متميز وليد في عفويته وفيما ينطق به أحيانا، لذلك لا يوجد أبلغ ولا هو أدق من إستعارة كلمة «النية» التي يبحث عنها الجميع هذه الأيام عند العطارة، إذ يحاول بعض الإنتهازيون أن يتبنوا خلطتها ليعلنوا نسب براءة اختراعها لذواتهم المريضة المطبوعة بالخبث والعياذ بالله. النية تلخص كل شيء، فلا أحد خطط ولا أحد برمج ولا أحد هندس لهذا المآل سوى نية الرجل وبركته وصدق سريرته. 
فمن اليوم يملك الجرأة ليغير مجرى التاريخ والنهر ويشق لنا أخذوذا يزور فيه ومن خلاله الوقائع ليدلوا على أن وليد خطط له بليل؟ 
من يمكنه اليوم أن ينكر وباعتراف لقجع نفسه على أن وليد لم يكن أبدا الخيار الأول التعاقدي لمنتخب الأسود وقد فاوض قبله أجانب وقبله أيضا إبن جلدته الحسين عموتا الذي  رفض العرض بحسب لقجع دائما ؟
إذن هي النية ذاتها التي قادت وليد ليلامس ونحن معه هذا الإعجاز الكروي، هي نفسها التي قادت للتعاقد معه وخطب وده يوم حل بمجمع محمد السادس لتحضير وداد الأمة لنهائي العصبة أمام الأهلي.
يومها كتبت هنا بذات النافذة «وليد هو مدرب الأسود ترقبوا هذا على ذمتي ولو كلفنا ذلك ما كلفنا ولو تطير كل المعز في عنان سماء النفي بالبلاغات».
سقت يومها ذلك الكلام مسنودا لمعطيات فيها الدامغ وفيها أيضا المتكل على نفس «النية» العجيبة… ولو أنه بعدها ستعالجنا الجامعة ببلاغي العيد «عيد الفطر والأضحى» وفي كلتيهما نفت نفيا قاطعا أي ارتباط أو تفكير لها في إقالة وحيد والتعاقد مع وليد، وهنا آن لي أن أمد رجلي عفوا قلمي لأخلص يقينا ومثلما نشرنا بالصحيفة والموقع»  بلاغ النفي بالعيد هو إقرار بتعيين وليد» لأن من تاهت بهم أمواج البلاغ هم من فئة أصحاب ذاكرة الأسماك والعصافير، الذين لا يستحضرون سوابق لقجع في هكذا حالات» أو ليس هو من نفى يوم الجمع العام بلسانه الصريح خبر إقالة الزاكي وتعيين رونار وقال لنا الزاكي باق في منصبه وسيواصل مهامه، وفي اليوم التالي أقيل ببلاغ عدد له كل السوءات»
لذلك قادتنا نفس النية لفهم إستراتيجية الجامعة فالنفي عندها تأكيد، ولتثبيت في تعريفها عزل، وهكذا دواليك ولم يخب لا حدس ولا ضاعت بنا في دروب الغموض نوايا ولكل كاتب ما نوى ؟ بل إن كان لزاما لكل أن يغني كل واحد منا على ليلاه فالتاريخ الذي يوثق بـ«الحبر والمداد» الذي لا يكذب يشهد على ما كتبه العبد لله بشأن فيض الحلم الهادر الذي يسكنه والذي مثلما دونته في أعمدة موثقة، حررته في روبورتاجات بالعشرات ورصدته في خرجات تعادلها بعنوان» أثق أن وليد سيحلق بنا في سماوات الإعجاز بإنجاز تاريخي بالمونديال يصل حد المنافسة على الكأس»، ولست أدرى هل كان منسوب الثقة والتفاؤل هذا مسنود لـ«معطيات دامغة أم تراه كان مدفوعا من نفس شلال النية المتدفق». 
ذات النية قادتنا لفهم أنه حين ارتفع مؤشر الدفاع عن حجي أمام قصف بعض الجبهات في الـ«كان»، فقد كان ذلك ممهدا لـ«حلق رأسه» وأنه حين خرج لقجع ليقول ما قاله في حق زياش منتصرا لطرح وحيد قبل الـ«كان»، فقد كان ذلك امتصاصا لغضب اللحظة وتمهيدا لمعالجة البوسني بـ«كونطراطاك» خاطف يحيله لمقامه اليبلنكي حيث يحلو له أن يختلي…
حتى وليد نفسه يوم تعيينه تحدث بلسانه على أن المونديال ليس رهانه، وأنه أتى ليتوج الـ«كان»، ولنا أن نعود مثلما قال وليد في كافة خرجاته لعديد اللحظات التي خرج فيها فريقنا الوطني من عنق الإبرة، كان بالإمكان أن نخسر من بلجيكا. كما كان أن نتعادل مع كندا لولا العارضة التي بشر بها وليد.
كان بالإمكان أن لا نصل مع إسبانيا لضربات الحظ، لو دخلت كرة يورينتي في آخر دقيقة لولا بونو ولولا انتحار أمرابط أمام اسونسيو ولولا غمز كرة سارابيا للعارضة في آخر ثانية، وبعدها عاد نفس اللاعب من أول ضربة ترجيحية ليلمس العارضة … 
كان بالإمكان أن نخسر مع البرتغال لو وجدت كرة فيليكس وبرونو وبيرناردو سيلفا طريقها للشباك بدل إنحرافها من أمرابط لتلامس العارضة، وفي الختام كرة بيبي الذي انعطفت فحاز قبلة جواد يميق على صلعته… 
لذلك لا يوجد أبلغ من شهادة العراب نفسه «كلشي بالنية» ليلخص حصاد العام، وحين امتزجت النية مع قلة النية، أصبحت العارضة تصد كرات لاعبينا وليس الخصوم، مثل كرة ومقصية يميق أمام فرنسا، وكرة هدف كرواتيا الثاني التي لمست عارضة بونو ودخلت هذه المرة. 
شكرا وليد على ما قدمت وصنعت وخاصة على براءة الإختراع «ونية العمى فعكازو«.