حسن فعل ولو متأخرا فوزي لقجع وهو يزف لنا وللأندية وأنصار الأندي بشارة إنهاء صلاحيات وتواجد منتخب محلي صار يشبه واو عمر الزائدة، ولم يعد لاستمراره بنفس المقاربة والشكل من جدوى. 
أسهبنا لحد أننا توغلنا في أدق التفاصيل ونحن نعرض لموقفنا من هذا المنتخب وما صار يمثله من إعاقة بشكله التقليدي الذي انطلق به منذ شان 2014 بجنوب إفريقيا  لغاية شان الكامرون 2021.
إعاقة للبطولة والتوقفات الطويلة وسط الموسم وفي أطرافه، إعاقة بانعكاس كبير على البرمجة وخروج فرق ومدربيها للتذكر والشكوى والتأفف أحيانا من ضم عدد  كبير من لاعبيها لمعسكرات هذا المنتخب، واستحضار فئة أخرى نظرية المؤامرة وهي تتحدث عن تكافؤ الفرص المغيب بسبب هذا المنتخب إلى غيرها من دفوعات الضجر...
وبعيدا عن ما له صلة ورابط بواقع الأندية، كانت دعواتنا وقد تكررت لأكثر من مرة موجهة رأسا للسيد فوزي لقجع كي يغير من مقاربة هذا المنتخب ليتأسس على أركان غير التي أوجد بها وعليها.
توجهنا كان له أكثر من سند، ومن بين هذه الخلفيات التي استند عليها موقفنا هو تقييم شمولي بتقرير إحصائي يبرز لنا رقميا ما الذي تحقق مع هذا المنتخب وماذا استفدنا من المنتخب المحلي وما الذي استهلكه هذا المنتخب هدرا؟
صحيح أن التتويج بلقبين للشان تواليا كان من حسنات إرساء قواعد المحليين على أسس متينة بضم  لاعبي الوداد والرجاء ونهضة بركان والجيش ذات الحضور الإفريقي القوي، وهو ما رسم فارقا مهولا بين منتخب المغرب باقي منتخبات إفريقيا تجلى بوضوح من خلال الظفر بلقبين تواليا واحد بالمغرب والثاني بالكامرون، وهو ما فشل فيه المغرب في نسختين سابقتين واحدة بجنوب إفريقيا والثانية برواندا على عهد جامعتين مختلفتين «الفهري ولقجع».
لكن مقابل هذا النجاح على  مستوى البوديوم الجماعي، كانت هنالك فاتورة باهظة لأن ما حظي به هذا المنتخب من اهتمام ورعاية ولوجستيك وتعويضات ومنح ومصروف جيب وطائرة خاصة كان يماثل ويضاهي امتيازات الأسود ويتجاوز ما هو متاح لمنتخبات الصف الأول إفريقيا. 
إلا أنه حين يعجز هذا المنتخب بكل من تعاقبوا عليه «حسن بنعبيشة وقبله الحداوي وسهيل لغاية امحمد فاخر وجمال السلامي وانتهاء بالحسين عموتا» عن تصدير فيلق وعناصر بجودة تطابق رهانات الأسود فهنا لا بد من وقفة تأمل لإعادة ترتيب الأمور والنظرة والفلسفة. 
فغير مستقيم مع روح المنطق أن لا يقدم المحلي للأسود طيلة هذه الفترة ظهيرا أيمن أو أيسر بمواصفات دولية محترمة.
غير منطقي إطلاقا أن يكون الفريق الوطني اليوم موجوعا بإعاقة مزمنة على مستوى رواقه الأيسر ولا يجد في الرديف أو المحلي، ما يشفي الغليل ويلبي الحاجة والغرض.
فضيحة أن يكون هذا المنتخب وقد انتظم في صفوفه نفس الوجوه تقريبا طيلة كل تلك السنوات ولم يقدم رأس حربة من طراز رفيع  يفيد الفريق الوطني.
قد يقول قائل أنه من هذا المنتخب إنطلق نايف أكرد وأيوب الكعبي في نسخة شان المغرب 2019 وهما اليوم من دعامات النواة الصلبة للأسود، لكنه كلام مردود عليه قياسا بما حطي به هذا المنتخب من هالة واهتمام. 
لذلك كان عين العقل وقد استنفد هذا المنتخب مقاصد التأسيس وأسباب النزول وهو يتوج بنسختين للشان ولو مع غياب منتخبات تونس ومصر يومها عن سباق التصفيات، بتغيير قراءة فنجان استمراره مستقبلا.
عين العقل بإناطة المشاركة في نسخة الشان المقبلة لمنتخب أقل من 23 سنة، لحاجة الكرة المغربية لجيل أولمبي متمرس ومنتخب أولمبي بخبرة المباريات القارية القوية ولمنتخب أولمبي يتواجد في باريس.
هذا هو عين العقل إذن ولكم أن تستحضروا هذه النافذة والفوائد الجمة التي ستعود بالنفع على المنتخب المغربي مستقبلا. 
لا تحتاج الكرة المغربية لهاتريك آخر في الجزائر لتبرر ريادتها قاريا، والقصد هو التتويج الثالث بالشان، لأن هذه الريادة ثابتة اليوم بتصنيف الـ«كاف» والـ«فيفا» بزاد وحصاد الأندية بين الكونفدرالية والعصبة والسوبر.