غير مقبول إطلاقا أن يكون رد الدوليين حكيم زياش ونوصير مزراوي على الدعوة الموجهة إليهما بهذا الرفض السريع، سيما بعد الخرجة الإعلامية لفوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وغير معقول أن يجازى المنتخب الوطني بقدسية قميصه ورمز البلاد بهذا الشكل من المساومات ما دام الناخب الوطني وحيد خليلودزيتش على رأس القيادة التقنية، ولا يمكن إطلاقا أن يفرض هذين النجمين أمر الواقع على منتخبهما أيا كانت الإختلافات وردود الفعل السابقة بينهما وبين الناخب الوطني. صحيح أن الإختلاف لا يفسد للود قضية، ولكن البيت المقدس له حرمته، ومن يرفضه فقد أدين بكلامه سيما من زياش عندما قال سابقا بأن الفريق الوطني هو «أمي»، ومن يرفضه فهو غير مكتمل للوطنية ليس من منطلق الإنتماء فقط، ولكن من رؤية السجال الذي يجعل وحيد خليلودزيتش فوق المنتخب الوطني، ما يعني أن الدوليين يرفضان العودة إلى المنتخب ما دام الناخب على رأس القيادة، وهذا هو بيت القصيد من مغزى هذا الرفض، والوطنية لا يتلاعب بها، لأنه كان من المفروض عقلا أن يرد على هذه الدعوة بالصمت والقدوم بهمة الرجال وقوة الوطنية والإنتماء رغما على وحيد خليلودزيتش، والفريق الوطني بحاجة ماسة إليهما في هذه الظرفية، وأكيد أن انتصارهما سيكون بلمسة رفع شأنهما في منظور المغاربة، أما والحال أن يرفضا جملة وتفصيلا العودة إلى المنتخب مؤقتا في ظل تنامي زوابع السجال الطاحن بينهما وبين المدرب، فهو أمر غير منطقي على الإطلاق. 
وإن كانت القضية يؤخذ بها من عدة اعتبارات وزوايا متابعات لردود الطرفين كل من مشاكله الخاصة مع المدرب، فإن استهلاك الدعوة المباشرة لهما للحضور إلى المنتخب الوطني بالرفض المطلق هو تسرع في القرار، وعدم أخذ مبدإ الحكمة والعقل في رؤية الاشياء من وجهتها الصحيحة. وحتى لو قدما إلى المنتخب، سيكون ذلك من باب الحكمة وقوة الوطنية حتى ولو لم يلعبا اختياريا في المباراتين الفاصلتين، وأبدا لن ينتصر وحيد بديكتاتوريته لأنهما سيضعان الرجل في حجمه، ومن يدري فقد تكون المصالحة التي نريدها بين جميع الأطراف خدمة للفريق الوطني، وحتى وإن تأهلنا، فإن وحيد خليلودزيتش لا يصلح للفريق الوطني إطلاقا، وقلتها أكثر من مرة أن وحيد لا يقرا خصومه الكبار ويسقط بسهولة لأنه تربى على الفوز أمام الصغار. ومن هنا سيكون على زياش ومزراوي الرفع من شأنهما لأنهما أنصتا لنداء دعوة الوطن و«الأم» وليس لدعوة وحيد لأنه راحل بعد أيام. وهنا تقرأ الأمور وليس لإنصات الدوليين لآراء من وجههما لرفض الدعوة، وآمل أن يكون يومه الخميس في ندوة وحيد الصحفية، محمولا على وقائع جديدة من تأمين العقل والمنطق لدى الدوليين لتغيير مواقفهما إن وجهت لهما الدعوة في اللائحة النهائية، والحضور فورا إلى العرين من دون رواسب الماضي لأنها ستمحى بعد مغادرة وحيد النهائية ما بعد نهاية الدور الفاصل، وهذا هو العقل بعينه. 
اليوم، نعيش لحظة جديدة في مسار الأسود، التأهل يبقى ضرورة لا محيد عنها إلى كأس العالم على الرغم من أنها مشاركة معنوية وبشهرة تلقائية فقط، ولكن لهذا التأهل مغزى في استشراف مستقبل هذا الجيل الصغير من الدوليين والوجوه التي آثرت أن تفوز بكأس إفريقيا قبل أن يعقدها وحيد بقراءة مزاجية تقنية هاوية أمام مصر، والتأهل إلى كأس العالم تمليه ظرفية عودة المعاقبين بوفاء القوة والحضور، لا النرجسية المتزايد عليها أمام الدوليين الآخرين، ولا يمكن أن نستحضر تواجد نقابات من قبيل مزراوي وزياش كما علق عليها وحيد خليلودزيتش سابقا ولا زال، وعندما نستشعر تواجد هذا المعطى حتى بعد رحيل خليلودزيتش، وقتها سيكون لنا كلام في هذا المو0ضوع بالذات. 
اليوم، وبالكونغوالديموقراطية، الكل ملتحم وراء منتخب بلاده بكل الطرق الداعمة سياسيا وثقافيا وفنيا ورياضيا وماليا، ويريدون الفوز على المغرب في مشهد تاريخي منقطع النظير بعد غياب طال لـ49 عاما على حساب المغرب، ويعود اليوم بنفس الترنيمة على حساب المغرب، ونحن اليوم نعيش على صراعات موضوع زياش ومزراوي مع وحيد، ولا نعير هذا الدور الفاصل بتفاصيله المؤسساتية والداعمة وغيرها من أشكال المناصرة في ظل هذه الاجواء المكهربة.
الكلمة لفوزي لقجع لإنهاء هذا الوباء، ولتتحمل مسؤوليات ذلك.