هنا سأنطلق من خطاب صاحب الجلالة محمد السادس أيده الله الأخير لثورة الملك والشعب الخاص بمقتطفات هامة، تتعلق بالجالية المغربية وإشراكها في مسار التنمية وفقا لما تتوفر عليه من كفاءات عالية وعالمية في مختلف المجالات العلمية والإقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية وغيرها انطلاقا مما جاء فيه: «.. أما في ما يتعلق بإشراك الجالية في مسار التنمية، والذي يحظى بكامل اهتمامنا، فإن المغرب يحتاج اليوم، لكل أبنائه، ولكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والإستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة.. فالجالية المغربية بالخارج، معروفة بتوفرها على كفاءات عالمية، في مختلف المجالات، العلمية والإقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها. وهذا مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعهم، وقد حان الوقت لتمكينها، من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها، لصالح البلاد وتنميتها.» 
وإن كنا معنيين جميعا بالشق الرياضي وحسه الوطني والجماعي المنبثق من الخطاب الملكي، فالمنتخبات الوطنية لكرة القدم وغيرها من الرياضات الأخرى تتعزز دوما بأهلية تواجد الأجيال ولو أنها لا تشكل حجر الزاوية أو النواة القوية إلا في اختصاص معين، ولكن من الطبيعي أن نكون جميعا في خندق واحد في الإختيارات للكفاءات العالية برغم ان هذا الشق موضوع قوة بمنتخبات كرة القدم وخاصة أسود الأطلس الذي انقلب فيه الهرم من منتوج البطولة المحلية إلى منتوج الجالية المغربية بحس الكفاءة العالية أي بالتكوين الإحترافي على أعلى مستوى، فضلا عن التعزيزات التي تطال الفئات العمرية الأخرى، وفي ذلك إشارة واضحة لرئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لتأسيس مشروع ومواكبة استثمار الأجيال الكروية بالخارج ليس فقط باستقطاب النجوم، ولكن أيضا باستقطاب نجوم مغاربة يريدون الإستثمار في الرياضة من خلال مشاريع رياضية محضة، مع التأكيد على نفس قيم التعايش مع الرياضات الأخرى جماعية كانت أو فردية مثلما نرى ذلك كيف يموت نجوم جالياتنا في حلبات الفنون الحربية باسم وراية الوطن وقيم المواطنة، وهم زادنا الثاني. والإهتمام بهذه الكفاءات كليا سيعطينا معبرا رئيسيا لصناعة الأجيال المقبلة وتمكينها من المواكبة الضرورية.
حقا كان للشق الرياضي جزؤه الجيد ولو كان على قلته في التعامل مع جاليتنا على مدار جيلين من الزمن، ومع ذلك لا نملك الجرأة لأن نقول دوما أننا لا نعطي الأولوية للرياضيين المغاربة بالخارج في جميع الأصناف الرياضية، وحري بالجامعات التي تتصدع بغياب الإمكانيات المادية، أن تترفع عن الصمت وتنادي بقيمة الإختصاص وبناء الأجيال واستقطاب الجالية المكونة، وتشعرنا بأن لنا منتخب كبير في كرة السلة واليد والطائرة والفنون الحربية وألعاب القوى وغيرها من الرياضات التي مات فيها الحس الدولي والعالمي، ولما لا نستقطب حتى المدربين المغاربة والكفاءات العالية في الرياضات الأخرى لتمكينها من خلق فرص التكوين القاعدي أو تمكينها من مشاريع استثمارية لا يشوبها عراقيل إدارية مثلما حددها صاحب الجلالة في خطابه بأن عراقيل كبيرة تضع حجر عثرة في ملف الكفاءات المغربية بالخارج الذين يريدون خلق مشاريعهم الكبرى بالمغرب. 
على الأقل، ما اجتهد فيه المغرب رياضيا كان إيجابيا في رفع قيمة الوطن سيما في كرة القد داخل القاعة، وحتى المنتخبات السنية لكرة القدم، وحتى أسود المغرب منذ 1994 عندما فتح شراعه لاستقطاب نجوم الجالية إلى اليوم، الى جانب لبؤات الأطلس من المهجر، فضلا عن جالية كرة اليد ، ومع ذلك ، لم تتمكن الرياضات الاخرى من استهلاك صوت المغرب إلا ناذرا، ولكن صوتها مسموع بأوروبا وتحمل الراية الوطنية في كل المواقع، وهي من نريد تمكينها من استثمار مشاريعها أيضا بالمغرب، وما حلبات فنون الحرب إلا تعزيز شامل لما رأيناه اليوم يغزو الساحة العالمية من قيمة بدر هاري، وأشرف أوشن في الكاراطي وجمال بن الصديق في الملاكمة والمقاتل ضياء الدين بلمهدي  والملاكم حريولي وأمثالهم كثير في بقاع العالم وبطولات منظمة على أعلى مستوى. ولذلك، ومن واجبنا جميعا كإعلاميين وإن كنا سباقين لثلاثة عقود كصحيفة من خلق مجال عام لمواكبة أسود العالم، أن نواصل هذا الجسر الكبير للتعريف وتقريب الجمهور المغربي من مستجدات قيم المواطنة للجالية التي تريد أن يلعب أنجالها باسم المغرب وراية الوطن، لا أن تمتعض بعض من الأسر بالمهجر بعدم حمل قميص الوطن. وفي ذلك إشارة واضحة من أن ملك البلاد  يشدد على ضرورة إقامة علاقة هيكلية دائمة، مع الكفاءات المغربية بالخارج تعزيزا لقيم المواطنة في كل المجالات. ولكن على الجامعات كلية أن تدخل مضمار هذه الدعوة الملكية لجعل الرياضة قاطرة أخرى لاستقطاب مغاربة العالم.