ولو أنه أبعد ما يكونون عنا هناك  في منطقة الغرب الإفريقي، إلا أني هنا في الشمال متعاطف أولا، مسرور ثانيا ومتضامن ثالثا مع الأشقاء في الكامرون ويستحقون هذا التعاطف، من باب مناصرة المظلوم. 
متعاطف مع إيطو وميلا وحياتو، ضد إينفانتينو لأن السويسري لم يكتف بما فعله ذات يوم في قاعة نيلسون مانديلا في أثيوبيا بعدما فصل وخيط على مقاسه وهواه، ليطيح بحياتو من كرسيه ويقدمه هدية للمغمور يومها الملغاشي أحمد أحمد في تعويض مهين لمن وصف يومها بالرجل الحديدي بآخر قادم من المجهول... 
لم يكتف جياني بهذا، فناضل ليغير مسار نسخة 2019 من ياووندي صوب مصر وقال الكامرونيون آمين ...  وحين اختارت الـ«كاف» حياتو رئيسا شرفيا أبديا لجهازها، وانتدبت بلاده حياتو ليكون رئيسا للجنة التنظيمية للكان، سيحضر إينفانتينو في ثوب العفريت والمارد ليفتش في دفاتره، ويقرر معاقبة حياتو  وبمنتهى الخبث والقبح يضفي ويسبغ على العقوبة  صبغة «الأخلاقية» ليمنع حياتو من ممارسة أي نشاط لعام وكامل، ويحرمه حتى من أن يحظى في هذا السن وبعد 3عقود من العطاء في سدة الـ«كاف»  بتكريم في بلاده في الكان الملعوب على أراضيها... 
ولكم أن تتصورا شعور حياتو وهو في هذا السن مع وضعه الصحي، وهو يعاين الكان في بلاده وهو ممنوع بل مصادر ب«فيطو» رادع من التواجد بصفة رسمية في هذا الحدث... 
كل هذا لأن إينفانتينو كان وما يزال يدرك وعن اقتناع أن حياتو  بالخبرة والكاريزما، ما يزال يشكل له شبحا وبعبعا وتهديدا  صريحا لكل خططه ومناوراته لذلك لا مجال ولا حل سوى الإستبعاد بهذه الكيفية، مثلما فعل مع أحمد أحمد عندما قرر الأخير بعد تجميد نشاطه تقديم ترشيحه لانتخابات الرباط، فأخرج له الحاوي السويسري من قبعته عقوبة حملت بدورها نفس الوصف الأخلاقي بشبهة التلاعبات المالية وخيانة الأمانة والتصرف فيما ليس له حق  فيه... 
لذلك ضغط جياني بكل ما أوتي من قوة لتنزيل أمرين، إما تأجيل الـ«كاف» أو ترحيل الـ«كان» وفي كلا الحالتين لم يكن يرغب في أن يحضر للكامرون لأنه يعلم أنه غير مرحب به هنالك...
بل سأنقل لكم معلومة وإيطو حي ويرزق يمكن أن يؤكدها، جياني إينفانتينو الذي لا يتأخر في تهنئة أصدقائه حتى بأعياد ميلادهم، لغاية يومنا هذا لم يهنئ إيطو بصعوده لكرسي رئاسة جامعة الكرة في بلاده. 
لماذا؟ لأن إينفانتينو يعلم علم اليقين أن إيطو بمثابة عظم أنشف من حياتو نبت له في الكامرون و في كرة القدم الإفريقية، مستحضرا مواقف إيطو لاعبا ومعتزلا من الـ«فيفا» وانتقاده لتوجهاتها الجشعة كما ظل يصرح مرارا اللاعب الأسطوري.
وحين يترك موتسيبي الدوحة ليستقل طائرته الخاصة صوب ياوندي، دون أن يرف له جفن ودون أن ينام، فلكي يخلي ضميره وذمته مع عرابه جياني الذي فرض عليه رفقة 7 من صقور الـالـ«كاف» لن نذكر أسمماءهم تبني طرح التأجيل وفرضه داخل اجتماعات المكتب التنفيذي للكاف، إلا أنهم فشلوا أمام ما وصف بـ«لوبي تحالف أصدقاء الكامرون» فلول حياتو وخلاياه التي لم يقض عليه موتسيبي بعد رغم تسونامي الإطاحة بموظفيه في القاهرة.
حل موتسيبي بياوندي، فاصطدم بحكومة كامرونية تبنت نفس طرح المغرب لما رفض تنظيم نسخة 2015 بسبب ايبولا باسم «القرار السيادي» والإختلاف هذه المرة أن الكامرون تصر على التنظيم باسم «القرار السيادي». 
إصطدم أيضا بمسؤول صنديد لا يزايد، وهو صامويل إيطو وجبهة كامرونية متحدة للثأر لكبرياء حياتو بينها الأسطورة روجي ميلا، جميعهم رفضوا أن يناقشوا من حيث المبدأ مع رجل الذهب الجنوب إفريقي أي فكرة للتأجيل، بل هددوا بالتصعيد وصعود الجبل وكشف عورات عديدة إن أصر موتسيبي على خدمة أجندة إينفانتينو. 
وجد الكامرون وقد استعانت بخبرات قانونية وقد كلفوا محاميا للطعن في شرعية الـالـ«كاف»، إن لم يعلن موتسيبي تنظيم الـ«كان» في موعده، فما كان من الأخير إلا أن قال وبمدلول الدارجة المغربية «اسيدي أنا ومراتي وولادي ضيوف عندكم فهاذ الـ«كان» وغادي تنظموه»؟ وبه ثأر الكامرونيون بهدف إيطو ورقصة ميلا لذبحة حياتو ...
ومثلما إلتقى حياتو ذات يوم هنا أوزين وبنكيران، سيلتقي موتسيبي وزير رياضة الكامرون ورئيس البلاد وكلاهما أخبراه بما يلي: "ذاك السي اللي قال ليك إيطو هو اللي كاين الكان غادي يتنظم باش ما كان"، ليعود للدوحة ليخبر مكتبه بما حدث ويخبر جياني "ما لقيت جهد أعزيزي".