نقولها في عاداتنا الحوارية دائما «خليها على الله وصافي» 
والحقيقة هي التي نعيشها اليوم مع أسود الأطلس في محفله الرهيب بالكامرون، وبعبوره الكامل ومن دون خطأ، يؤسس لمعركة صمت جديدة في محراب الثمن المشؤوم، وعادة ما نقول دائما في مشوار خطوة الألف ميل تبدأ بخطوة، كما هو الحال دائما في النهائيات دون أن تصدق هذه المحطة كلية ليس بخطوة واحدة، ولكن بست خطوات موصلة إلى معانقة اللقب، والحال أن خطوة الألف ميل تبدا بخطوة فعلا، لكنها مع المغاربة لا تصدق على الإطلاق لأن هذه الخطوة لا تكمل القادمة، وتتوقف عند حد دور المجموعات ونرحل على عجل من دون أن نشيع حماقات «جار هوك» بأن خسارة الجزائر نصبت عليها عيون الأحقاد والمؤامرات والأرض والمناخ والرقية الشرعية وهلم جرا من مارستان «بويا عمر».  
وما يحدث دائما للأسود أن الدور الأول من كأس إفريقيا يظل هو سيد الوداع من دون سيطرة على الأوضاع، ولسنين طويلة، عانينا من هذا الصداع الذي يجلجل الآذان، وعدنا نكتب لثاني وثالث ورابع وخامس وووو خروج من منصات النهائيات بسؤال عريض ما العمل على إصلاح هذا الواقع المرير من مآسي كؤوس فاز بها الأخرون بتفاوتات حسية ووطنية ومقاومة ورجولة، وغادرناها نحن تحت وطأة خروج عن النص ونجومية مفرطة ومؤامرات وغيرها من سياقات تدخل الوكلاء، وسوء تدبير المدربين لمرتع الأسود بلا رقيب ولا حسيب. واليوم نستفيق على كأس جديدة أريد لها أن تتموقع بالكامرون، الأرض التي تقطر فقرا، لكنها تستميت على فصل جديد من الوطنية التي أعلن عنها من قبل صامويل ايطو رئيسا من منطلق عقلية لاعب فاز بحكاية هذا المقصد التاريخي الذي جعل منه نجما كاميرونيا عالميا، ومعبر هذا الدور الأول بالكامرون من بداية التاسع من يناير الى 18 منه، أي في ظل 10 أيام حكينا فيها قصة عبور دور أول أريد له أن ينتهي مجددا بسيادة مغربية على المجموعة، وهي حكاية مروية بدلالات قهرية للوباء، وترشيد رائع للأيام والمران والتجانس والإستئناس بالرطوبة والحر، ونهايتها كانت بالنتيجة الأصيلة لعبور كبير على الرغم من أنه جاء مريرا أمام الغابون، ولكنه ممتع بشخصية الرجال لأنهم عادوا في النتيجة بسرعة كبار المحترفين.  
واليوم ن نعيد تاريخ الذي مضى أمام البنين في دور الثمن، ونفك أسرا ظل مقفلا لسنين من الإنتظار منذ 2004 إلى اليوم بحكاية جيل الزاكي الذي رحل الى تونس تحت تأثير نكث مدهشة في النقد والتطاول بترك الطائرة متحركة للعودة الى أرض الوطن ، بينما اسكت الأفواه بجيل الصمت الواصل إلى النهاية لثاني مرة في تاريخ المشاركات المغربية بعد نيل لقب 1976. واليوم نعيد حركية هذا الزمن مع وحيد، الرجل غير المحبوب لدى المعقدين من أنصاف المحللين والمنشطين وقدماء اللاعبين ووو هو الذي أحدث رجة في عرين الأسود بجيل يشرب اليوم نسائم القارة السمراء بشخصية الرجال الذين يريدون صناعة المجد الصامت، واليوم هذا الجيل الذي أشر عنه وحيد، يصل إلى دور الثمن في انتظار فصل رقبة هذا الموقع المعقد، والأمل موصول إلى حكيمي ومن معه لتغيير شؤم المغاربة بقطع حبل وريد الثمن إلى الربع كحلم أريده شخصيا لمحطة العبور، لكون هذا الفريق الوطني موثوق النية لعبور هذا الجسر مبدئيا دون النظر في الربع أصلا لكوننا نريد عبور الثمن على طريقة التفكير في المباراة الأصلية دون بعد النظر فيما هو آت كثقافة يجب أن تتأسس في عقلية الدوليين المتواجدين أكثريتهم بالقارة السمراء لأول مرة في تاريخهم الكروي. ولذلك، من المفروض أن يكون لفوزي لقجع والطاقم التقني هذه النوعية من المحددات العاقلة لعبور أي جسر بالشكل والصورة المفروض أن توضع في سياقاتها الزمنية والمكانية. وأعتقد أن بقاء الأسود في فندقهم وملعبهم ومناخهم وانسجامهم، يعطيهم هذه الفرضية من الإرتياح الملائم لطبيعة التحضير في أرقى تجلياته النفسية والقرائية للخصم المقبل.
وفي النهاية.. أقول: خليها على الله .. والباقي على الله