ما يشعر به جمهور الرجاء اليوم وقد أكرهوا مرغمين لا أبطالا، على إعلان طلاق الشقاق مع من قدمه رئيسهم «أنيس محفوظ ب «العالمي»، هو شعور ذقنا مرارته و شربنا من كأسه و عشنا مضاضته٫ جميعنا جماهير  للفريق الوطني قبل 10سنوات بتمامها وكمالها.
الصورة كربونية، والمقلب نفسه والصفة ذاتها والتقديم مستنسخ، اليوم محفوظ وبالأمس كريم عالم الذي ظهر ليبشرنا بصيغة «الفوازير» بمقدم مدرب عالمي ليروض أسودا كان قد تناوب على تعلم «الحسانة في فورها» 4 مدربين دفعة واحدة.
اليوم فيلموت بلجيكي وبالأمس غيرتس وهو بلجيكي، ويالها من مصادفة ماكرة تصلح فعلا لوصلة «شوو ساخرة»، بعدما جرى تقديم «الشيطانين الأحمرين» بتوصيف أكبر من حجمهما عله يمهد لقبولنا الشق الصادم في قصة الزواج وهو «المهر».
اليوم محفوظ يساءل أمام برلمان الرجاء عن حقيقة الراتب وهو الأعلى والأغلى بالبطولة لمدرب يجر خلفه إرثا من الإخفاقات والفشل وعدم إطالة المقام في مكان واحد، وبالأمس  برلمان الشعب جر علي الفاسي الفهري ليساءل شفاهيا وعلى رؤوس أشهاد المشاهدين،  عن حقيقة راتب عد ويعد لغاية يومنا هذا الأغلى في تاريخ مدرب درب منتخبا إفريقيا وقد قيل يومها أنه 250 مليون سنتيم، فحضر الفهري لقبة البرلمان ليعترف بجريرة التعاقد ويقبل حتى بأن يساءل عن ادعاء الصفة وانتحال «العالمية المزورة» شريطة إعفائه من  الكشف عن قيمة الراتب، لأن غيرتس وضع بندا يلزم الجامعة بأداء مليار سنتيم ذعيرة في حال تمت تعرية بنود عقده الفرعوني الإسمنتي..
ومثلما حدث مع غيرتس لما غادر، ليظهر كريم عالم يومها في أكثر من عبور ومرور إعلامي ليؤكد لنا وقد استقدم رشيد الطوسي بديلا لإيريك المهذب، أن الراتب أقل بكثير من 250 مليون سنتيم، وتم حصره بتسريبات مقصودة في 160 مليون سنتيم، هناك اليوم من ترك «القمر ليركز على البنان والأصبع الذي يشير إليه» أي ترك جوهر الخلل والخطأ التعاقدي مع فيلموت العالمي وترك السعيد الأسعد الرخيص، للتأكيد على أن ما يتداول بشأن 500 ألف دولار قيمة الشرط الجزائي ليست صحيحة، وأن 200 مليون فقط لا أقل « ولا غلا على بلجيكي» هي مؤخر تفقة الطلاق «ما ماتش غير خرجو مصارنو»؟
في هذه الرواية كثيرة هي قواسم الإحباط٫ كثيرة هي  المشاهد الدالة على سوء الحكامة و ترشيد الإنفاق وكثيرة هل تجليات الإستدلال على مقلب التعاقد؟
فلا غيرتس كان عالميا وقد كان الفريق الوطني أول هلال «المنتخبات» التي رصدها البلجيكي بمنظار الحظ قادما إلينا من الهلال السعودي، بل اشترط علينا يومها 7 أشهر من الفراغ الذي ملأه مساعده دومينيك كوبيرلي نيابة عنه وقد قادنا كوبيرلي في مباراة افريقيا الوسطي بالتصفيات، ب «أمر من العالمي» الذي كان يدير «معسكرات الرباط من الرياض» بالريموت كونطرول. 
ولا فيلموت أثبت عالميته في كم المباريات التي دبر فيها الورش التقني الأخضر، لا هوية ولا تكتيك ولا بصمة ولا نغمة ولا إضافة، وما كان ينظمه من قوافي الشابي التونسي بأزهد الأسعار والأثمان، فاق كثيرا ما حفلت به مقامات ومعزوفات «موزار البلاجكة»  التي جاء معظمها ناشزا والكورال خارج التغطية.
يومها حاول علي الفاسي الفهري وكريم عالم إصلاح الخطأ المطبعي والدعائي «غيرتس العالمي» ليحضروا الطوسي نيابة عنه قبل أن يتيه الأخير، وقد طاله بحثه عن النواة فغادر وقد غادر معه الفهري ومكتبه وكل الفيلق الذي استقدم العالمي.
واليوم محفوظ يفشل ويرسب في أول اختبار وامتحان حقيقي بعد 5 أشهر على انتخابه، وقد ناقض ما كان ينظر له في حملاته أو حتى لما كان كاتبا عاما في الظاهر، محاميا مترافعا عن نزاعات النادي في الكواليس، وهو ينتقد سوء الحكامة والتدبير وإرهاق ظهر الرجاء بتعاقدات تورثها الفقر والأنصار الحزن.
اليوم محفوظ ورط الرجاء في تعاقد مجاني، فلا الوصلة الدعائية التي أسبغها على البلجيكي نفعت ولا الأخير انتصر لتضحيات محفوظ وقد رهن الأخير مستقبله عرابا للنسور بهذا التعاقد الفاشل فشلا ذريعا في شكله ومضمونه.
هكذا تعرض جمهور الفريق الوطني لمقلب «العالمي» مع غيرتس والجمهور الرجاوي مع فيلموت، فكلاهما بلجيكي، الأول اصطحب معه فريقا قانونيا أحبط كل مناورة لفك لغز عقده الهلامي والآخر ارتكز لزوجته وحرمه التي «غيزت تغييزا» شرط طلاق الشقاق.