بالقطع سيكون الجمع العام الإنتخابي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، جمعا ثلاثي الأبعاد، جمع احتفالي وجمع لتجديد الثقة وجمع لاستشراف المستقبل القريب العامر بالتحديات..
هو جمع احتفالي بالنظر لحمولات الولايتين الأولى والثانية لفوزي لقجع على رأس الجامعة، وبالنظر أيضا للنجاحات التي تحققت على أكثر من مستوى وسط تضامن كبير لفعاليات كرة القدم الوطنية والتفافها الرمزي حول رئيسها.
وهو جمع لتجديد الثقة في صانع هذه النجاحات، ليس فقط لذاته ولكن لروحه ولفلسفة عمله ولأسلوبه البراغماتي في تدبير وتيسير العمل في الأوراش الإستراتيجية.
وهو جمع استشرافي وتعاقدي لكسب رهانات المستقبل، حيث يكون ضروريا مواصلة العمل بنفس التشاركية وبذات الحماس وبمقدار الشغف الذي يبرر كل الطفرات التي شهدتها كرة القدم الوطنية في السنوات الثمانية الأخيرة، منذ أن جاء فوزي لقجع للجامعة خلفا لطيب الذكر علي الفاسي الفهري، والخيار الوحيد أنذاك هو الشروع فعليا في تنزيل المشروع الإحترافي، وقد غدا خيارا وطنيا.
ولأن المعيار العلمي والموضوعي لاستقراء وافتحاص أي فترة عمل لرئيس الجامعة، يقتضي استحضار ما تحقق على أرض الواقع، في مختلف الأوراش المتصلة بالإستراتيجية الوطنية لتنمية وتطوير كرة القدم لجعلها رافعة للإقتصاد وقطاعا منتجا، فإن الحصاد الذي نقف عليه اليوم، يبرز بالفعل قيمة العمل الكبير الذي أنجز في السنوات الأربع الأخيرة، إذ تمكنت كرة القدم المغربية إلى حد ما من ربح رهان الهيكلة والتحديث والإمتثال لروح وأحكام الإحتراف، ولتقطع شوطا كبيرا في تصميم بنى تحتية جد متطورة، ولتجود استعمالات الحكامة بقدر ملحوظ، بخاصة على مستوى النوادي التي هي قاعدة الهرم الكروي والرئة التي تتنفس منها كرة القدم الوطنية.
ولا يفهم مما عرضت له، بصيغة التنويه بالأشياء لا بغرض تفخيمها، أن كرة القدم المغربية حققت كل ما يكفل لها التنافس في المستويات العليا أولا، وما يهبها القدرة على تنمية الإنسان ثانيا وما يجعلها محركا من محركات التنمية ثالثا، فنحن بالكاد قطعنا خطوات في طريق الألف ميل، وما زال الطريق طويلا وشاقا لإكمال مشروع الهيكلة وجعل كرة القدم مجالا منتجا لا مستهلكا فقط، قيمة مضافة لا عبئا على الدولة، رائدة لقارتها ليس بالمشاريع فقط ولكن بالألقاب والتتويجات أيضا، لطالما أن هذه هي أكبر غايات النشاط الكروي من المستوى العالي.
وعندما سنستمع يوم الجمعة للسيد فوزي لقجع وهو يشكر لعائلة كرة القدم الوطنية كم الثقة الموضوعة في شخصه لإكمال المسير، سنقف على حجم براغماتيته وهو يرفع سقف الطموحات عاليا ويؤشر على الأوراش الأخرى التي ستفتحها كرة القدم وتحديدا الجامعة في ولايته الثالثة، لنقتنع أولا بجدوى أن يغالب فوزي لقجع نفسه، وسط كل مشغولياته الوطنية والدولية ليظل على رأس الجامعة، وليمتثل لإرادة ورغبة عائلة كرة القدم بمواصلة المسير، ولنتأكد ثانيا من أن الرجل مدرك لقيمة الزمن في ربح المعارك التنموية، بهدف اختصار الهوة التي تفصل كرة القدم المغربية عن جاراتها هناك بجنوب البحر الأبيض المتوسط، وهو في ذلك يحتاج إلى جانبه لكل القوى المبدعة، لمسيرين نافعين وعمليين وملتزمين، ولنتأكد ثالثا بما لا يدع مجالا للشك والريبة، من أن معين الرجل من الشغف بكرة القدم لم ينضب.
لا يمكن أن نتصور ولاية ثالثة لفوزي لقجع على رأس الجامعة، يتوقف فيها نبض الإبداع وتتجمد عقارب زمن الإصلاح ويكون النوم في العسل على ملحفة المكاسب، على العكس، أنا أتوقعها ولاية تشتعل بالعمل وتنبض بالجهد والإبتكار وتستضيء بنور الإيمان بالقدرات الجماعية، ولاية تفتح عنوة كل الأوراش التي كانت إلى وقت قريب موصدة، ومعها يبرز اليقين الجماعي من أن كرة القدم كما يريدها عاهل البلاد المفدى جلالة الملك محمد السادس وكما يتمناها كل المغاربة العاشقين والشغوفين، كرة القدم صانعة السعادة، تحتاج إلى كل السواعد لمواصلة البناء، لنجعل من كل إخفاق جذوة نار تضيء طريق العمل لصناعة النجاح..
لو لم يكن فوزي لقجع يرى طريقه هكذا، لما جدد رغبته في مواصلة السفر.