نعم ليس في العنوان أي خطأ، بل هو الواقع مثلما يجسده سعيد شيبا اليوم، وشيبا هو فقط مفرد بصيغة الجمع..
سعيد شيبا حورب هنا، بل عوقب بجريرتي الفشل والخروج عن النص في تجربة مريرة عاشها قبل 3 سنوات، ما زلت أذكر كافة فصولها وقد هاتفني شيبا شخصيا بعدما هاتف زميلنا السيد بدر الدين الأدريسي، يشكو ما طاله ويئن وجعا مما ناله، بعد مباراة في البطولة كانت أمام الوداد، خسر شيبا تلك المباراة مثلما يخسر غيره من المدربين ويصرحون بعدها بما يفيض به صدرهم.
قال شيبا الذي لا يجيد لغتي الفلين والخشب يومها أنه استشعر وهو يخسر ذلك النزال، أنه خسره لأسباب غير رياضية،  جملة وعبارة قد يكون أساء إبلاغنا مضمونها، إلا أن عبد السلام بلقشور رئيس الزمامرة يومها ورئيس العصبة الإحترافية الحالية، سيطلع علينا ببلاغ على السريع يحيل عبره ومن خلاله سعيد شيبا على مغادرة غير طوعية، وبعدها عرضه على المجلس التأديبي للنادي، ثم لجنة أخلاقيات الجامعة وقد بدا الأمر وكأنه حدث جلل..
غادر شيبا الزمامرة وحلقه يفيض بغصة المرار، سعيد الأكاديمي الكاريزماتي يصطدم بأول موانع المرور في أول ظهور.
لحسن حظنا جميعا أن بلقشور أقال شيبا، ولحسن حظنا أن بلقشور يفهم في الكرة وفق معايير تتجاوز ربما فهمنا، وإلا ما كانت الكرة المغربية اليوم  تنهل من معين هذا الأنيق اللبق والخلوق، وقد سيطر على كافة المواقع الجزائرية بديبلوماسية خلاقة ولباقة جعلت منه اليوم حديث المجالس وبلاطوهات التحليل في بلاد الجارة.
لذلك قلت في معرض العنوان أن نجاح شيبا مع منتخبي الفتيان والشبان في البطولة العربية وعلى نفس الأرض «الجزائر» في غضون عام واحد، هو إيذان بفشل وشرخ منظومة «التسيير» داخل فرقنا الوطنية إلا من رحم ربك.
فبإلقاء سريع على نجاحات الفرق الوطنية في آخر المواسم، ستعثر على الخيط الناظم بينها، من "دوبلي" عموتا مع الوداد لغاية "دوبلي" الركراكي مع الفتح لغاية "دوبليه" مع الوداد، مرورا بثنائية عموتا والسلامي مع الشأن، مرورا بما نسجه الجعواني وبعدها طارق السكتيوي في بركان وحاليا في تواركة.
تعريجا على ملحمة ادريس لمرابط في أعالي البوغاز والتي يكررها اليوم بنفس ملمح التفوق والإعجاز هلال الطير، غير قافزين على جرأة رضوان الحيمر في ركوب بوراق الفرق والصعود بها من الهواة لغاية الصفوة.
وحين نقارن بين ما قام به شيبا وجسده وليد الركراكي بتجليات الإعجاز في قطر، وقبله رسم  له هشام الدكيك خطوط الإبهار بوصفة «بروفسور» كرة الصالات والقاعة، ونعاين إدمان مسيري الفرق على الأجنبي، وما لقيه عموتا من جزاء سنمار داخل الوداد وسبقه السلامي داخل الرجاء، وكلاهما صنعا قلادتي البطولات داخل الغريمين واستبدالهما بالتوانسة، أليس هذا فشلا صارخا للمنظومة، أم ليس كذلك؟
فشل المنظومة يعكس كيف احتضن لقجع الدكيك وآمن بما رآه السلف هرطقات وهلوسات، وإيمانه بالركراكي في ذروة الشك قبل المونديال، وإلتقاطه شيبا المكسور بمنشار بلقشور من الزمامرة، لذلك حين يلتقي ويأتلف الفكر الراقي مع التكوين الأكاديمي، فإن الكيمياء تتقوى وجسور التواصل تسهل، والنتيجة مثلما عايناها وشاهدناها في تايلاند،  الدوحة وقسنطينة.
يجدر بنا في غمرة الحسرة والتبخيس اللذين تقابل بهما الكفاءات الشابة الوطنية أحيانا، أن نشكر لبلقشور وباقي الرفاق طرده شيبا وإحالته على لجنة الأخلاقيات، كي يقدم شيبا لهم ولغيرهم اليوم درسا قاسيا في «اللباقة واللياقة والأخلاق».