في معجم اللغة العربية «البهدلة» هي إظْهَارُ السُّخْفِ وَالتَّفَاهَةِ وَالضُّعْفِ، ووحيد زمانه مختص بهذا المصطلح حتى في عز الفوز القيصري، وما صنعه هذا الرجل أمام ليبيريا سيدون في أرشيف المدربين الذين يقلبون أوضاع المنتخب الوطني المغربي في ظرف ثلاثة أيام بين المرتكز والمنفي في كرسي الإحتياط والقادم في آخر لحظة ليكون أساسيا، ولا سيء سوى أن الرجل قلب نفسه ورأسه من العالي إلى الضد، وأضحى يخرف تقنيا حتى ولو فاز بحظ الحظوظ. ومن عجائب هذا الزمان الكروي أن نشاهد عبثا اختياريا وصناعة «بهدلة» فريق وطني من رحم المعاناة والحصار الإحتياطي ليجعله منصبا أساسيا على أنقاض الرسميين. والبهدلة تأتي من الإبقاء على أربعة لاعبين اساسيين فقط من جمل المباريات الثلاث الأخيرة، واستحضار واستحمار الجمهور بلاعبين كان ينادي بطلبهم، وآخرين تحت رحمة الإبعاد ، وما صنعه هذا الرجل، كان قمة في السخافة الفكرية لأنه أحدث ثقبا كبيرا في عملية التلاقح بين من لا يلعب مع الأساسي، ومع من لعب أساسيا وعاد إلى الإحتياط، كما أن صورة الأخطاء الدفاعية في مباراة أمريكا وجنوب إفريقيا عرت المواقع في متوسط الدفاع، وأدى أكرد الثمن غاليا، بينما أثير السؤال الكبير حول سخرية الوسط الذي تغير ثلاث مرات جذريا دون أن يخلق الإرتياح الكبير سيما من حضور فجر بلا معنى، وسوء تدبير الحوار بين أوناحي وحارث هجوميا لأنهما كانا الأنشط نسبيا دون استحضار هوية حكيمي وعطية الله بالشكل الذي اعتدناه ولو أن عطية الله نجح في ربح المعركة نسبيا .
وصناعة «البهدلة» هي أن الرجل رغم فوزه قال «أحاول قدر المستطاع منح الفرصة لعدد من اللاعبين، حتى يستطيعون ضمان مشاركتهم في  المونديال، حقا إنه انتصار سهل ونحن أقرب إلى التأهل لكأس إفريقيا، وتركيزنا منصب الآن حول كأس العالم.» وهذا الكلام الفارغ المحتوى، يؤكد أن الرجل رغم لغة الإمتعاض والإستهجان وعدم قبوله من الجمهور، يأمل في الإستمرار مع الفريق الوطني لأنه صانع للنتائج حتى في أسوإ المباريات، والحال أن الشارع المغربي يغلي من فوهة البركان، وينادي برحيل الرجل أيا كانت الأمور، لأنه يرى منتخبه في الهاوية، بينما الناخب يرى الأمور صناعة للنتائج مهما نادينا ونادى الجمهور بإقالته، والواقع أن حتى داخل الفريق الوطني، يشعر الدوليون بالإستياء لأنفسهم، وأبرزهم إنتقد وحيد على التكتيك وشوارع الفراغات المهولة، فكيف إذن تكون الأمور على هذا النمط والإستشعار بخوف الجمهور على فريقه الوطني من «الشوهة والتبهديلة» في كأس العالم لو لعب بهذا الأسلوب البدائي ودون شخصية في الملعب ؟ 
وصناعة «البهدلة» هي أن الرجل لم يقرا ضيفه الليبيري على الإطلاق، ولم يعرف لا إسم أي لاعب، ولا كيف أحدث المدرب بتير بوتلير إنقلابا إستراتيجيا في التشكيل ولو بدا على أرضية الرقعة فريقا مدافعا لا مهاجما لأنه لا يملك الأدوات الإستراتيجية ليكون منتخبا كبيرا، والحال أنه غير متمرس بالأحداث القارية من مؤدى مشاركتين في تاريخه ب: أس إفريقيا، والواقع يقول أن وحيد ضعيف في قراءة الخصوم، وله جبهة حارقة في الرد، لكن الحقيقة ظاهرة للعيان حتى إذا نظر نفسه في المرآة ليقول للعلن أنه قرأ خصمه وهو كاذب ألف مرة. وما ظهر على الرقعة، أبطل العجب، لأن ليبيريا كما قلت شخصيا في ملف عدد الإثنين، ليس فريقا قويا، بل ضعيفا من خلال النموذج البنائي الذي يسعى إليه المدرب بتير من أجل توحيد فريق للمستقبل ولو أنه أعرج الخطوط في غياب نجوم هدافين. وهنا بدت صناعة البهدلة واضحة لكون الأسود لم يخلقوا أية فرصة إلا من بناء واحد للهدف الثاني. فأين هي السيطرة وخلق الفرص، ومن أين قرا وحيد خصمه دون أن يعبره بالسيطرة الهجومية والفرص الواضحة ؟ أعتقد أن الرجل لا يخجل من صورته التقنية على الإطلاق، وفضح نفسه بصناعة «الشوهة» ويفكر في كأس العالم بنفس الشوهة.  
أليس من حقنا وحق الجمهور المغربي أن نخاف من «البهدلة بكأس العالم» مع أن شخصية الفريق الوطني بكأس العالم بروسيا أظهرت شأنا كبيرا لنجوم هيرفي رونار بشخصية الفريق الذي يخلق الضغط على الخصم، بينما وحيد يخلق لنا الضغط جميعا حتى ولو انتصر على الضعفاء من القارة السمراء.