قبل الخميس الماضي، تسربت في الصحف الإسباينة المحدودة والمقربة من إشبيلية الإسباني أخبار مفادها أن نادي إشبيلية أبدى غضبه الشديد اتجاه تصريحات وحيد خليلودزيتش مدرب المنتخب المغربي حول الملف الطبي للدولي المغربي يوسف النصيري ومدى شكه في إصابة اللاعب من مؤدى معاودة تشخيص حالته على الرغم من اصطحابه للملف من إشبيلية وفق التقارير الطبية من هناك، حيث فندت الصحف أبرزها الماركا والاس، أن الدولي المغربي سيحتاج لمدة ثلاثة أشهر من النقاهة حتى يعود إلى التباري، وهو ما ينفيه الناخب الوطني بذكاء حاد لمراعاة الملف بأيادي طبية مغربية ذات ثقة عالية في الكشف عن وضعية الدولي المرضية، وما جاء في الندوة الصحفية لوحيد خليلودزيتش مناف تماما عن التقرير الطبي لإشبيلية، إذ عوض أن يظل النصيري في حالة نقاهة لا يلزمه ذلك إلا لثلاثة أسابيع لا غير، وهو أمر في غاية الإندهاش لهذا التصرف المجانب للصواب من الطرف الإسباني مناصفة مع الرد المغربي.   
وعندما تحشر الصحف الإسبانية أنفها في هذا السياق دون إصدار أي بلاغ رسمي من النادي الأندلسي، يكون ذلك بوصاية دفاعية وردود قوية لجعل الفريق الوطني المغربي خارج إرادة الفريق الأندلسي، ولكن ما أتى من الصحف الإسبانية لا يصمد إلى الحقيقة ولا يمكن أن يؤثر على الدولي المغربي ولا على مساره الكروي ما دام الإحترام بين الأطراف يظل سيد المواقف، وحتى الآن لم نسمع بإشبيلية هذه الحكاية ولا حتى فصول بلاغ يقول بأن الدولي المغربي يحتاج إلى 3 أشهر ليعود إلى الملاعب قبل أن يخرج ذلك علنا بالصحف المذكورة وكأنه لسان ناطق للفريق الأندلسي، والحقيقة أن النصيري حضر إلى المغرب لأن القانون يجيز له دوليا الحضور مع منتخب بلاده حتى ولو كان مصابا من أجل توثيق ذات الكشف من الزاوية المغربي على الرغم من أنه أغضب إشبيلية أساسا. بينما واقع الأحداث يجيز للنصيري رغما على أنف ناديه أن يأتي إلى فريقه الوطني ليخلي ذمته من أي شيء لكون الفريق الوطني بيت مقدس ولا يعلى عليه . 
وما سيغضب إشبيلية أصلا هو ما تحدث عنه وحيد بالشرح المستفيض للحالة التشخيصية لركبة النصيري، وقال عنها بتوثيق طبي أمين في مصداقيته واحترافيته أنه مخالف تماما لتقارير الأطباء بإشبيلية التي قالت أن غياب النصيري سيدوم لـ3 أشهر، بينما تهكم وحيد على هذا الأمر بتحديد 3 أسابيع لا غير لمقايسة وقائع تقريرية كاذبة لها خلفيات سلبية على المنتخب الوطني بدافع الحفاظ على الدولي المغربي بإشبيلية حتى يتعافى كليا مقابل العودة في أقرب الآجال لا على أن يغيب لـثلاث اسابيع من أجل أن لا يلعب للمغرب نهائيات كأس إفريقيا، بينما الرد القوي لوحيد رفع كوطته عاليا لتمسكه بالقول أن النصيري سيعود بعد التعافي قريبا وسيكون معه في النهائيات المقبلة. 
وما سيغضب إشبيلية، هذه الردة الفعلية التي أبداها وحيد إعلاميا على ما نشر في الإعلام الإسباني، وبالتالي ستغضب إشبيلية مرتين، لأنها وضعت في محظور الثقة العمياء في تسريب أخبار النصيري على صفحات الجرائد، وستغضب من الشك الذي وضعت فيه أصلا قبل أن تنقله إلى وحيد خليلودزيتش لأنه «عاق بالفيلم» وأصر على توضيح دقائق الكشف الواقعي لإصابة النصيري. وبالتالي، يكون وحيد قد فك اللغز وتمنطق بقوة الحب للقميص الوطني وعلى الوجوه التي يرعاها خدمة للوطن دون أن يخاف من إشبيلية أو غيرها لأن قانون اللعبة الدولية تجيز إحترام بنود انتقال الدوليين إلى بلدانهم للمشاركة في المباريات الدولية إن إقتضى الأمر بذلك إلا في حالة الإصابة التي لا تجيز ذلك من معطى الحضور إلى المغرب بالملف والمعالجة للتصريح بذلك إن كان صادقا أم. والواقع يفضي إلى الحقيقة إن إشبيلية كذبت في التقارير الطبية وفق ما نشر في الصحف. 
ولهذه الغاية يكون وحيد قد ألغى على كل لاعب دولي صفة المقامرة بالملفات الطبية مقابل التهرب والتملص من المسؤولية على الرغم من أنه غير معني بما يصدره فريقه على مستوى نوعية الإصابة ومداها الزمني، والحضور إلى المغرب واجب وضروري لفك كل الألغاز والشكوك. والنصيري قدم أقوى رسالة نبل لأنه حضر للواجب الوطني، ووضع في خانة الإحترام الكبير مع وحيد ورئيس الجامعة والجمهور المغربي.  
هي رسالة أبلغ من العمل، ولا يمكن لأي لاعب دولي كان يحلم بالفريق الوطني وأصبح يحمل ألوانه، أن يتلاعب بإصابته ومستقبله الدولي.