الإقتصادي ولو على حساب عصبة الأبطال في كل قارة. 
لك أن تتساءل ألا يمثل هذا المخطط مسخا لهيبة ووقار كأسالعالم التي يطول الشوق لها وإليها كل 4 سنوات بدل عامين، فما إن تنتهي نسخة مونديالية حتى تبدأ تصفيات أخرى لو سلمنا جدلا بتمرير المشروع شيء غير قابل للتصديق؟
لنا أن نتساءل عن ماهية الفكرة ومحركها وانعكاسها على تطور المنتخبات كرويا، وبالأرقام التي لا يوجد أكثر من يضبطها غير الفيفا؟ 
فمجرد تصور أن المونديال يقام كل عامين والـ«كان» كل 4 أعوام تصاب بالدوار ثم السعار، الدوار لما قد يترتب عن جنونية المسار التصفوي والنهائيات من ضرر بالغ بـ«البشر أي اللاعبين» والسعار لأن حلم تتويج فريقنا الوطني بلقب إفريقي ثاني سيصبح أمد انتظاره أطول من السابق وقد لا يتحقق إطلاقا ... 
وسط كل هذا على الـ«كاف» في زمنها الذهبي مع رجل الذهبي أن تقبل بالإصلاح على مسابقاتها المحلية وتخلق تحكيمها وتجود ملاعبها، فعيب أن تلعب منتخبات إفريقية التصفيات منفية عن بلدانها لعدم مطابقة ملاعبها مع المعايير المتفق عليها، فقبل تنظيف باب المسيد، باب البيت والدار ذات العناكب المعششة أولى بهذا التنظيف...