على مر السنين التي تعاقبت، لازالت جريدة "المنتخب" مسيطرة على أحداث الساعة ومنصفة عالمية لأسود العالم كلما أتيحت الفرصة لها لترجمة السياقات والأخبار والحوارات والمتابعات والمواكبات الأسبوعية لدرجة أضحى فيها واقع التحيين يوميا لكثرة الإستحقاقات الإوروبية، وسرعة رمي الأخبار الآنية في مواقع الساعة والدقيقة لأجود ما تقدمه لنا الأندية الأوروبية من أجيال مغربية مكونة ومنتوج لا ينضب أبدا بأي أرض. وكان لجريدتنا وكالعادة سباق إشهاد تاريخي لمن حل بالمنتخب توثيقا وبرهانا على أننا إدارة تقنية تتلمس جوهر أي نجم لا يقرأه المدربون إلا من الجرائد أو المواقع، ويشتغل عليه مباشرة بالمتابعة الدقيقة كل أسبوع.  
وتاريخ "المنتخب" يشهد للقراء كيف استقر مصطفى حجي في بداية مشواره مع المنتخب المغربي على أنه رسالة مقدمة إلى المرحوم عبد الله بليندة من أجل استقطابه كما بقية النجوم التي سابقنا الزمن عليها لتنضم إلى المغرب حتى ولو كان وقتها لدينا جيل ذهبي، ونحن من هيأنا الرسائل ليكون حجي وشقيقه والشماخ وهلم جرا مع الأسود، وظلت السفينة تمخر عباب الدول الأوروبية من أجل الفوز بنجم ثاقب عله يكون ضمانا جديدا للأجيال المتعاقبة، وبركام ما اجتهدنا في استقطابه وتقريبه لأي ناخب أو مساعد أو أي إدارة تقنية، تكون النتيجة عادة ذات ميثاق جوهري على أن جريدة «المنتخب» ليست صحيفة فقط، بل هي أساس العين المجردة لجلب أي وجه نحن بحاجة إليه بالمنتخب الوطني، وإدارة تقنية تتأسس من الخبرة والدراية والممارسة، وليست إدارة قائمة على القلم. وما فعلناه تاريخيا كان من أجل الوطن في زمن قلت فيه نجوم المغرب، وليس لأي شيء آخر يظنه البعض أننا وكلاء اللاعبين ،. 
وفي عام 2004، كان المنتخب الوطني مع الزاكي قريبا من الحصول على كأس إفريقيا، وهذا المنتخب الذي أرسى قواعده بادو الزاكي تشكل من دوليين مغمورين في الساحة الأوروبية، وكنا نحن كأعلاميين نوثق لرسائل موحا اليعقوبي، ويوسف المختاري وجواد الزاييري، ومروان الشماخ ويوسف حجي، عبد السلام وادو، وليد الركراكي، الحسين خرجة نبيل باها، وجمال العليوي، وكلهم جميعا كانوا في موعد التحدي. ووقتها كان لصبيب الإنترنت وقعه رغم رتابة سرعته في استقصاء الأخبار، ومع ذلك كنا نتفاعل مع هؤلاء النجوم قبل وأثناء وبعد ملحمة تونس، والنتيجة نعرفها جميعا أن لهذه الجواهر دورها القيادي لحماية قميص الوطن بحب التعلق. والنتيجة أننا نجحنا في مهنتنا الإعلامية والتشهيرية حتى راعى فيها الزاكي بوصلته الإستراتيجية لأنه فاز بالإقناع والإستشارة . 
وبعدها تلاقحت السنون مع أجيال أخرى، وظللنا نبحث عن كل الإندية التي يدخل فيها اسم مغربي من عائلة جالياتنا، وبدت الساحة طاغية في التكوين الخارجي، وسرنا معها كالظل رغم أن للسنين التي مرت لم تتفاعل بنفس القيمة التي وضعها منتخب 2004 بميزة الفريق المثالي بعد منتخب 1976. واليوم يظهر أمامكم جيل جديد من الوجوه التي نادى عليها وحيد هي من حكم المتابعة والسليقة التي فطرنا عليها في تقديم إلياس شاعر وعمران لوزا وريان ماي وسامي ماي وسليم أملاح وعبدو هروي وسفيان شاكلا ونسيم بوجلاب ومنير الحدادي وسفيان علاكوش وكثير منهم نودي عليه بين الفينة والأخرى كإدريس صديقي وغيرهم، وهذه الوجوه غزونا جحورها يوميا وأسبوعيا ودوريا وسنويا حتى استقرت بالمنتخب لفعاليتها وليس بترسيخها بالقوة، لكون الناخب الوطني ومن معه يعرف أن الإعلام لا يكذب، ويتجه مباشرة إلى النداء على من همه أمره لمعاينته. ولم يكن وحيد خليلودزيتش كاذبا في أنه يتابع الدوليين، وعلق أكثر من مرة أنه عشق أداء شاعر وهروي وعمران وريان مايي وشقيقه وعشق حتى المقاتلين. وهي أبلغ رسالة في مرافعتنا لمن نراه لاعبا دوليا من المستوى العالي. 
في النهاية، ستكون ثمار هذا الجيل من الشباب الذي اخترناه ليحمل الشعلة، يانعة بحب القميص الوطني، وإن كنا أيضا مع زياش ومزراوي وحارث الذين كانوا ولا زالوا في عز المجد شريطة أن يعودوا إلى رشدهم ويعرفوا جميعا أنهم ينتمون لبلد آبائهم وأمهاتهم وحملوا قميصه بدون استهتار.  
والبقية ستأتي من صلب ما يوجد في المنتخبات الوطنية الصغرى، وآخرون من منبع كل سنة يطل فيها نجم غير عادي. 
و"المنتخب" ستظل رائدة ملف أسود العالم.