•• لا يهمنا إن لعب الجوهرة المغربية القادمة عبد الصمد الزلزولي (19 عاما) فقط لـ10 دقائق مع واحد من أكبر أندية العالم أمام ألافيس، في أول تأريخ كروي دخل سجل اللاعب وهو القادم إلى الفريق الكطلاني باء في غشت الماضي، قادما إليه من عرين تفريخه هيركوليس الإسباني، قبل أن يصبح اليوم وفي 30 نونبر من هذا العام أمل البارصا الأول.
وراقني فعلا ما ترمي إليه أندية العالم في محاصرة النجوم التي تطل من المنبث صغيرة السن وبعقلية الثقة الإحترافية للمدربين والتأشير على صغارهم ليكونوا مستقبل السنوات القادمة، وما فعله الفريق الكطلاني اليوم في التأشير على صعود عبد الصمد الزلزولي إلى الفريق الأول وإشراكه لـ10 دقائق كانت من مؤدى ترشحه المسبق في المران الذي أظهر فيه صرخة فتى يطل مع الكبار دون خجل، ونجح في تأهيل نفسه ليكون ضمن القائمة العامة، وبعدها اقتحم ملعب نيو كامب بعرش أمير كروي.
ولا يهمني إن ربحت البارصا أو خسرت، ولكني كمغربي ربحت مغربيا داخل هذا الكطلان العملاق حتى وإن بدا اليوم يبنى كفريق قادم وليس أهلا لليغا هذا الموسم، ولكن للسنوات القادمة لأنه فعلا يبني للجيل القادم، ويسرني أن أفتخر بوجود مغربي ضمن هذه السلالة البنائية للبارصا، لا لشيء إلا لأن المدربين الكبار وحتى الصغار منهم داخل البارصا أو من عيونهم وكشافيهم يرون في الزلزولي ومن معه منتوجا قادما ببصمة الكبار، وفي تلك رسالة مشفرة للبطولة الوطنية التي لا تملك هذه المؤهلات العالية للثقة في الجيل الصاعد من 18 و19و20 سنة ليكونوا مؤهلين لحمل قميص الكبار وليس لوضعهم في الإحتياط لسنوات ضائعة، ولكن ما يرى بالعين المجردة لدى من يتعقبون النجوم الصغيرة هم صناع الحدث، ومن يبيعون هذه الجواهر من أندية أخرى لا يمكن أن يخرج من عين رأت وعاينت واجتهدت في الإقتناص، وهذا ما نفتقده لسنين في بطولتنا وفي منتخباتنا لكون قاعدة الأندية هشة إلا من رحم ربي في الإكتشاف، والدفع بالأجيال نحو الكبار من قبيل عبد الرحيم طاليب كمثال لأنموذج الإيمان بـ«الفراخ» داخل عرين الجيش.  
وهذا الرصد الزلزولي كوصفة اليوم في البارصا، سيؤشر على رفع الحيف بالأندية التي لها جواهر ظاهرة ولكنها مقبورة في طي عدم الثقة وصعوبة الزج بها في التشكيل الرسمي أو الدفع بها لبعض الوقت، لكون المدربين يخافون من النتائج، وعلى مكانتهم أساسا، بينما واقع الحال أن الإستعانة بالتشبيب هو درس سامي لمدرب سامي في الرؤية والثقة، ومن يسابق الزمن في شراء فريق كامل بالميركاطو فهو مدرب فاشل لأنه يريد فريقا جاهزا وليس فريقا مكتشفا من عرق كتفه واختياراته وإيمانه بسرعة الأجيال، والزلزولي أعطى اليوم رسالة واضحة من أن البارصا حتى وإن كانت متهالكة بالليغا، فقد منحت الريادة لأجيالها لصقل الخبرة والإحتكاك. 

•• وسلا الناعمة في وسادة الفوز الذي أبهر مجموع الإعلاميين في القنوات والصحف المكتوبة من خلال منثور الفوز في 6 مباريات على التوالي، لم يكن يعرفها أي كان، لماذا تفاعلت مع لغة البداية بهذا النوع من الإنطلاق الكبير مع الإطار الوطني محمد موح، ولماذا انتشت العقول برؤيا الصعود من جعبة بداية موفقة وبداخلها كمين سقوط سيظهر يوما، وهو ما حضر بالفعل أمام نهضة الزمامرة في أول سقوط للرقراق بأرضه لعوامل أملتها ظروف صعبة ليس في هذا اللقاء بالذات، بل لأن جمعية سلا بها لائحة لا تقل عن 18 لاعبا منهم أربعة لاعبين مصابين ليصبح العدد الإجمالي للفريق في منافساته هو 14 لاعبا، فكيف أن يكون لسلا هذا التوجه الإستراتيجي للصعود مع أن اللاعبين القلائل في التشكيل لديهم حماسة وإرادة الفوز لا غير، وللصعود برنامج محدد يضع الفريق في سكة مضبوطة النوايا والإمكانيات والبنيات التحتية، وسلا يغيب عنها حتى ملعب خاص للتداريب، فكيف يمكن المطالبة بالصعود مع بهرجة عمل استثنائي لموح ورجاله الصغار ؟ وكيف لفريق سلاوي أن يصعد في غياب قاعدة لاعبين فارغي المحتوى حتى بفريق الأمل، وهذه هي الحقيقة التي يبنى عليها القرار وليس الإنتشاء بنتائج إرداية للمدرب واللاعبين من دون سند في استجلاب وجوه على أعلى مستوى، وإن كانت السوق فارغة المحتوى من هذه الطينة، وما سيتفاعل به هذا الفيلق الجديد من الوجوه المسيرة الجديدة ليس هو الصعود كما يتداول من الأنصار، ولكن من برنامج سامي المقام في توحيد رؤيا البناء لجعل سلا هي الوداد أو الرجاء تمويلا وإنتاجا وإشهارا ونموذجا لعودة سلا إلى أصل زمنها الكبير بمنتوج نجوم الأمس بقلة المال، وهذا المشروع يتطلب من اليوم بناء معصرة الفتيان إن كان له فريق نموذجي لخمس سنوات قادمة، أو شبان يوجدون اليوم في مقام الكبار، والحال أن الإجابة على ما هو موجود في القاعدة يفضل السكوت عنه. 
لكل الإعلاميين.. هذه هي حقيقة سلا ذات الإرادة في صنع المستحيل حتى ولو كان بأقل الإمكانيات، وليست المفاجأة بست انتصارات هي واقع الحال.