تابعت فقاعات من أنزل نفسه في وحل الجدل الخاص الذي تمحور حول جزئيات حوار الناخب الوطني وليد الركراكي مع «راديو مارس» أبرزها «البوليميك الهش» حول قضية حمد الله وكأنه ميسي أو رونالدو أو غيره من نجوم العالم، وشاهدت وسمعت أكثر من انتقاد يراد منه توطين الشهرة الإعلامية والتحليلية على ظهر وليد وحمد الله لجمع أكثر المشاهدات و«اللايكات والبارتاج» وغيرها من أدبيات الإنتفاع المادي، وعندما أقول تابعت هذه الفقاعات الصبيانية، فلأنها أنزلت العقلية الإحترافية إلى حضيض الأسئلة المفترض أن تناقش حول قضية فريق وطني عالمي سيدخل المونديال بمساءلات جوهرية حول كل القضايا التقنية والصحية وغيرها دون التركيز على «الشعبوية» بملف حمد الله، وكأنه هو من أهل الفريق الوطني إلى كأس العالم وهو من شارك في كأس إفريقيا الأخيرة، مع أن الحقيقة أن حمد الله لا شارك ولا حضر مع الفريق الوطني لسنين طويلة، ومع ذلك، ما زال إسمه يطرح بإلحاح كبير وبدرجات متفاوتة في خلق مشاكل ليست في مصلحة الفريق الوطني لكونها تزعج فعلا هذا المنتوج الذي وصل إلى كأس العالم من دون حمد الله، بل إدعى البعض في قنوات أجنبية وخاصة أن مشكلة حمد الله ليست مع وليد الركراكي، وإنما مع فوزي لقجع، ووليد الركراكي ينفذ الأوامر، وليست له البطاقة البيضاء. وكأن هذه القصة ما زالت تروى بتفاصيل دفاعية عن حمد الله «وكأن له محامون «دون النظر إلى مساوئها وما اجترها حمد الله سابقا بعرين الأسود. 
وأتساءل جوهريا، لماذا لم يتفاعل هؤلاء الإعلاميون والمحللون مع  الناخب الأسبق وحيد خليلودزيتش الذي لم يوجه الدعوة إطلاقا لحمد الله وتم السكوت عنها، بينما هاجموا الرجل على ملفه المعروف مع زياش ومزراوي ؟ ولماذا لم يكن حمد الله مادة دسمة أو قضية الساعة في زمن خليلودزيتش قبل أن توضع اليوم على أكتاف وليد الركراكي وهو الذي لم يسخن محرك الأسود إلا وديا وليس رسميا لمساءلته ؟ وهل من المعقول أن يكون هذا الجدل السلبي ظاهرة صحية على عرين الأسود لمجرد غياب لاعب واحد، بينما سيشكل زلزالا لكون أغلب اللاعبين يدركون هذه السوء الذي يجتاحهم، وكأن هذا الفريق الوطني مبني ومركز على لاعب واحد ؟ لا أعتقد إطلاقا أن يكون هذا الجدل محمولا بهذه الهالة التي تضغط على المدرب من أجل العدول على موقفه والمناداة على حمد الله، ولا يمكن أن نخلق ضغطا شعبويا على المدرب حول لاعب مقصود لأنه هو المسؤول على الفريق الوطني ونتائجه ولو أن بعضا من رعاة الكلام الفارغ دخلوا في منعرج تقديم النصيحة لوليد على أنه لا يدرب فريق مدينة ولكنه يدرب فريق دولة، والفوارق متباعدة بين الشكلين، وعليه أن يلتزم بالمناداة على حمد الله وكأنه طلب يجب تنفيذه من الأسئلة الصحفية وليس من المسؤول المشغل. أليس في الأمر عجبا من كل هذا الترويج المغلوط لقضية أصبحت مشاعة وطنيا وعربيا ودوليا. والنهاية تعني أن وليد يحترم عمله ويراعي قيمة النجاح الخاصة بالمجموعة وليس بنجاح واحد من المجموعة أو الإقتصار والإعتماد على لاعب يصنع النتائج، ولا يستمع لكل هذه الخزعبلات التي لن تزيده إلا قوة في إحترام رأيه.
ما أعرفه جيدا أن حمد الله لاعب كبير وهداف من طراز رفيع، وما كان عليه أن يوثق هذه الهالة التي تعانقه شهرة بالسعودية إلا مع الفرق الأوروبية حتى يكون بقيمة هالاند أو رونالدو لتأكيد هذه الهوية الملتصقة به، وهنا سأتفهم القيمة المضافة ليكون بشكل متساو مع المحترفين المغاربة برأيي الخاص، وقتها يمكن أن يكون ملف هذا اللاعب قويا وموضوع دفاع مستميث، ولكن عندما يقول وليد الركراكي أن حمد الله لا يلعب بشكل جماعي ولو أنه يسجل بالسعودية، ربما أدرك النقائص الجوهرية بينه وبين كل المهاجمين الحاضرين اليوم بالفريق الوطني، مثلما يلح من جانب آخر أنه لا يريد أن يخلق بالفريق الوطني جدلا جديدا خاصا بالنقابات أو التشويش عليه. وله في هذا الأمر احترام كبير، وقصة حمد الله إفتعلها سابقا بعرين الأسود كما يعرف الكل. ولذلك، علينا أن نبني فريقا وطنيا للمستقبل محمولا على انتقاد الأمور الجوهرية بمعايير الأداء ولمسة المدرب بمنظومته واختياراته، وعلينا مساءلة المدرب بما يمكن أن يدرسه على خصوم الكروات وبلجيكا وكندا لخلق مباريات مقاتلة مبينة على جماعية فريق وليست مقصورة على لاعب واحد أيا كان إسمه. وعلينا في النهاية أن نحسم هذا الجدل الصبياني القائم على هدم موقع وليد الركراكي من جبناء الكلمة والتحليل.