تذكرون جيدا هذا العنوان الذي هو أغنية المايسترو عبدالوهاب الدكالي «أنا الصحراوي العظيم .. بطل معروف من قديم» المغناة في عهد المسيرة الخضراء، وما زالت بصماتها إلى جوار الأغنية ذات الصيت العالمي التي زلزلت أعداء الوحدة الترابية للوطن» صوت الحسن ينادي بلسانك يا صحرا» حاضرة إلى اليوم عبر أسماع المغاربة في كل أنحاء العالم، وشدتني الكتابة على هذا الموضوع من جانبين أساسيين هما التيفو الهلامي للمغربي الفاسي عندما حلق بإبداع عالمي بكلمتين «صحراؤنا وطننا» وأيضا إسم الفتى الصحرواي الذي يغزو أروقة ملاعب النرويج بلا استئذان. وطبعا تملكتني قشعريرة رفع التيفو الفاسي «صحراؤنا وطننا» وبسطر يلف التيفو من تحت «هو النظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم» لأؤكد بكل المقاصد أنه زلزل أعداء الوحدة الترابية سواء بالجزائر الشمالية أو الجزائر الجنوبية «الكياطن والعجاج» وغطى مساحات من التحاليل العربية في كل مكان ليس لأن ما هو رياضي لا يرتبط بالسياسة، ولكن للجمهور المغربي الذي هو جزء من الشعب له مبرراته وقدسيته التي لا يمكن أن تمس شعرة أو حبة من رمله بأذى الأعداء والجوار. وهذا هو المغربي الأبي سواء كان مواطنا أو رياضيا أو أيا كان الذي يموت على وطنه وملكه وأرضه، وفي ذلك رسالة واضحة من أن لا فاس ولا أي مدينة في العمق المغربي لا يمكنها إلا أن تقف وتموت بشراسة على الصحراء باسم الله، الوطن، الملك. وشكرا لأهل فاس لأنهم قدموا الإضافة للمواطنة في تيفو عالمي لا يصنعه إلا الأشراف والنبلاء والمبدعون بالدار البيضاء رجاء وودادا، وغدا لقريب بملاعبنا الأخرى وبعيوننا الحبيبة ورجالنا الصحراويين.  
أنا الصحرواي ثانيا، لا يعني هذه المرة شهامة الصحراوي، ولكن إسم أسامة الصحراوي هو من يدندن أسماع النرويج بقصص خرافية، ويكرس إسم الصحراوي كقوة مجازية في الكرة وبهوية فتى لا يقاس بثمن. وقلت وكتبت عنه غير ما مرة في ملف أسود العالم كجوهرة لا يعبرها التقنيون المغاربة في أصناف المنتخبات الوطنية، وهو جزء من هويتنا بالجالية المغربية، وجاليتنا هي صوتنا في العالم أيضا، هذا ما حبانا الله به، لأن إسم حتى الصحراوي موجود بأوروبا وبمنبت مغربي قح ومفروض أن يكون بيننا بقوة الدعوة من وليد الركراكي ومن يسهر على أسود أوروبا صغارا وكبارا، والصحراوي مولود ومرعرع بالنرويج باسم ناي فالرينجا ويحمل «الباسبور الأخضر» وحتى إن لم يكن لديه، من المفروض أن نتقرب من عائلته ليتعبأ بمغربيته وجنسيته الأولى من الأصل ويرفع الباسبور في العالي وبعناية قال عنها الملك المفدى محمد السادس أيده الله، أن “مغاربة العالم يشكلون حالة خاصة في هذا المجال، نظرا لارتباطهم القوي بالوطن وتعلقهم بمقدساته، وحرصهم على خدمة مصالحه العليا، رغم المشاكل والصعوبات التي تواجههم. ذلك أن قوة الروابط الإنسانية والإعتزاز بالإنتماء للمغرب لايقتصر فقط على الجيل الأول من المهاجرين، وإنما يتوارثه جيل عن جيل، ليصل إلى الجيلين الثالث والرابع”.
وعزز قائلا: «إن المغرب يحتاج اليوم لكل أبنائه، ولكل الكفاءات والخبرات المقيمة بالخارج، سواء بالعمل والإستقرار بالمغرب، أو عبر مختلف أنواع الشراكة، والمساهمة انطلاقا من بلدان الإقامة. فالجالية المغربية بالخارج معروفة بتوفرها على كفاءات عالمية في مختلف المجالات، العلمية والإقتصادية والسياسية، والثقافية والرياضية وغيرها. وهذا مبعث فخر للمغرب والمغاربة جميعا. وقد حان الوقت لتمكينها من المواكبة الضرورية، والظروف والإمكانات، لتعطي أفضل ما لديها لصالح البلاد وتنميتها”. وهنا ألبس صاحب الجلالة جلبابا رياضيا ينغمس في لب ما هو علمي واقتصادي وسياسي وثقافي، ولنا في هذا الدليل مئات وآلاف المبدعين في الساحات الرياضية بالعالم. وهنا أهيب وليد الركراكي بالتصويب المنهجي على الاجيال الصغيرة السن لترفق بمنتخب الكبار، لا أن ننتظرها تتأرجح بين الفئات الصغرى للمنتخبات الوطنية، وما دامت أجيال العشرين سنة تلعب بالفرق الأولى أوروبيا فلها وزنها الدولي أيضا بمنتخب الأسود ذات الأهلية والملكية من المستوى العالي للكفاءات. 
أملي أن ينصت وليد لما نقوله لأننا كنا السباقين لقدومه وأمثاله كثيرون إلى المغرب حاملا القميص الوطني ولا يعرفه المغاربة في كأس إفريقيا بتونس 2004. وأعتقد أن جريدة «المنتخب» لا تحمل إلا المشاعل التي تكون مؤهلة لحمل القميص الوطني حبا ونرجسية في حب الوطن. وكلام وليد كان له طعمه الخاص في توحيد صورة الدولي المغربي القادم من أوروبا. 
أنا الصحراوي هو إسم على مسمى، وأنا الأمازيغي والملالي والطنجاوي والوجدي والسلاوي والرباطي والبيضاوي والسطاتي والمكناسي والفاسي وهلم جرا من هوية كل الاقاليم المغربية حتى الكويرة التي نريدها أن تعمر وتطلق لنا إسما جديدا في عالم الرياضة.