برغم أن ما مر على اختتام بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي نظمت بالجزائر، 14 يوما، إلا أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم لم تقدم إلى اليوم نتائج التحقيق الذي فتحته على خلفية الخروقات الكثيرة التي شابت الحفل الإفتتاحي، من كلمة ألقيت خارج السياق شكلت اختراقا سافرا ومرفوضا للسياسة، تنهى عنه اللوائح المنظمة للكاف وللفيفا، إلى خطاب الكراهية والتحقير الذي رفعته الجماهير خلال ذات الحفل الإفتتاحي واستهدف بحقارة كبيرة الجماهير المغربية.
وكانت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم قد تلقت رسالة احتجاج قوية من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، تستنكر ما حدث خلال الحفل الإفتتاحي لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين، وتطالب المنظمة الوصية على كرة القدم الإفريقية، بإعمال القانون في محاسبة الضالعين في هذه الخروقات وهذا المس المباشر بكرامة المغاربة، وهو ما تفاعلت معه الكاف بإصدارها وقتذاك لبلاغ تقول فيه، أنها أخذت علما بما رافق حفل الإفتتاح ذاك من تعديات، وشكلت لجنة للتحقيق، وعلى ضوء تقريرها سيتم اتخاذ القرارات الإنضباطية الملزمة.
وقبل أن تصدمنا هذه الخروقات السافرة خلال الحفل الإفتتاحي للشان، كانت الجارة الشرقية قد رفضت الترخيص لطائرة الخطوط الملكية المغربية لنقل الفريق الوطني المحلي إلى القسنطينة ليدافع عن لقبه، ضدا على ما تأمر به اللوائح المنظمة للمسابقة، والتي تجبر البلد المستضيف للنهائيات على أن يؤمن مطارا لا يبعد بأكثر من 200 كلم عن موقع الحدث.
وكانت الجزائر قد تشبثت بقرارها القاضي بإغلاق الأجواء الجوية أمام الخطوط الملكية المغربية وعدم السماح لها بأن تحط في أي من مطاراتها، وهو ما اعتبرته الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حرمانا من حق مكفول لها بقوة اللوائح المنظمة لبطولة الشان، فقررت عدم إيفاد أسود البطولة للجزائر.
وكانت كل القرائن تقول، أن الكاف لا تستطيع تحت فرضية تسليط عقوبات على الجزائر لخرقها اللوائح، بخاصة ما يتعلق بإقحام الخلافات السياسية في الأحداث الرياضية، أن تكشف عن نتائج التحقيقات التي يفترض أن تكون قد انطلقت غداة الحفل الإفتتاحي للشان يوم 13 يناير الماضي، إلا أن التسويف مستمر حتى اليوم، وكأني بالكاف خوفا من الوقوع في الحرج، ستعامل هذه الفضيحة، بالقولة المأثورة «كم من حاجة قضيناها بتركها»، ولكن لا الأخلاقيات ولا حرمة الكاف ولا براءة القوانين من أي نسف، ولا كرامة المغاربة، يسمحون للكاف بغض البصر عن السابقة ووأدها في التراب، وإلا سيشرع الباب أمام الجميع لكي يحشر كرة القدم بقيمها النبيلة في «مزابل» السياسة.