من المفارقات العجيبة والغريبة أن وحيد خليلودزيتش لا يملك شهرة طوماس توخيل على الاطلاق، كل المدربين الأوروبيين الذين استقر معهم المايسترو حكيم زياش، لم يقولوا في شخصيته أي شيء حتى ولو كان متعجرفا، بل اعتنوا به إلى أن أوصلوه إلى مجده اليوم وبين مدربي هرنفين وتفينتي ومدرب أجاكس تين هاخ، وبين لامبارد أولا ثم توخيل ثانيا، تأسست الثقافة الكروية بين هذه الأضلاع من العقول على شيء أساسي لتقول أن زياش نجم عالمي وكبير وعقل مدبر واستراتيجي في صناعة كل الأجوبة التي يريدها المدربون إلا وحيد خاليلودزيتش الذي كان له رأي خاص في صناعة الغل والحقد واللارحمة في شخصية زياش. 
ألا يعقل أن يكون هذا «الوحيد» بين زمرة هذا الكوكبة من المدربين الذين تعاملوا مع زياش يوميا في التداريب والمباريات النوعية والمختلفة السياقات، وليس لفترة أو مرحلة عابرة بالمنتخب الوطني تتردد فيها مع الأسود إلا زياش.. وما معنى أن يفهمه المدربون بكل اللغات إلا أنت؟ وما معنى أن لا تلعب بمنتخب وطني متكامل الأضلاع ؟ وما معنى أن تضع نفسك في وحل عدم القبول؟ وما معنى أن لا يكون الفريق الوطني مبتورا من عقول البناء والصنعة ؟ 
ألم تلعب يا وحيد كرة القدم من جيلك دون عقل مدبر يصنع التمريرات الحاسمة ويفك العقد ويأتي بالحلول؟ كنت هدافا بـ 243 هدفا في 462 مباراة مجزأة بين فيليس موسطار اليوغوسلافي سابقا ن ونريتفا ميتكوفيتش اليوغسلافي أيضا، وبنانط وباري سان جيرمان في آخر محطتك الإحترافية، وهي محطات سجلت فيها هذه الأرقام بدعم وعقل من امطروك بالتمريرات الحاسمة وبشخصيات متعددة ربما سمعت منهم سبابا داخل المباراة أو أنت من قذفتهم بلعنة «علاش ما عطتنيش الباس». ألم تكن عاقلا يومها عندما عانقت السماء بأهدافك من تمرة من أهداك «الصنعة» بالاندية، ولكنك مع المنتخب اليوغوسلافي لم تلعب إلا 15 مباراة فقط وسجلت ثمانية أهداف من 1976 إلى غاية 1985، وفاقد الشيء لا يعطيه على مستوى المقارنات، ومع ذلك كان لك عمالقة الصناعة، وصنعت مجدا كهداف بالأندية. ألا ترى في الأمر لُغزا وأنت تدرب منتخبا بلا عقل مدبر ولا رجل يختلف مهارة وذكاء عن الآخرين ؟ ألا ترى في الأمر عجبا عندما دربت منتخبات سبقت المغرب مختلقا مشاكل مع نجومها واليوم تطارد المغاربة بسم الأفاعي مدعيا أنهم رؤوس الأفاعي باختلاق المشاكل والنقابات داخل الفريق الوطني؟ 
وأنا أناقش المنتخب المغربي في سيرورته القارية بحضورك في كأس إفريقيا، لعبت معاقا حتى ولو استأنست بمقولة الأداء الجماعي، ولعبت برأس مفقودة وعقل لا يدبر العمليات ولا أن يصنعها، وقلت أن مصر لها محمد صلاح بتهكم، والعالم ينتقدك ويتهكم عليك لأن لك مثل محمد صلاح وبعقل آخر يجدب الخوف للمنتخبات كحكيم زياش، ولكن الواقع أنك ضد النجوم وهذه هي عقدتك من دروغبا ورياض محرز وزياش. ولو كان لك زياش بالليونة لفنيت في حبه لأنه سيعطيك ما لم تحلم به في كأس إفريقيا. بينما الواقع أنك انغمست في ضربة الجزاء التي أهدرها أمام البنين، وناديت عليه نسبيا قبل أن تقفل عليه أبواب الرحمة، والنتيجة أنك نلت الضربات من كل جانب كناخب ديكتاتوري لا يليق أن يكون بعقل طوماس توخيل ولا تين هاخ مدرب أجاكس. 
فرضا، وللأمانة، هل يمكن لجامعة اليوم التي تسير على نهج الصمت دون أن تراعي أزمة الجمهور المغربي مع منتخب بلاده أن تتعاقد مع توخيل أو تين هاخ لتضع المقارنات لنجاح الطرفين في نيل الألقاب والأهداف حتى ولو كانت مع الأندية؟ وهل تستطيع أن تجلس الجامعة مع توخيل لتعرف كيف يقاضي توخيل أو يتعامل مع زياش يوميا وحتى في أموره الشخصية؟ وللأمانة، هذا ما نريده من المدربين الكبار، لا العتمة التي تخفي المشاكل، وتوخيل بين عشية وضحاها أصبح مدربا عالميا له بتشيلسي منتخب عالمي رغم أنه فريق مدينة ، وقبله كان مع باري سان جيرمان ووحدها بنجومها . أما وحيد فهو رجل متهالك وخارج سياق المدرب الكبير لأنه بمنتهى الأمانة نجح نسبيا مع الأندية، لكنه فشل مع المنتخبات الأربع. ونحن بحاجة لمدرب ذو شخصية توخيل أو تين هاخ في صناعة النجوم وتاريخ الأندية والمنتخبات ولو أنهما بمثابة جرعة تلقيحية لصناعة النجوم.
اسألوا توخيل ماذا كان ينقص منتخب المغرب تنافسيا وروح الفرص؟