كم عيد نباركه لوحيد؟ بالمغربية بطبيعة الحال كي لا يثور في وجهنا ويصفنا بالمقرفين أو كي لا يقول لنا «أنا ضجران، سئمان، غضبان منكم ومن أسئلكتم التي تثير القرف»، وقد قالها على الهواء مباشرة؟
هي أعياد يا وحيد، أولاها عيد أكتوبر ولو أن أكتوبر ارتبط ارتباطا وثيقا لدى الأشقاء في مصر بدلالاته العظيمة، ومعارك الكرامة التي يصنفونها عند 6 أكتوبر من كل عام بأكتوبر المجيد..
لكن أكتوبر الحالي حمل لنا معارك وهو وصف وحيد وليس وصفنا، معارك كروية ضارية من نوع خاص ومتفرد بأن حل بين ظهرانينا الغينيتان «بيساو وكوناكري» وعادا لمعاقلهما يحصيان كما غير يسير من الخسائر..
مبروك عيد العلامة الكاملة، وقد أحدث انقلاب العسكر في غينيا انقلابا في معطيات المجموعة برمتها، فتغير مكان مباراة السيلي من ملعب لاسانا كونطي لمركب مولاي عبد الله بالرباط...
عيد الصدارة من 4 جولات مثلما فعلها في تصفيات الكان في نفس المرحلة وبنفس الشكل، بعد أن حسم التأهل للكان وبعد أن توقف عداد المرابطين الموريتانيين في الجولة الرابعة وفي مرمانا هدف..
وعاد ليستنسخ الموال نفسه ويعزفه هذه المرة في تصفيات المونديال، فحلق لدور الملحق من الجولة الرابعة أيضا وفي مرمانا أيضا هدف..
نبارك له عيد تصنيف الفيفا، وقد سبقناه وهو لا يدري ذلك لنخبره أنه لو يفوز في 3 المباريات الملعوبة على ملاعبنا سيتخطى الجزائر التي ظل «يصدع لنا رأسنا» بتجربته معه فيصبح ثالث إفريقيا، بل ويتخطى لأول مرة منذ عقود طويلة، المرتبة 30 فيصبح المنتخب المغربي في الصف 29 عالميا؟
عيد استقبال منافس الملحق هنا في الرباط إيابا، ومن يدري فكل شيء ممكن مع الساحر وحيد، فلربما تحمل له القرعة منتخبا لا تتوفر بلاده على ملعب بمعايير الكاف والفيفا فيخوض الذهاب والإياب هنا سويا بالرباط...
عيد تشبيب الفريق الوطني الذي أصبح أصغر منتخب افريقي عربي على مستوى معدل الأعمار، وعيد نبذ الجميع ولفظهم لزياش ومزراوي وحارث، بعد أن رماهم برماح لوزا وشاعر وأملاح..
لو ذهبت عند أمهر خياط وقلت له أن يفصل لك هذه التفصيلة على مقاس وحيد، فلن تجود أنامله ولا عقيرته ولا مهارته بالتفاصيل التي انتهت عليها وإليها أمور هذه المجموعة..
إنقلاب في غينيا، مشروع إنقلاب في السودان، رفض موريتانيا والسينغال ومصر استقبال مباريات غينيا بيساو والسودان وغينيا تواليا على ملاعبها، تسمم ملغوم للاعبي غينيا بيساو، ومرض عارض صحي طارئ لديديي سيكس مدرب غينيا قبل مباراة الأسود فيحل بديله كافاني عوضا عنه.. بل موازاة مع كل هذه التفصيلات الغريبة العجيبة، غينيا والسودان يحتبس عداد انتصاراتهما فلا أفيال السيلي فازوا، ولا صقور جديان أم درمان انتصروا أمام مد جارف وشلال تهديفي وانسابية انتصارات الأسود التي رسمت فارقا مريحا اختزل واختصر عليهم طريق التأهل مبكرا..
يقولون أن الحظ لا يبتسم إلا للشجعان والأبطال، لذلك لا يسعنا إلا نبارك لوحيد جبال الحظ التي تهادت على ساحته تباعا، ولا يسعنا إلا أن نسعد فنصدق نبوءة وحيد وتصريحات وحيد، ونبتلع بريق المرارة قرف وحيد ونكذب أنفسنا..
لا يسعنا ونحن نرمق هرطقات البعض في مساءلة وحيد برعونة، إلا نبارك عيدا إضافيا بأن يمد رجليه حيث شاء وحيث أراد وحيث ارتاح، طالما أنه أمام هذه الفئة يزداد يقينا أننا لا نفهم في الكرة..
وحيد مبروك العيد، مبروك أملاح ومالح ولوزا والهروي وبرقوق الذي سجل نكاية في كل «طواجيننا»؟