هو زمن موشوم بالوجع، ذاك الذي يعبره نادي الرجاء الرياضي وقد خلت الطريق من ومضات النور.
هو زمن موجوع ذاك الذي يستعجل رحيله شعب الرجاء، ولا يتمنى عزيز البدراوي أن يطيل مقامه بقلعة النسور الخضر، فما العمل إذا؟ 
كيف السبيل لكي لا يكون للموسم الصفري شبيه في الزمن الآتي للحضر؟
لا أعتقد أن عائلة الرجاء ستحتار في تحديد المسلك الذي يعبر بالفريق مستنقع الأصفار، فهناك طريق واحدة يمكنها أن توصل الرجاء مجددا إلى وطن البطولات والكؤوس، لتصنع السعادة لجماهيرها، تلك الطريق تدل عليها تجارب نجاح كثيرة عشناها، وهي تبدأ بالأساس من اتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية والناجحة وهامش الخطأ فيها صغير جدا لا يكاد يبين، فلا يكون هناك أدنى استنساخ للفشل وللرسوب.
ولو نحن قرأنا بشكل سريع المعابر التي مر منها الرجاء في موسمه الصفري الحزين، لوجدنا كما كبيرا من الأخطاء، وما لا يعد من التجاوزات، ومع كل محاولة لترميم المعنويات المتصدعة، كان هناك ما يزيد الفريق غرقا، انتدابات صيفية وشتوية سيئة، لاعبون بلا أي وازع تكتيكي يتوافدون، هوية مشردة وتصدع كبير في القيادة التقنية، ما جعل العارضة التقنية مرتعا لأساليب متباعدة، وعندما تغلغل الفشل في منظومة الإشتغال ارتفع للجماهير الرجاوية صوت يدعو إلى تغيير الربان، فاستجاب الرئيس أنيس محفوظ للنداء وقرر بطواعية كاملة الإنسحاب بهدوء من غرفة القيادة، ليتم انتخاب عزيز البدراوي رئيسا جديدا، والجميع مقتنع بأن الزمن الرجاوي القادم سيكون منتجا للفرح، والفرح لا تجلبه في العادة إلا منافسة الرجاء على الألقاب، بل حصد الرجاء للألقاب القارية قبل الوطنية.
ويقينا منه أن التشكيل البشري يجب أن يخضع لغربلة غير مسبوقة، فيتم استبعاد لاعبين جلبهم الرجاء وهم ليسوا بالخامات الفنية التي تسهل اندماجهم أو حتى تجيز لهم اللعب مع الرجاء، فإن عزيز البدراوي ما رأى رجلا ومدربا يستطيع بخبرته وركوزيته ومرجعيته أن يسرع عملية الترميم البشري، أكثر من الشيخ فوزي البنزرتي الذي يذكره الرجاويون بكثير من الإعتزاز والنوسطالجيا، فهو من جاء به الرئيس السابق محمد بودريقة ليعوض الجينرال امحمد فاخر في توقيت بالغ الحساسية، ليقود النسور سنة 2013 إلى إنجازهم التاريخي، إنجاز الوصول لنهائي كأس العالم للأندية.
طبعا هناك من سيسأل عن نسبة المجازفة في انتداب البنزرتي ليكون مدربا للرجاء في ظل عديد المتغيرات، وفي طليعتها أن الشيخ أصبح طاعنا في عمره الرياضي والتكتيكي، منتميا للمدرسة الكلاسيكية، وأن المهمة هذه المرة تبدو صعبة للغاية ولا تحتمل الكثير من الأخطاء.
ولأن الشيخ فوزي البنزرتي الذي جمع بين تدريب الغريمين، ما خلا ظهور له في مشهد كرة القدم المغربية من ألقاب وتتويجات وصناعة للبهجة، فإن الرجاويين ونحن معهم نتمنى أن تكون إطلالته الجديدة على النسور، بارقة أمل يجعل من الزمن الجديد، زمن فرح وسعادة، فإن كل ما سيكون جميلا في الزمن الآتي للرجاء، مصدره الأول أن يكون عزيز البدراوي قي اتخذ القرار الصحيح بإعادة الشيخ البنزرتي لوكر النسور.