منطق «زوج بغال» الذي يعتمده إعلام الجار الذي حشرنا الله معهم كما قال الراحل الحسن الثاني في إحدى أشهر خطاباته، صار مقرفا كي لا نقول مسليا لأنه بإغراقه في هذه الضحالة الفكرية المثيرة للسخرية السوداء أصبح أضحوكة. 
حاولت أن أتعقب موقف الناضجين منهم فلم أعثر إلا أن قلة بعيدة عن الإعلام الرسمي وهي من الوجوه النيرة المنفية بعيدا خارج مدار الشرق، أما قطاع الأغلبية فقد لبس لبوس كبار القوم بالغباء الطبيعي وليس المصطنع وهو غباء متوارث أو مستوحى من سياقات القهر والغبن والشعور بالدونية تجاه كل ما هو مغربي صرف. 
وحين ينحو هذا الإعلام منحى «نظرية المؤامرة» فهذا ليس بجديد طالما أن شنقريحة ومن يعلوه أورثوا هذا الميكروب وهذا العفن لهذا الدباب الإلكتروني ولبعض أزلام الإعلام الذي يخدم أجندات غايتها وللأسف تنويم الشعب الجزائري مغناطيسا، وهنا هذا يحسب للمواطن الجزائري الأبي ويلمس ذلك من تعاليق وهي بالآلاف أغلبهم  «عاق» كما نقول بالدارجة المغربية وفطنوا لهذا الهراء المندلق في فضائيات الجار الشرقي. 
آخر فتوحات هذه الفئة، هو التشكيك في مصداقية تصنيف الفيفا الذي وضع المنتخب المغربي فوق ثعالب الجزائر وقد حدسنا وتفرسنا نحن بواقعيتنا حدوث هذا، لأننا نغرف من محبرة المنطق والأرقام وليس العيش على وهم المؤامرة كما هو حالهم. 
تقول هذه المنامة أن حلول لقجع بالفيفا عضوا بـ«كونغرس الإتحاد الدولي» وقد طحن في طريقه خير الدين زطشي المنسحب في الرباط والمصوت في الرباط على طرد المخيمات من المنتظم الكروي الإفريقي وللأبد، بات يؤتي أكله ومن هذا الأكل تصنيف الأسود الجديد هو ما يعكس اختراق المغرب للفيفا في شخص لقجع.
بل أن هذا الإعلام المريض بـ«المغربوفينيا» على وزن «السكيزوفرينيا»، واثق من هذا التخابر المغربي الفيفاوي، بسبب عدم طرد لقجع من الفيفا بعدما استوزر وصار عضوا في الحكومة المغربية، وقد عرضوا قائمة لوجوه طالها الطرد من الفيفا بمجرد ولوجها مناصب حكومية من ووسيا وإفريقيا وأمريكا، فلم يصمد لقجع ولم يهنأ لقجع من إينفانتينو؟ 
ولأن الله سبحانه وتعالى عرف بالعقل، لا يسع المتأمل والذي يغوص في هذا الجنون والهبال إلا أن ييمم وجهه بعيدا، ويتعض فلا يتبع هرطقاتهم التي لا تكاد تنتهي واحدة حتى تبدأ الثانية فالثالثة، خاصة خلال الأشهر المنصرمة حيث اشتد سعارهم وارتفع وعلا ... 
فمن يحمل المغرب مسؤولية تدهور أرضية ملعب جزائري، وهو مصطفى تشاكر بالتأمر مع جهات داخلية بالجزائر لضرب منتخب بلماضي، إن بتصدير الجراد عبر الحدود أو السماح لدود العشب كي يتسرب من مدخل ومعابر زوج بغال، يمكن أن يدعي ويقول أكثر من مجرد اختراق المغرب للفيفا؟ 
ومن يتهم المغرب باختراقه عبر الإنترنت «وصبيب» إينوي وهذا صدمني بالفعل وأنا أتابع روبورتاجا غريبا للتلفزيون الرسمي الجزائري، من خلال إقبال مواطنين جزائريين على فاعل الإتصالات المغربي، بإمكانه أن يذهب بعيدا ويسبح أبعد بخياله الموبوء المريض ليقول أن الفيفا صارت مقاطعة لفوزي لقجع حتى؟ 
سنوات والجزائر تعلو الفريق الوطني في الترتيب، ولم يحرك ذلك فينا قيد أنملة من غيض أو حسد ليقيننا أن الكرة والتصنيف دول «يوم لك وآخر عليك» والعبرة بالتنقيط وعدد الإنتصارات وأمام منتخبات تختلف أحجامها؟ 
هم يشكون عقدة المغربوفونيا المزمنة لذلك ابتكروا قصة المؤامرة بين لقجع والفيفا، فصار المغرب بالنسبة لهم كابوسا و«كوشمارا» قادهم لتقبيل الأيادي كي تلعب مباراة جيبوتي هنا حرجا من جماهيرهم. 
نلمس لمن إدعى أن جورج واشنطن سلم الأمير عبد القادر «كوابس» للمقاومة وقد عاش كل واحد منهما في زمن مختلف، أن يقول  «جياني إينفانتينو مراكشي»...