يحبطني هذا الذي يحدث اليوم مع الفتح، يسلخ في داخلي كل خلايا الثقة التي أعملتها ذات يوم في أن يمثل هذا النادي لنا مرجعا في الحكامة، في أن يكون الفتح مؤنسنا المحترف في وحشة الهواية، وقبسنا في سراديب التسيير التي ارتكن للشعبوية وارتهنت لأصحاب «الشكارة». مبعث إحباطي كان تعلقي بالنادي المشروع كان رهاني على الفريق المؤسسة وإيماني بهيكلة واكبت كفاءة منفذيها ذات يوم قريب ومصداقيتهم في سوق الكرة.. وختاما صدمتي كانت أشبه بمن انهالت على رأسه عصا كهربائية، لم تتح أمامه أية إمكانية ليرمق، وليقدر ما يجري من حواليه التقدير الرشيد... لن أخوض في النتائج، ولا يهمني حتى الحديث عن بهجة الإنتصارات وسواد الإنكسارات، فبدورها لا تمثل لواحد مثلي من مرهفي الأحاسيس وممن يصدقون النبوءات بسرعة شيئا، لأني أتوجه هنا لما هو أعمق وأكثر نفاذا لعقول الراجحين المؤمنين بالتغيير للأفض، ليس في عوالم هذه الجلدة المنفوخة بالريح الفاسد فحسب، بل في كل مناحي الحياة التي أنشد كما الطامحين أفضل ما فيها جودة.. فلغاية مساحة من الصيف والذي كان يطوي صفحاته، كان حمزة الحجوي بصدد إجراء تقطيع شمولي لما حدث في الموسم المنصرم، كان قد هيأ مقاربة للموسم التالي وكان قد خطط وقدر بعدما فكر، رؤية احترافية لم تكن بالغريبة على المهندس التاريخي للدرع التاريخي وللجيل التاريخي «جيل نايف» ومن احترفوا معه.. فجأة تتهادى على قبيلة الإعلاميين قصاصة مغادرة الحجوي ترجلا، وتعيين الخليفة نوال رفيقة درب علي الفاسي الفهري وأمينة سره في الجامعة وقطاع الكهرباء في السابق، من التجارب غير المأسوف على رحيلها.. لذلك قلت أن النتائج لا تهمني بقدر ما تهمني فظاعة الصورة وبشاعة السيبة المسيطرة اليوم على فتح الخير الذي كان رفقة الجيش الملكي في سابق زمانه، نموذجان يحتذى بهما في أصول الضبط ونصاعة الضبط والإنتصار للقيم. اليوم لاعب يشهر قبل مباراة الرجاء اسمه الزرهوني، سيف التمرد بكافة أشكال الشبهات المحيطة بموقفه أكان بسبب المال أم بدونه، وما هي سوي فترة قليلة حتى يفاجئنا موقع النادي ويزف إلينا بشارة الإعتذار المعلن من نوفل نفسه وقد آثر أن يكذب الناس التي لا تجتمع على ضلالة، ليبرئ نفسه ويقبل الفتح بعودته سريعا وقد رمي بالفريق كاملا لمحرقة الرجاء قبل أن تنشله الأقدار سالما.. عاد الزرهوني ليلعب أمام السوالم، فخسر الفتح نقاط المباراة ومبادئه معها، وهنا أستحضر قولة قوية لخليلودزيش يستحق عليها كل التقدير لما نال عتابا بشأن صرامة رأي أغلبنا أنه كان مبالغ في تقديرها مع زياش، فرد علينا بخبرة الكهول الذين روضتهم السنون وعركتهم التجارب «دعوا عنكم هذا الموضوع لن يعود ولو خسرت مباراة، فأنا أفضل ذلك على أن أخسر مبادئي بل لن يعود ولو كلفتني مبادئي منصبي». للأسف اعتقدنا أن الفتح يموت مثل شجر السنديان واقفا منتصرا لقيمه ولو سار المصرون على نعشه وجثته.. فلا هو ربح السوالم ولا هو عاقب الزرهوني بجريرة التمرد... بعدها تحمل لنا قصاصات ورياح الغرب، خبرا أكثر وطأة من الأول «بنعبيد يترك الفريق بلا حارس إحتياطي ويرمي أمسيف ومن معه للمجهول»، لا لشيء سوى لأنه مستبعد من الرسمية، فيخسر الفريق المباراة ومعها يخسر نقطة إضافية في بحر القيم.. موهوب المهدي ابن الفريق، من مشتل الأكاديمية ومن فسيلتها الطيبة يصطدم بمدرب منتخب الشبان وتحمل لنا تقارير الشهود الذين ما «شافوا شيء» أنه قال كلاما لا يليق بلاعب فتحي بل بلاعب كرة من الأصل.. الفريق الذي تباهي ونحن معه بتخريج المواهب، يضم نناح و فرناص وكلاهما من رعيل المخضرمين وليتم تثليج أبناء الأكاديمية الذين طلب خمسة منهم في الصيف المنصرم لأندية أوروبية، بين البرتغال، فرنسا وبلجيكا ورفضت عروض تسريحهم. ما هذا التناقض في مشروع النادي؟ ومن الذي يعبث به من خلف الستارة؟ ومن هذا الذي يحرك الريموت كونترول في غير الساتليت الصح؟ هذا هو ما أحبطني وليس النتائج، هذا الكم الهائل من التسيب والهرولة تقنيا عكس الإتجاه الذي تأسس عليه مشروع النادي. هناك شيء خطأ وليس على ما يرام أسقط نوال عند أول حاجز وبعده كل الحواجز ليلهج لسان الفتحيين «الخليفة على الله»؟؟؟