يدين لنا وليد الركراكي بالإعتذار، ولأكثر من مرة بعدما مال ظننا للإثم وقد إعتقدنا أنه يبيعنا وهم التصريحات ويسحبنا بعيدا عن الحقيقة التي ربما هو أدرى بها مثل ما يعلم أهل مكة بتضاريس وشعاب القرية؟ 
ظهر الركراكي وهو متوج بلقب بطولة الخريف التي تنتهي في الشتاء وتستأنف في الربيع لتنتهي بعد الصيف، فأخبرنا أن الرجاء هو المرشح للدرع وليس فريقه، وكي يبرر قوله وينسخ وعوده السابقة، فقد أضاف «هم من تعاقدوا مع 9 لاعبين وليس فريقي بل لم يسبق للوداد أن توج مرتين تواليا منذ أكثر من 20 عاما». 
لما صدر قول وتصريح كهذا من فم وليد، ذهبت الترشيحات والقراءات إلى أحد التفسيرين «إنه يصدر الضغط لمعترك غريمه ويبعد عنه العيون أوأنه يعلم ما لا نعلم وحدس ما لا ندري؟»، فلا يعقل أن يسقط  الركراكي في بحور التناقضات بين عشية وضحاها ما لم يكن قد تراءى له وأمامه ما دعاه لتغيير قراءته لفنجان الموسم. 
وليد هذا الذي رشح الرجاء للدرع واللقب قبل أيام هو نفسه وليد الذي لم يكل ولم يمل حين كان «تيجيفي» الوداد يخترق السكة ولا يتوقف عندالمحطات، ليقول لنا «ما حققته مع الوداد يشبه ما حققه الريال مع ديستيفانو وأنا هنا لكسب تحدي لم يربحه من مروا قبلي بالتتويج لموسمين على التوالي»؟؟؟ 
فما الذي طرأ ليغير وليد رأيه؟ وما الذي استجد ليطلعنا وليد بنبوءة مغايرة تماما للسالفة؟ وماذا حدث كي يصرح مدرب يهرب بـ8 نقاط عن مطارده ويمنح الملاحق أفضلية التتويج؟ 
ودون أن نغرق في الإجتهادات لنفتت صخر مقاصد وليد، لأن كذلك سيظل نسبيا طالما أن الركراكي نفسه هو من يملك الحقيقة، فلعل تصريح وليد لم يكن بريئا كان تصدير ماكر لمنع فريقه من التعاقدات، وكأنه يقول للجمهور الودادي» دعونا نعيد العزلة من جديد، فما أتيت لأجله لم يتحقق والوعود لم تنجز لذلك أنا بدوري في حل من وعودي معكم؟ 
أو أنه ومن وحي معرفة «خبز الدار» كان يعلم أن بطارية لاعبيه وفريقه فرغت بالكامل والشحن لن يقوده لخاتمة المشوار بنفس سرعة البداية الراعدة والواعدة .
لذلك حين نلمس اليوم إحتباس عداد الوداد، عكس بدايته الصاعقة وحصوله على 5 نقاط في5 مباريات، فلنا أن نقول ونوقن أن وليد لم يكن يزايد بل كان عالما وعارفا بالحال ...
رصيد نقاط الوداد وصعود الرجاء بـ«ريمونتادا التهديد» يقرب نبوءة وليد من أن تتحقق، خاصة وأنه أتىمن سيضفي على ثلث البطولة الثالث الملح الذي كان ينقصها وهو رشيد ... 
فبين وليد ورشيد، مشتركات إنطلقت من رحلة جنوب إفريقيا وتواصلت بمقامهما بالعاصمة وصداقاتهما وبعدها بتصريحاتهما المحمولة على «البوز» والتلقائية الكفيلة بأن تضفي من الإثارة ما سيحرضنا على ترقبها.
حضر الطوسي قبالة وليد، بينهما شارع لا غير، بين الوازيس وبنجلون مسافة أقدام وبين وليد ورشيد 3 نقاط أعادت إحياء صراع الدرع بعدما خرج رئيس نادي شباب المحمدية أيت منا ليقول بدل المرة عشرة «الوداد قتل التشويق وهو بطل للمغرب ويمكنني الجزم بها ومن الآن؟»
الوداديون اليوم يتحسسون رؤوسهم بعد الذي حدث في برشيد، والذي هو إمتداد لتواضع سابق أمام الحسنية والجديدة والفتح و هلم شرا، يتحسسون رؤوسهم بعدما فرط وليد في فارق 8 محطات ومنح النسور ترياق الحياة لاستعادة درعهم، ويتحسسون رؤوسهم لأنه صارت حقيقة «عام للوداد وعام لفريق آخر» تادنو منهم وقد رافقتهم لعنة التتويج مرتين تواليا، مرة لصالح الحمامة وأخرى للفتح وأخرى لإتحاد طنجة وأخرى لغريمهم الرجاء؟ 
الركراكي يبدو أنه لما رشح  الرجاء كان يعرف ما لا يعرف غيره، وحين نسخ وعوده السابقة بحمل الدرع للبقاء في بن جبلون فلانه أيقن أن زاد الطريق الذي يملك في جرابه وقرابه لا يكفي...
هكذا إذن صدق وليد وأخطأنا نحن؟ هكذا كان وليد محقا في نبوءته أو فراسته ومال ظننا للإثم فاعتقدناه يسخر منا؟ هكذا وليد يقرب النسور وغريمه من حلم كان يبدو بعيدا عن منالهم ويرمي بالشك القاتل لمعقل ناديه... بالمنطق ولغة الأرقام والصحوة وعديد الأمور الأخرى، وليد على حق ما يخرج علينا بقراءة مغايرة لذات الفنجان؟؟؟