هل يلام حكيم زياش على أنه اختار الإنضمام لنادي تشيلسي الإنجليزي، وليس لفريق آخر غيره من الأندية الكبرى التي طاردته بعد مواسم أبدع فيها مع نادي أياكس أمستردام الهولندي؟
هل كان حكيم هو براقش التي جنت على نفسها وأهلها، وهو يقرر أن يكون البلوز هو الصفحة الأرقى التي فتحها في مساره الرياضي؟
بالعودة إلى السياقات الزمنية التي خرج فيها حكيم زياش من قلعة الأياكس التي برق بل ولمع فيها نجمه خلال منافسات عصبة الأبطال الأوروبية، مطلوبا من فرانك لامبارد أسطورة تشيلسي ومدربها وقتذاك، سنجزم أن حكيم ما أخطأ ولا تاه أو ضل عن الطريق، لأن انتقاله أولا للعب بالبطولة الإنجليزية، أحد أرقى البطولات الأوروبية وأكثرها إثارة، كان قرارا ذكيا، ولأن اختياره وقتذاك للنادي اللندني ثانيا ارتكز على مرجعية تاريخية وعلى مشروع رياضي، أكد لامبارد لحكيم أنه سيكون واحدا من رافعاته. 
وما باع لامبارد حكيم وهما، لأنه بوصول زياش لقلعة ستامفورد بريدج خلال موسم 2020 ـ 2021 سيصبح عنصرا فاعلا في منظومة تشيلسي سيلعب في موسمه الأول 23 مباراة، وسيلعب ذات العدد من المباريات في الموسم الثاني مع مجيء الألماني توخيل، برغم ما اعترى علاقة حكيم بتوخيل من هزات عنيفة تتعلق بتموضعات وواجبات تكتيكية لم يكن زياش يرى نفسها فيها على الإطلاق، من دون أن ننسى أن الفترة تلك، كان زياش يعيش خلالها حالة من الصدع النفسي، بسبب ابتعاده عن الفريق الوطني بحرمان من المدرب والناخب السابق وحيد خليلودزيتش.
ولأن الموسمين الأوليين لحكيم مع تشيلسي، اقتصا الكثير من عطشه ونهمه وحورا بشكل كبير النسخة الإبداعية التي كان عليها مع أياكس، فقد كان الحل الأمثل هو أن يخرج زياش من قلعة تحولت إلى مقبرة، من حديقة دخلها يطلب الرحيق، فتحولت إلى فرن يتسبب في الحريق.
هل أخطأ زياش، عندما لم يقدر قيمة الإنتقال معارا لنادي أس ميلان خلال الميركاطو الصيفي، وزايد كثيرا في قبول صيغة الإعارة؟
الأيام ستؤكد ذلك، إذ ستتحول أيام زياش بستامفورد بريدج إلى جحيم لا يطاق، وحتى عندما عنت له فرصة الخروج من هذا الجحيم ونادي باريس سان جيرمان يطلبه في الميركاطو الشتوي معارا، عطفا على موندياله الرائع مع الفريق الوطني، ستوصد في وجهه أبواب الرحيل، سيجهض مسؤولو تشيلسي تلك الإعارة بأسلوب سمج وحقير، ليرغم زياش على البقاء في عرين لا يحلو له، وليواجه أياما عسيرة مع إدارة جاحدة وحقودة، إنتهت باستبعاده من قائمة تشيلسي في المباريات الأربع الأخيرة والتي لم يعرف خلالها الفريق اللندني طعم الفوز (حصل على نقطتين من أصل 12 نقطة ممكنة).
ولعل في غياب زياش عن القائمة التي واجه بها تشيلسي وولفرهامبطون، وخسر بهدف، ما يؤكد ما ذهبت إليه صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، من أن المدرب السابق غراهام بوتر ما أقيل من منصبه، إلا لأنه أدخل زياش أساسيا في مباراة طوطنهام، وقد أعطيته تعليمات بوضعه في دكة البدلاء، وجاء التأكيد على ذلك عندما لم يضم لامبارد زياش للقائمة الأخيرة، برغم ما يرتبط به فرانك مع حكيم من علاقة جيدة.
كل شيء في حياة زياش مع تشيلسي، اضطرب واختنق، فما عاد هناك بد من الرحيل للتحرر من الإهانة والتبخيس وتقليم الأظافر وقص الأجنحة.
يحتاج الفريق الوطني لأن يكون حكيمه ومبدعه زياش خلال الموسم القادم، الذي سيكون موسم البحث عن اللقب الإفريقي، في كامل ألقه وتوهجه ولمعانه، وهذا كله لن يكون إلا وزياش خارج أسوار ستامفورد بريدج.