في ندوة الصرامة التي خرج بها الناخب الوطني أثناء إعلانه للائحة الفريق الوطني التي ستواجه كلا من السودان وغينيا عن آخر جولات إقصائيات كأس العالم قطر 2022، أظهر الناخب الوطني حزما صارما على 3 مستويات غاية في الأهمية وبعيدا عن إختياراته المنطقية للفريق الوطني المستقر عموما على نواة صلبة، وما راقني فعلا أن الرجل وثق لملف الإبتزاز والإستفزاز الذي يرفضه بمطلق النجومية التي عبر عنها بالقول «حتى ولو كان ميسي حاضرا مع الفريق الوطني، فلن يلعب معي إذا لم تكن له الرغبة بدون استفزاز، وأنا حريص على هذا الأمر بجدية لازمة وموضوع مرفوض وغير قابل للنقاش» وهذه الإشارة تبدو واضحة فيما حدث سابقا مع نوصير مزراوي وحكيم زياش كل من موقفه الخاص، بين التهاون والإستفزاز الذي مورس معه من طرف الدوليين، وقلنا سابقا أن مثل هذه المواقف يعاقب عليها مؤقتا وليس نهائيا، وما فعله مزراوي وزياش وضع في العقاب أصلا لما لا يقل عن 4 مباريات دولية رسمية ومبارتين وديتين، والنهاية لا يمكن أن تكون بهذا الشكل المحبط من طرف الناخب ما دام مصرا على راحة ضميره وراحة تقوية المنتخب بما لا يمكن أن تدخله الدسائس والنقابات والتهور المفترض أن يطرح من أي لاعب، ولكن في صلب العقاب، هناك حد واضح في العودة إلى الأصل، وعودة زياش ومزراوي رهينة كما قلت سابقا بتقديم الإعتذار للناخب الوطني أو التوسط مع رئيس الجامعة لعدم إفتعال أي شكل من هذه الأشكال لاحقا، وهي خلاصات راقية للاعب دولي يعترف أنه أخطأ ولا يريد أن يعود إلى ذلك. ولذلك أنا مع وحيد في هذا الأمر لأنه لا يؤمن بالنجومية ما دام يعترف أن أسود الأطلس لا تمتلك نجوما في مستويات محمد صلاح، وساديو ماني ورياض محرز، ولكن الفريق الوطني يملك الروح الجماعية.  
 وينشق نفس الرأي على المنحنى الثاني الخاص باللاعبين مزدوجي الأندية ومدى استجابتهم من عدمها لدعوة المنتخب المغربي، والناخب الوطني يضع نفسه أمام ملف في غاية الأهمية، ويكون هو المبادر للتواصل مع اللاعب ومحيطه العائلي إذا اقتضى الأمر، هذه رسالة أخرى يبدو فيها رأي الناخب صارما مع أي لاعب كان من المستوى العالي أوروبيا أو نجما أعلى في القيمة، ومسألة ارتداء القميص الوطني عند الرجل لازمة أساسية متوافق عليها مع رئيس الجامعة دون قيد ولا شرط ولا ابتزاز ولا مساومة، بمعنى أنه لا يحق على أي لاعب مغربي من جنسية مزدوجة أن يشترط شيئا على قميص مقدس مثل اللعب رسميا، أو عدم الجلوس في دكة الإحتياط، أو ترك الأمر للتفكير مليا في مصير الإختيار، مثلما حدث مع أكثر اللاعبين مزاجية في ضرب عصفورين بحجر واحد، أي في انتظار الكعكة الدسمة لما هي أبلغ طريق للدولية الأوروبية أفضل من الدولية المغربية والإفريقية. وموقف وحيد إعتباري ويشكر عليه لأنه يعرف المغرب جيدا وعاش فيه مع الرجاء قبل المنتخب الوطني، وربما يحمل في ذهنه هذا الوازع الصارم للتفاعل مع الإبتزاز و«الشونطاج». ولذلك نحن أمام صورة جميلة لوجوه محترفة اليوم هي من خلق وحيد على مستوى التعامل مع شاكلا وسفيان العكوش وآدم ماسينا وسفيان الكرواني وإلياس شاعر وسليم أملاح وعمران لوزا وسفيان مالح وأيمن برقوق ومنير الحدادي وريان مايي، وجبران ورحيمي وبنشرقي والعملود والزنيتي وسفيان التلمساني وكلها أسماء جديرة مثل آخرين اختبروا في أكثر من موقف، بحمل القميص الوطني على مستوى خلق فريق وطني على انقاض منتخب هيرفي رونار مع احترام نجومه السابقة من بونو وحكيمي والمحمدي وأمرابط وسايس والنصيري وفجر. وكل هؤلاء يوصفون إلى اليوم بالجيل الجديد من وحي واختيار وحيد على مدار سنتين، والبقية تأتي حثما من اسماء موضوعة في صندوق مشمع لتوسيع قاعدة الإختيارات.  
 أما التهديد الثالث بشكل لهجة شديدة، فيتعلق بواقع الضغوطات التي يتعرض لها الدوليون من قبل أنديتهم الأوروبية للإعتذار عن المشاركة في نهائيات كأس إفريقيا المقبلة، وهو أمر في غاية الأهمية لأن خيوط ذلك قد تتناسل في الأيام المقبلة التي تقربنا من الحدث القاري، وهو الإنطباع الذي يتخوف منه الناخب واضعا بذلك تهديد صريحا لمن سيرفض المشاركة في كأس إفريقيا على أساس أنه لن يعتمد عليه في الإستحقاقات الأخرى وسيخاطر أصلا بمشواره الدولي، لأن الواجب الوطني منصوص عليه بالأندية الأوروبية على الرغم من أنه يتفهم موقفها، وأبرز المواقف قد تظهر من إشبيلية الذي يستحضر هيبة بونو والنصيري في التشكيل الأساسي. وفي كل الأحوال هو خطاب تهديدي موصف بواقعية أن الفريق الوطني لا يعلى عليه لأنه فريق دولة وليس فريق مدينة. 
ختاما أقول لوحيد «لدينا حكيمي من أفضل نجوم العالم ولا داعي للمقارنات مع نجوم منتخبات أخرى وتوقف عن الهرطقات».