الناكرون للجميل، والحاسدون الذين ما سلم الناس من حسدهم، والذين عميت عيونهم عن رؤية الحقيقة، والظانون بنا ظن السوء، كلهم يوهمون أنفسهم، قبل أن يوهموا الناس، أن لقجع هو من يصنع لكرة القدم المغربية انتصاراتها وألقابها وحتى سيادتها، بنفوذه وتغلغله وتحكمه في غرف القرار داخل الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، فعندما يرفع فريق مغربي لقبا قاريا، يقولون أن لقجع هو من خطط في الكواليس وهو من مهد الطريق، وعندما يسلك منتخب من منتخباتنا الوطنية الطريق نحو المونديال، يقولون بلا استيحاء، أن لقجع هو من يختار المنافسين على مقاسه، وهو من يستعمل نفوذه من أجل أن يأتي بالحكام الذين يسهلون لنا العبور، وإن سقط منتخب شقيق، كان لقجع هو من رتب للسقوط، وأحيانا بإفساد عشب الملعب..
وهكذا سنفهم باستبلاد الفكر وبالسقوط للدرك الأسفل من الوعي، لأن تلك هي خاصية التافهين، بأن من صوب القذيفة التي هزت مرمى الشناوي حارس الأهلي في نهائي الأبطال الذي استحق الوداد لقبه هو لقجع وليس زهير المترجي، وأن من سدد الضربة الترجيحية التي منحت نهضة بركان لقب كأس الكونفدرالية في مرمى حارس أورلاندو بيراتس الجنوب إفريقي، هو لقجع وليس البحراوي، وأن من أسقط فهود الكونغو الديموقراطية في السد المونديالي الفاصل هو لقجع وليس أوناحي وتيسودالي وحكيمي، وأن من أهل صغيرات اللبؤات لنهائيات كأس العالم لأقل من 17 سنة بالهند في إنجاز تاريخي، هو فوزي لقجع وليس هؤلاء اللبؤات الصغيرات اللواتي تصببن عرقا من أجل إسقاط المنتخب الغاني من أفران أكرا إلى لهيب الرباط.
هذه القوة الرهيبة التي يصور بها هؤلاء فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ظنا منهم أنهم يهيجون الناس علينا ويلبسون لقجع جلبابا خرافيا، يدرك الكثير ممن لا توجد على أعينهم غشاوة، أن كل هذه الإنجازات التي تتحقق لكرة القدم المغربية فتجعلها سيدة القارة على مستوى النوادي وتجعلها علامة فارقة على مستوى المنتخبات الوطنية، ما كان لتتحقق لولا أن الإرادة برزت فحولت المشروع البنيوي إلى حقيقة، ولولا أن العمل إنكب لسنوات في أوراش عدة، من تحيين منظومة التدبير إلى تقوية شبكة البنى التحتية الرياضية، إلى تمتيع كرة القدم بالوسائل المادية لإنجاز ما يعتبر اليوم صانعا لكل هذه النجاحات، من مركز محمد السادس لكرة القدم إلى الأكاديميات التي تولد الواحدة بعد الأخرى، مرورا بالملاعب والمركبات وفضاءات الإبداع، وما كان لفوزي لقجع أن يفعل كل هذا في زمن قياسي لولا وجود إرادة ملكية معبر عنها من عاهل البلاد للإرتقاء بمعشوقة الملايين من المغاربة، كرة القدم.
وكل من يسعى خلف خيالاته وأوهامه لتبئيس وتبخيس البضاعة والسيادة، فإنه في مقام أول لم يستوعب أن تكون هذه النهضة التي يعيشها المغرب على كافة الصعد، غير كرة القدم، هي عنوان هذا الشموخ والعنفوان والريادة التي لا تنال بلعبة الكواليس، ولا بمكر ومكائد الغرف السرية، ولكنها تنال بالعرق والكفاح على أرضية الملاعب على مرأى ومسمع من الناس. 
ما ينجزه المغرب، وقد حقق إزدواجية التتويج قاريا على مستوى النوادي لأول مرة في التاريخ، هو مكافأة فعلية لتخطيط وتنفيذ ومعاينة، وهنا يمكن أن نعترف بأن فوزي لقجع في جلباب رئيس الجامعة فعل كل ما يستطيع لكي يصل التنفيذ بعد التخطيط المحكم لأعلى درجات الإتقان.
وللذين يريدون معرفة هذا «العفريت» الذي يركب لقجع، فلا يرى من حوله إلا ما يحث على العمل في العمق، فأنا أحيلهم على ما قاله للمدربين المغاربة يوم تأهل الفريق الوطني لمونديال روسيا 2018 بعد 20 سنة من الغياب، «لن يكون لهذا التأهل معنى ولا قيمة إلا إذا لم نحقق تأهلا لمونديال قطر 2022 يضمن لنا ديمومة النجاح»، وهكذا كان، ويوم ناظر لجعل كرة القدم النسوية ورشا استراتيجيا للجامعة، قال «لو لم نحقق التأهل للمونديال، فسيكون عملنا ناقصا»، وها هو منتخب فتياتنا ما دون 17 سنة يحقق التأهل الأول له لكأس العالم، برغم أن العمل في هذا الورش ما زال في سنواته الأولى، وهناك طموح كبير لكي يفعل منتخب الكبيرات الشيء ذاته، عندما سيدخل شهر يوليوز المقبل، منافسات كأس إفريقيا للأمم المؤهلة للمونديال هنا بالمغرب.
هذا هو ما يفعله لقجع ولا يستطيع «الحاسدون» فهمه، أنه يزرع ثم يحصد ويعمل لكي يخلد.