ليس تعقبا  مع سبق إصرار وترصد، وإنما هو الواقع المر الذي طالما كتمناه، وابتعلنا غيظه ومرارته وشربنا من كأس هوايته، إلى أن أهل علينا هلال قطر وأخبرنا أنه من «يتسحر مع دراري البطولة يصبح فاطر»
فعلى قدر المغرم يكون المغنم وعلى قدر الدعم يكون العتاب أيضا، ولا يوجد أكثر من نافح ودافع عن لاعبي البطولة وحقهم في كوطة تحفظ الكرامة داخل عرين الفريق الوطني، تلك الكوطة التي دهسها طار البوسني وقزمها ويا ليته اكتفى بذلك، بل سحب من فمه كمية الملح المتاحة تحت شذقيه ليخبرنا ذات ليلة بزفارة ووقاحة «لاعبو البطولة عندكم لا يلعبون كرة القدم بل يمارسون رياضة أخرى»...
يومها حملتنا حمية الجاهلية تعصبا وانتصارا للبطولة قبل لاعبيها، وكان ردنا مفحما على رجل خرف يأكل الغلة ويسب الملة، طالما أن المشرف على هذه البطولة هي نفسها الامعة التي كانت تحول له بالعملة الصعبة صوب ساراييفو. 
ألا أن ما حمله مونديال سوق واقف كان انعطافة للصلة بين المنطق والعاطفة: فقد إتضح وبما لا يبرر للبوسني وقاحته تلك، أن مستقبل الفريق الوطني معلق بسيقان واعدة  للاعبي المهجر.
سواء الذين نشأوا في أوروبا من أصحاب الجواز الأحمر، أو الذين حلقوا من هنا بجلدهم سعيا خلف تحسين وتحصين أنفسهم تقنيا ومهاريا وسلوكيا، ولنا في ابن والديه يوسف النصيري ما يثلج الصدر والخاطر بمعية بونو ولكرد.
الداع لكل هذه الإستفاضة في طرح هذا المرار، هو أن لاعبي البطولة نكدوا عليا ولو نسبيا رحة العيد وأجواءه ...
أن يخسر بطل المغرب من وصيف بطل تنزانيا، أمر مقبول لكن ليس بتلك السماجة التي ندين فيها للسذاجة٬ ونقصد سذاجة مهاجمي سيمبا وإلا لعاد لاعبو الوداد ب»«القفيفة» من دار السلام ...مثلما نعيب على الوداد خسارته من متذيل ترتيب الجزائر القابل المهدد بالهبوط وقد تابعنا كيف طحن الترجي الكناري بالسهل الممتنع وبأقل مجهود ممكن...
أن يخسر الرجاء من الأهلي أمر معقول قياسا بفوارق الهيكلة، بين فريق يديره ملك الكرة الخطيب، ورئيس لم يتورع خجلا وهو يطل من مسرح الخطيب داعب الكرة بتلك البشاعة في مران الفريق الذي سبق القمة «وكأنه لم يكفه« الجانگلاج» الذي يمارسه في حق الرجاوين منذ قدم لكرسيه...
لكن أن يخسر الجيش الملكي الذي نقول عنه أفضل نسخ الزعيم في آخر عقدين وبترويضه لكافة فرق البطولة هنا متصدرا، من سابع بطولة الجزائر إتحاد العاصمة بتلك الكيفية، ويهان الفرق من بنشيخة ليظهر داكروز مرعوبا مذعورا، فهذا في واد وما قتم به من يسمى داخل الجيش بالنجم المطلق السي رضا سليم في  واد آخر.
لغاية الآسف حركة سليم تلك أيقظت الجرح، جرج وصف وتوصف خليلودزيش الساخر الذي أغضبنا «إنهم لا يلعبون كرة القدم»...؟؟؟
فهل من يلعب كرة القدم ويطالب في حواراته من  الركراكي نصف فرصة، له الحق في أن يركل لاعبا منافساعلى بعد متر من الحكم في آخر دقيقة بتلك الطريقة ؟ قطعا لا... 
لذلك كانت خرجة الفرق المغربية طافحة بالخيبات، ليس للخسارة الممكن تداركها، بل لأن عطية الله وجبران تعريا بالكامل منذ العودة من قطر، وكأن التوسيم والإستقبال والمنحة هو سقف الطموح...
تعرى لاعبو الرجاء والجيش والوداد، لنهم هنا مفتونون بالإحتجاج و المظلومية والمؤامرة والدسائس، فخسروا هذه المرة بحضور تحكيم ولا أروع لم يسلبهم حقا بل كان كريما بهم في فترات. 
تعرى لاعبو البطولة، لأنهم لم يستفيدوا من دروس خنوس، الزروري، بوشواري وإبراهيم صلاح مع رعريوي، بل لم يستلهموا درس النصيري والصعود للقمة من السفح بإصرار ومهنة وصحوة ضمير.
ليست قسوة هته التي أعلمتها في هذا العمود، بل هو واقعنا الذي لا يرتفع، و كم كنت كريما معهم، ولم ذكر لهم  كيف يتلاعب به اليوم «مش مخضرم طنحاوي».