لو كان التصريح أتى من صامويل إيطو لقبلناه على مضض، لأن سريرة إيطو وسيرته كرويا وحتى على مستوي التسيير، لذلك ولأن يكون «مانديلا الكرة الإفريقية» حاليا...
أما أن يصدر ذلك من روجي ميلا فهو لأمر لا ينبغي أن يثير فينا وبداخلنا كل هذه الحمية المسعورة، وسأكشف لماذا لا ينغي ذلك؟
صحيح أن روجي ميلا  كان مهاجما مقداما فذا، ولا يشق له غبار وقد أطربنا فأضحكنا برقصته الشهيرة في مونديال إيطاليا قبل أن يعود ليضحكنا وقد تقدم به العمر عتيا بعدها في أمريكا حين ظهر بـ«صلعته الشهيرة» وقد صار عجوزا كهلا وهو يخسر بسداسية مدوية...
لكن بعيدا عن ميلا اللاعب، هناك ميلا الإنسان والمسير والعهدة على الراوي الذي أثق به ثقة مطلقة، وقدأخبرني ذات يوم  أن نسبة البلادة والغباء التي يفيض بها روجي ميلا يمكن تصورها.
بل أخبرني أنه على قدر جهله وغبائه الطبيعي الفطري، هو شخص نرجسي أناني وقد سبق لي وأن التقيت به مرارا وذات مرة في الكان الذي احتضنته غانا قبل أكثر من عقد من الزمن.
لكل هذه الحيثيات لا ينبغي أن يحرك فينا لغو ميلا شعرة واحدة، فالعيب إذا خرج من المعيب لا يعد عيبا كما يقولون...
ميلا الذي زاد أن يتحول لـ«طوبوغرافي» جديد يقسم الخارطة على هواه ليحدد الوجهات ويدير البوصلة حيث أراد هواه، بأن اقترح  على المغرب مذعورا وليس مشكورا اللعب في آسيا أو أوروبا، هلوسة منه أننا مجردون من الإنتماء الجغرافي لهذه القارة كما صور له خياله المريض، نسي أو تناسى أن كعكة الكرة وهواء جلدها  ظل ينفخ بـ«نفس كامروني» طيلة 3عقود كاملة تخللتها أبشع سرقات كؤوس الكان، وقد شرب المغرب مظلوما من كأسها المر هنا داخل قواعده وحدوده سنة 1988.
 روجي ميلا لم يذكر لنا أن المغرب كان فألا حسنا على عراب كرتهم الأكبر عيسى  حياتو هنا بالدار البيضاء 1988، وأن تلك الكأس قدم فيها منتخبنا الوطني قربانا وقد سيق لأبشع مجزرة تحكيمية في تاريخ الكرة الأفريقية، لتفوز الكامرون بالنصف، وبعدها النهائي كأول هدية لرئيس الكاف الجديد وميلا هو من استلم تلك الكأس هنا بيننا...
 ميلا لم يخبر القناة التي استضافته وهو يعيد رسم جرافيا الكرة، فينفي من يشاء ويضم لأرخبيله من يريد عن كرم المغرب الحاتمي معه ومعه غيره، وقد ظل يدعى لكل المأدبات الكروية التي تلعب هنا جهرا وسرا ومنها مباريات «الغالا» بالعيون المغربية ونال شارة العمادة باختيار مغربي، يومها كان المغرب إفريقيا واليوم صار أسيويا؟
ميلا لم يخبر تلك المقدمة أن المغرب أنقذ الكاف من ورطة شديدة وهو يفتح معارضه الكروية وملاعبه في تصفيات المونديال ليمر الطرح سالما زمن الجائحة وزمن دفتر الكاف الجمركي للتحملات التي عجزت بلدان جارة صديقة عن الإستجابة له واختارت طوعا لا كرها بلدنا لإتمام التصفيات...
لم يخبرهم ميلا، أن المغرب أول بلد تقدم لتعلن حكومته بأريحية مطلقة دعمها اللا مشروط للكامرون بالأطقم والبشر واللوجيستيك يوم جردت من نسخة 2019 لتكون جاهزة للتنظيم 2021 كما لم يفعل غيره ذلك...
لا، لم يقل ميلا كل هذ ا لأنه مرفوهع عنه القلم ولأنه أراد الركوب على صهوة الشعبوية المجوفة التي لا تجدي نفعا، فيكفي اليوم الضغط على محرك غوغل وعبارة «جنوب ــ جنوب» ليخرج لك إسم المغرب مرادفا لها، لذلك ما قاله ميلا هو لغو ومن لغا فلا قيمة لكلامه بل صديقنا ميلا وهو يسب الملة نسي وسنذكره بأكله بيننا كما وفيرا من الغلة؟؟؟