من رواسب كأس إفريقيا الأخيرة، خرج كل من أيمن برقوق وأدم ماسينا مائلين بلا هيبة الأقوياء، وتأملنا من أن حضورهما بالعرين، سيكون له اجتهاد كبير لمساءلة الوضع بأنديتهما بأنجلترا وألمانيا. ولكن ما ظهر أن ماسينا حضر في القائمة العامة لنادي واتفورد في أربع مباريات دون أن يعيد ترتيب أوراقه التنافسية ليلعب ولو لقاء مع المدرب الجديد هودسون، ولكنه ظل في «الثلاجة» ولم يحظ بدقيقة تنافسية في مركز حساس ظللنا نبحث عنه طوال سنين ليغطيه ماسينا ولو بمحدودية أدائه، وهنا يفيض كأس التنافسية المعدومة لما بعد كأس إفريقيا، في انتظار ملحمة الدور الفاصل للتأهل إلى كأس العالم بقطر، وهنا يوضع السؤال الكبير لمن يتابع الأسود في موقع المنتخب المغربي من لدن كل سطيفان جيلي ومصطفى حجي حول تهييئ تقرير مفصل على حضور ماسينا من عدمه لو استمر على هذا الحال إلى الشهر المقبل دون أن يلعب ولو دقيقة. وسيكون من الغبن أن ينادى على ماسينا في ظل تعنت الناخب وحيد حول استدعاء من لا يملكون هذا الشكل من الصراع التنافسي مع منتخب لا يليق به أن يلعب له محترفون خارج السرب التنافسي مع الكل، ونحن شاهدنا قمة المعاناة التي وضعنا فيها برقوق وماسينا والحدادي وحتى النصيري لقلة تنافسيتهم بتفاوتات. وهنا سيضطر إلى شرعية المناداة على عطية الله الذي يبصم على موسم رائع مع الوداد لمؤازرة سفيان الكرواني ولو أنه حديث العهد بالمنتخب الوطني، وأمامه مستقبل طويل للإحتكاك بالعرين.
ويأتي أيمن برقوق في نفس السياق المهمش تضمينا لما تفاعل به من مساءلات أحقيته حضوره الرسمي أمام مصر، وهو لا يملك فيضا بدنيا يستحق عليه الثناء، بينما ليس مسؤولا على ذلك لأن أوراقه حرقت من اختيارات وحيد المتهالك في ضبط وزن الدوليين من عيار تنافسي كبير، ولو جاز لبرقوق أن يكون نجم انتراخت فرانكفورت تنافسيا واجتهادا وتألقا، لكان وزنه أفضل في كل المباريات الإفريقية، ولكن وحيد هو من قتل طموح اللاعب لأنه ظهر متهالكا لغياب نجاعته البدنية والإستراتيجية، وبالتالي أضعنا عملة وسط قتالي استغله المصريون بجدية. واليوم تتناسل الأسابيع الثلاثة الأخيرة من دون أن يظهر برقوق في اللائحة العامة للفريق الألماني، ولا حتى كإحتياطي على الأطلاق، فكيف إذن نبحث عن بديل برقوق في مباراة الكونغو المقبلة، ومن يكون الخيار القادم ؟ وهل سجل حجي وجيلي هذه النقطة الثانية من الإستهتار التنافسي للاعبين ؟  
على الأقل، ما ظهر في سفيان أمرابط وعمران لوزا منذ العودة من كأس إفريقيا، فانوس مضيئ لإقلاع استراتيجي من مدربيهما، وهي جزئية محسوبة الأثر والوقع على العودة اللائقة سيما من عمران لوزا الذي شكل وزنا ثقيلا في معادلة الوسط المنظم بنادي واتفورد وبدرجة إقناع يلامس مثابرة اللاعب في التداريب واللقاءات الرسمية، وصعوده التدريجي إلى حد ترسيم وضعه بالفريق الإنجليزي، له دلالات إستئناس بالدور القيادي لعمران بين التوصيف الدفاعي وإيجاد الحلول للمرور إلى الأمام، وهو ما يزكي طرح الإجتهاد للوزا بروح الثقة العالية لإنقاد فريقه من النزول أولا، والتفكير في أهمية الحضور الإستراتيجي المبني على اختياره ضمن أسطول المحترفين الأكثر شعبية وتنافسية. أما سفيان أمرابط الذي اجتاحته الإنتقادات على سوء تدبير الوسط المغربي بالنجاعة الملزمة نتيجة إفتقاده لروح التنافسية، فقد إستفاد من الدرس، وبدا واضحا مع فيورانتينا على الأقل لمسح مرحلة انتقالية شعر فيها ببؤس التهميش دون أن يفرض نفسه على مدربه إلا بعد عودته من كأس إفريقيا ليلعب دقائق معدودة وبعدها مباراة مثيرة كان فيها هو موقع هدف النصر بميدان سبيزيا الأسبوع ما قبل الماضي، وهي رسالة واضحة مكنت أمرابط من تغيير نمط اللعب من الدفاع إلى الهجوم. 
ما يظهر في النهاية أن أوضاع بعض المراكز من خلال تقارير كأس إفريقيا، وارتفاع وثيرة البعض  وتهالك شفرة الوسط والدفاع مجددا باستمرار غياب تنافسية ماسينا وبرقوق والعكوش أيضا، يفضي إلى مساءلة الناخب ومن معه في تدبير القادم من الخيارات الممكنة لتغطية هذا الجحيم من المواقع الحساسة. وأقوى ما يمكن تدبيره فوق ذلك، هو من يصنع اللعب والحسم أساسا إلى النصيري ومايي والكعبي بنفس أريحية زياش؟ ولماذا أضعنا كأس إفريقيا بدون دماغ ؟  
وللحديث بقية عن الدماغ والعقل لمن لا عقل لـ «وحيد».. وزياش يعطي لطوماس توخيل ضمانات الثقة.  
لم لا يكون توخيل ناخبا للأسود ؟